الحوار… خطوة بديهية

طاولة الحوار

كتب شارل جبور في “الجمهورية”:

قرار العودة إلى المساكنة الحكومية هو الأساس والباقي تفاصيل ومتممات، لأنّ السلطة التي تضع السياسة العامة للدولة في جميع المجالات هي مجلس الوزراء، فيما الحوار هو إطار معنوي مساعد لا أكثر ولا أقل. فلَو سبق الحوار تأليف الحكومة كان إعطاء هذه الخطوة حجمها ودلالاتها في محله، ولكن أمّا وقد تلت الحكومة، التي كسرت قرار الجلوس حول طاولة تجمّع الصقور من الطرفين، فأصبحت عملياً خطوة طبيعية باستثناء حالة واحدة. ويبدو أنّ هذه الحالة بالذات التي أعطت لهذا الحوار حجمه وهالته ورونقه، تتصل تحديداً بالمفاجآت أو الاختراقات التي يمكن أن تتحقق بنتيجته، لأنه خلاف ذلك ما الحاجة لحوار من الصف الثاني، بعد أن رَحّل الحريري اللقاء مع السيد حسن نصرالله إلى مرحلة أخرى بعيدة، خصوصاً أن قيادات هذا الصف يلتقون في مجلس الوزراء. فكان يكفي أن يتشاور الوزير نهاد المشنوق مع الوزير محمد فنيش على هامش جلسة مجلس الوزراء، أو الوزير أشرف ريفي مع الوزير حسين الحاج حسن، وتلتقط الكاميرات صوَر حواراتهما الثنائية، من أجل إيصال الرسالة المطلوبة لقواعد الطرفين. وكان يكفي أيضاً أن يقوم وفد من “حزب الله” بزيارة رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة على غرار الزيارات التي يقوم بها الحزب لحلفائه، وأن يردّ السنيورة الزيارة على رأس وفد من “المستقبل”. ويبقى أنّ مَن يرتضي المساكنة في الحكومة عليه أن يحاور، وإلّا الذهاب إلى القطيعة مع “حزب الله”. وبما أنّ القطيعة غير مطروحة والتنسيق الحكومي قائم، فلا بأس من حوار يُدعِّم هذا التوجه، والحوار في هذا السياق والمسار هو أفضل من لا حوار.

السابق
الحوار يبدأ من الرئاسة إلى رزمة متكاملة ما بعد حديث الحريري
التالي
حوار التحضير.. وحسن النيات