سميح البابا: معرض الكتاب هو إحدى منارات الشرق الثقافية

معرض بيروت للكتاب
يبلغ عدد دور النشر المشاركين في هذه الدورة من المعرض العربي للكتاب يبلغ حوالى 250 دار نشر عربية ولبنانية، هذا إلى جانب الدول العربية التي تشارك كل عام في إقامة هذا المعرض. وضمن الدورة الحالية يوجد جناح للفن التشكيلي. وبرأي رئيس النادي الثقافي العربي سميح البابا: أن المعرض، ما زال على وهجه وعلى زخمه في تقدمه ومستواه الثقافي.

تبدأ الدورة الحالية لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب في 28 تشرين الثاني وتنتهي في 11 كانون الأول، وهذه الدورة، هي الدورة الثامنة والخمسون، لهذا المعرض الذي أسّسه النادي الثقافي العربي، الذي التقينا رئيسه الأستاذ سميح البابا. حيث دار حديثنا معه بشأن المعرض بشكل عام. فقال:
إن معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، تأسس سنة 1956، على يد لجنة من أعضاء النادي الثقافي العربي برئاسة سميح البابا، وكان المعرض في البداية تحت إسم “معرض الكتاب العربي”، وكان يُقام في قاعة “الوست هول، في الجامعة الأميركية في بيروت على مساحة لا تتجاوز الـ40 متراً حيث كانت طريقة عرض الكتاب تتم بشكل بدائي، وتطور هذا المعرض مع الزمن إلى أن أصبح، في الثمانينات معرضاً دولياً، وذلك لاشتراك دور نشر عربية فيه، من خارج لبنان، ودول عربية أي بمعنى وزارات الثقافة وسواها.
أما النقلة الأولى للمعرض، وكانت نقلة نوعية، حصلت في الثمانينات عندما أصبح معرضاً دولياً، نقلنا المعرض ، أثناها إلى مركز الجامعة العربية في بيروت، وكان ذلك، نظراً لتوسُّع المعرض، وزيادة عدد المشاركين فيه، أي يتطلّب مساحة أكبر للعرض، من هنا كان انتقال المعرض إلى هذه القاعة التي تبلغ مساحتها حوالى 250 متراً. ثم انتقل المعرض في أواخر الثمانينات إلى قاعات الأونسكو، حيث المساحة هي حوالى 600 متر، ومن بعد ذلك أقيم المعرض في وزارة السياحة حيث مساحة العرض تبلغ 1200 متراً. وأوّلُ نقلة كبيرة للمعرض كانت إلى ساحة الشهداء، حيث استحدثت قاعة معدنية، على مساحة بلغت حوالى 2500 متر. ثم كان الانتقال إلى قاعة مساحتها حوالى 4000 متر، في الفورم دي بيروت، في التسعينات. بعدها انتقل المعرض إلى قاعة “اكسبو بيروت، في أواخر التسعينات وأوائل العام ألفين. وكانت النقلة الأخيرة للمعرض إلى “البيال” حيث ومنذ ذلك التاريخ ما زال يقام حتى اليوم. ويقول البابا: إنه يمكن تسمية معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، موسماً ثقافياً، إذ هو يستقطب زوّاراً كثيراً، فإلى جانب طلاب جامعات ومدارس، ومثقفين هناك أيضاً زوار عاديّون من عامة الشعب. هذا إلى ما يشهده المعرض من إقامة محاضرات وندوات وأنشطة موسيقية وتوقيع كتب، وحفلات تكريمية لشخصيات ثقافية معروفة…إلخ.
وعن الدورة الحالية يقول البابا: إن عدد دور النشر المشاركين فيها يبلغ حوالى 250 دار نشر عربية ولبنانية، هذا إلى جانب الدول العربية التي تشارك كل عام في إقامة هذا المعرض. وضمن الدورة الحالية يوجد جناح للفن التشكيلي. وبرأي البابا: أن المعرض، ما زال على وهجه وعلى زخمه في تقدمه ومستواه الثقافي.
ويلفت البابا أن بداية إقامة هذا المعرض، كانت مجازفة بالفعل، في تلك الأيام، والذي دفع النادي إلى القيام بهذه المجازفة تعود إلى أسباب عديدة: هي قلة إنتاج الكتاب في ذلك الوقت، وعدم الاهتمام بالإخراج اللائق للكتاب، كما هو الآن، وذلك لقلة عدد دور النشر، إضافة إلى قلة الموضوعات المطروحة وسوئها في تلك الأيام، إضافة إلى قلة الاهتمام بتوزيع الكتاب وترويجه، وقلة المطابع، وقلة عدد القراء، ولكن ما لبث أن تحوّل المعرض – وبحسب البابا – من مجازفة في البداية، إلى محطة أساسية للتنافس الثقافي والمعرفي في لبنان بشكل عام، وأصبحت بيروت مركزاً للإنتاج الثقافي والأدبي، وذلك لوجود هذا المعرض، والتنافس بين دور النشر على نشر العلم والمعرفة. إلى أن أصبح المعرض قبلة أنظار، ليست فقط لبنانية وعربية، بل دولية أيضاً، ومن هنا اكتسب تسميته (العربي والدولي) وإلى الأمام إن شاء الله يقول البابا، وفي تقييمه لهذه التجربة يقول البابا، إنها تجربة رائدة في العالم العربي، ولقد أثبت المعرض وجوده، وحاجة الناس إليه، لمعرفة ما يستجد من مطبوعات وعناوين كُتُب جديدة، ويعتبر البابا أن هذا المعرض هو إحدى منارات الشرق في نشر العلم والمعرفة والثقافة، إذ إنه المعرض الذي اعتُبر وبحق عميداً لمعارض الكتب اللبنانية والعربية.

السابق
مشروع قانون لتبديل يمين الولاء في الكنيست يضع مشاركة نواب عرب 48 على المحك
التالي
غيب الموت الشاعر والاديب الكبير سعيد عقل عن عمر يناهز مئة وسنتين