هل السفارة السورية.. خطأ؟

وليد المعلم

كتب شارل جبور في “الجمهورية” فقال: أوّل ما يتبادر إلى ذهن أيّ مواطن استقلالي وسيادي، عندما يستمع إلى تصاريح السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، بأنّ ١٤ آذار أخطأت في خطوة التبادل الديبلوماسي بين البلدين، وقد جاء لقاء الوزير وليد المعلم مع أركان قوى ٨ آذار في السفارة ليزيد من قناعة هذه الشريحة. فهل أخطأت ١٤ آذار فعلاً؟.. اذا كان النظام السوري حاول استخدام السفارة كمنصة لمواصلة تدخلاته في الشؤون اللبنانية، فإنّ هذه التدخلات بعد خروج جيشه من لبنان، وانكفاء هذا الجيش إلى ما دون نصف الجغرافية السورية، فقدت تأثيرها وأصبحت ثانوية وشكلية مقابل التعقيد الفعلي الذي انتقل إلى الواجهة في العام ٢٠٠٥، والمتمثّل بـ”حزب الله”. فالأزمة اللبنانية اليوم لم تعد في العمق والجوهر ناتجة عن التدخلات السورية في الشؤون اللبنانية، خصوصاً أنّ عدوى التدخل انتقلت إلى سوريا نفسها، إنما هذه الأزمة اسمها “حزب الله” الذي يرفض تسليم سلاحه ويريد إبقاء لبنان ساحة إقليمية لمواجهات بالجملة، مع إسرائيل حيناً، ومع التكفيريين أحياناً، وفي خدمة مشروع الممانعة في كل الأحيان.. من هنا اللوم في اللقاء الذي جمع وليد المعلم إلى أركان قوى ٨ آذار يقع على “حزب الله”، لا النظام السوري الذي يريد أن يوجّه رسائل فارغة من أي مضمون في كل الاتجاهات عن دور يتجاوز سوريا، واستمرار تأثيره في لبنان، وتخطّيه لمشاكله الداخلية بعودة تفرّغه لأحوال مناطق نفوذه، فيما كان الأولى بالحزب ألا يُقدم على خطوة استفزازية تزامناً مع الكلام عن الحوار الذي من أبرز بنوده فك الاشتباك مع الأزمة السورية، وكأنّ الحزب تقصّد في ظل الأجواء الحوارية أن يؤكد على مواصلة تورّطه العسكري والسياسي في هذه الأزمة..

السابق
النواب الفرنسيون يناقشون الاعتراف بدولة فلسطين
التالي
مشاروات لفتح طريق الصيفي وبيان لأهالي العسكريين لاحقا