جريدة الأخبار تشنّ هجوماً على السيّد حسن نصر الله

الاخبار
بعد الفنان زياد الرحباني، الذي انتقد حزب الله وأمينه العام السيّد حسن نصر الله، وبعد قول الوزير السابق وئام وهّاب إنّ ما يقبضه من "حزب الله" مجرّد "ملاليم، وياخدوهن ما بدّي ايّاهن"، ثم أعلن إغلاق مكاتبه في سورية ووقف عمله السياسي هناك... ها هي جريدة "الأخبار" تشنّ هجوما غير مسبوق على السيّد حسن نصر الله. فهل هو هجوم "ماليّ"؟ أم أنّ الجريدة بدأت في الخروج من "صفّ الممانعة"؟

ليس عابراً أن نقرأ في جريدة “الأخبار” نصّا مثل نصّ الجريء والعزيز الأستاذ علي عبّاس قبل يومين. نصّ فيه من المديح للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، ما فيه من النقد، اللطيف أحياناً، واللاذع أحياناً أخرى. كما حين يقول له إنّ حزب الله بات يسبّب “أذى وانفعالاً يمسّ كرامات وحقوق بعض الناس، ولك أن تسمّيها بالفعل: مظالم”.

وحين يقول له إنّ “الحسين ليس حاضراً في الضاحية هذا العام”. ويعيّره بأنّ “لغة الكراهية تزداد انتشاراً”، ويحذّره من أنّ “خرافات الظهور” تذكّر بأنّ “سيف الخرافة الذي يفتّ البيئة من داخلها، ليس بأقلّ خطراً من سيف العدوّ الذي يتهدّدها من الخارج”.
ويزيد الكاتب علي عبّاس موبّخاً بأنّه “حين توقّفت عن الكلام (في خطبة التاسع من محرّم) نتيجة صخب عابر، ومرّرت يدك على كتفك بشكل طبيعي؛ أقسم ناشرو ومتداولو هذا المقطع أنّك رأيت المنتظر بين الجمهور وخصّصته بتحية وإيماء”. وهنا يلمّح الكاتب إلى أنّ فعل نصر الله قد يكون فعلاً مقصوداً، خلافاً لدعوته لاحقاً إلى الابتعاد عن الخرافات.

ويقول علي عبّاس للسيّد حسن نصر الله أيضاً إنّ “البندقية – على أهميتها – أحد أوجه حربنا لا أكثر”، غامزاً من إعلاء قيمة السلاح على قيمة العقل، ومنتقداً “سطوة الأمن التي باتت أكثر حضوراً من صورة الإخوة الملائكيين”.
لمن لا يعرف فجريدة “الأخبار” تأسّست بجهد مباشر من القيادي الراحل في “حزب الله” عماد مغنية. وكان أحد أسباب تمويلها العلاقة المميّزة بين مغنية ومؤسّس الصحيفة الراحل جوزف سماحة. أما وقد أخذ الله أمانته من الاثنين فبقي من لا يتمتّعون بصلات كافية، ومن بدأوا يعانون من “الشحّ”.

ويقول عارفون إنّ الجريدة تواجه أزمات مالية متلاحقة. وقد انقطع عنها جزء من التمويل الذي كانت تحصل عليه، على دفعات متعدّدة، من إيران ومن حزبها اللبناني، ومن مصادر متنوّعة، في طريقة الدفع، داخل الحزب نفسه.
والأزمة هذه مرتبطة بأزمات مالية تعاني منها إيران كلّها. وقد انعكست قبل أسابيع على الوزير السابق وئام وهّاب الذي قال في مقابلة على قناة الجديد إنّ ما يقبضه من حزب الله “ملاليم، وياخدوهن ما بدّي ايّاهن”، ثم أعلن إغلاق مكاتبه في سورية ووقف عمله السياسي هناك.

وكما بات معروفا فإنّ هذه الأزمة المالية تسبّبت بأن هدّد الفنان زياد الرحباني بـ”الخروج” من الجريدة ومن “المحور” كلّه، ربما بسبب وقف راتبه أو بسبب طلبه زودةً. وما هي إلا أيّام حتّى “سكت” الرحباني وعاد صاغراً إلى صفحات الجريدة، كاتباً “أكثر مما كان”. وقد شهد قريبون من الجريدة بأنّه “حصل على ما طلبه”. فخفتت أخبار سفره وتبخّرت انتقاداته لحزب الله.
ويبدو أنّ صديقه الحميم الذي “ورث” جريدة “الأخبار” من مؤسّسيها قد استهوته لعبة زياد. وربّما يكون مقال علي عبّاس موجوداً في أدراجه منذ فترة، أو أنّه أوحى له بكتابته، ليوظّفه في سياق “ماليّ”، أو أيّ سياق مشابه. علي الذي يعمل في مؤسسات العلامة الراحل السيّد محمد حسين فضل الله، وكان قريباً منه، وهو اليوم قريب من نجله السيّد علي فضل الله.

ذلك أنّ الجريدة التي لا مكان بين صفحاتها للحديث عن رواية أو ديوان لمثقف “غير ممانع”، لا يمكن أن يتّسع صدرها لرأي من هذا العيار الثقيل. إلا إذا كان هذا الرأي له “وظيفة” آنية، وعابرة. والصحافيون “المخضرمون” يعرفون من أين تؤكل أكتاف رجال الأعمال، وكيف تمصّ أثداء الأحزاب الحلوبة.

السابق
جملة تواقيع لكتب «شركة المطبوعات» في البيال
التالي
الجراح: اطلاق الحوار حركة استيعابية وأي خطوة ستكون منسقة مع أركان 14 آذار