سعد الحريري ذاهب إلى الحوار مع «فاتح 110»

سعد الحريري
على سعد الحريري باختصار أن يتقن لغة واحدة إسمها لغة رفيق الحريري. أن يتسلحّ بمفرداتها. هي مدخله الوحيد إلى الحوار لكن عليه أن يستعيد قبلاً فنّ التقاط النوابغ من الأشخاص أصحاب الحكمة والقدرات وفنّ الإستفادة من الموروثات. وإلا فإنّ الذهاب إلى من بيده السلاح يعتبر بمثابة إنتحار. فما بالك والطرف الأخر في الحوار بيده فاتح 110 وما أدراك ما فاتح 110 و220؟ فهذا يجعله يحاور ما بعد بعد بعد سعد الحريري و14 آذار.

إنها سياسة القضم التي ينتهجها حزب الله.
لا يّحسد تيار المستقبل وزعيمه على اختيارهم من قبل حزب الله كخصم مفترض له يدعوهم إلى الحوار، وقبوله بذلك طوعاً يعدّ هلاكا وسيقضي عليه بالضربة القاضية، أبسطها لأنّ جمهوره لن يرحمه لعلمه بأنّ النتيجة لن تكون كما يشتهون والتجربة مع الحزب لهي خير دليل.
أما فكرة الحوار بمعناها اللفظي فقائمة بالأصل على مبدأ أن تكون الأطراف الملتقية متساوية إلى حدّ ما بالقوة أو القدرة أو الامتلاك، لكنّهم مختلفون على أمور مشتركة تهمهم. أما إن كان في الأمر عكس ذلك، وهو كذلك، فغالب ومغلوب. وقول البعض إنّه قادر على فتح ثغرة داخل سور عظيم أو حفر جبل بإبرة فوهم بحاجة إلى تفصيل وتفسير وحديث طويل والشروع به يلزمه.
مسألة حزب الله معقّدة ومتشعّبة ولها أبعادها والتزاماتها وغايتها وفكرتها التي قامت عليها والأجدى بالمُحاورِ، إن قبل هذا الخيار أو الإختيار، أن يدرس إمكانية الخروج ببعض المكتسبات تماماً كما حصل في السابق مع أنظمة جاورتنا وثانية إقليمية واكبتنا وأخرى دولية أثرت على مسارنا وكان لها وما زال في بلادنا سياسات. والسير بعكس ذلك جنوح وضرب من ضروب الجنون يأخذ صاحبه إلى عالم ليس بمقدوره توقّع ما هو ممكن الحدوث.
في العودة إلى سعد الحريري وقصّة الحوار فالمسألة أكثر تعقيداً. فالرجل يجالس من في الأصل اختلف معهم بل واتّهمهم بعظائم الأمور ولم يلتقِ قط معهم على أيّ رأي أو فكرة. وسطوع نجمه ووجوده على الساحة السياسية الداخلية والخارجية قائم على أساس الاختلاف معهم حين قتل والده.
وعليه فالذهول والتعجب شديد خصوصاً وأنّ الرجل يعتزم الذهاب إلى حوار في أجواء عاصفة والرياح الآتية من المملكة السعودية، وفيها طلب بإدراج حزب الله على لائحة الإرهاب، عاتية. وأمطار لاهاي الغزيرة يرسلها صديق الشهيد عبر الفضائيات يسرد خلالها ملحمة تحكي معاناة شهيد مظلوم مع جلاده ويتّهم بكربلائية أحد أطراف الحوار بمقتله .
قد يكون لدى سعد الحريري ما يمتلكه ، وقد يكون عنده ما يستند إليه من معلومات ولديه ما يخبر عنه ولا يمكن أن يفصح عنه أحد سواه ، والأجدى به أن يكون عنده كلّ ذلك وأن يناور ويتقن فنّ الحوار، فيحمل ملفات حقيقية يختار منها ما ينفع الوطن وانتظرها شعبه بشغف لسنوات.
على سعد الحريري باختصار أن يتقن لغة واحدة إسمها لغة رفيق الحريري. أن يتسلحّ بمفرداتها. هي مدخله الوحيد إلى الحوار لكن عليه أن يستعيد قبلاً فنّ التقاط النوابغ من الأشخاص أصحاب الحكمة والقدرات وفنّ الإستفادة من الموروثات. وإلا فإنّ الذهاب إلى من بيده السلاح يعتبر بمثابة إنتحار. فما بالك والطرف الأخر في الحوار بيده فاتح 110 وما أدراك ما فاتح 110 و220؟ فهذا يجعله يحاور ما بعد بعد بعد سعد الحريري و14 آذار.

السابق
لبنان ينتظر لائحة اسماء السجناء النهائية
التالي
الحجيري يؤكد ان ملف العسكريين بين الحكومة والخاطفين