المعلم: لماذا يتنازل «حزب الله» عن عون وأي جدوى من الحوار؟

وليد المعلم

حسم الرئيس سعد الحريري الجدل واطلق اشارة الضوء الاخضر للحوار مع “حزب الله” ولئن على مستوى المعاونين والمستشارين وحول ملفات لا ترقى الى تطلعات جمهور “المستقبل” والحلفاء في قوى 14 اذار الذين لا يتوانون عن السؤال عن اهداف حوار لا يعالج لب المشكلة، سلاح الحزب وقتاله في سوريا، لا بل يعتبر جزء منهم ان “حوار الضرورة” لاحتواء الاحتقان السني – الشيعي وتعبيد طريق الرئاسة يعوّم الحزب المأزوم، الذي اضطر اخيرا الى اخراج سيناريو اطلاق أسيره بأعلى درجات الاتقان لشد عصب مناصريه وشعبيته المتلاشية والممتعضة من مقتل العشرات من ابنائها في الحرب السورية، بحسب ما ترى مصادر سياسية في هذه القوى، وتضيف ان اعلان هذا السيناريو سدد في الوقت نفسه كرة في مرمى الدولة التي ظهرت بمظهر العاجز ازاء ملف عسكرييها المخطوفين منذ اربعة اشهر فيما تمكن من اطلاق سراح عنصره الاسير في غضون اسابيع.

وتسأل المصادر المشار اليها عما اذا كانت ممارسات فريق 8 اذار عموما و”حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على وجه الخصوص تحمل على التفاؤل بامكان الوصول معها عبر الحوار الى المرتجى، فالحزب الذي اعلن تكامله الوجودي مع “التيار الوطني الحر” واعلن للملأ على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله، تبني ترشح زعيمه النائب ميشال عون، لا يبدو في وارد التراجع ولو خطوة الى الوراء او التخلي عن حليفه بسهولة خصوصا ان “أمر العمليات” الاقليمي لم يصدر من ايران التي لا تبدو بدورها مستعدة للتخلي عن اي من اوراقها في لبنان قبل انتهاء المفاوضات الدولية حول ملفها النووي الممددة حتى نهاية حزيران المقبل او في الحد الادنى قبل اعادة وصل ما انقطع مع المملكة العربية السعودية.

وتعزز المصادر المشار اليها وجهة نظرها بالاشارة الى ان الضغط الدولي الذي لطالما مارسته دول القرار على الافرقاء السياسيين في لبنان لحملهم على التوافق من اجل انجاز التسويات يقتصر اهتمامها بلبنان راهنا على استقرار ساحته لا اكثر، وهو امر يوظفه فريق 8 اذار لمصلحته ولمزيد من الاصرار على التمسك بايصال رئيس من خطه السياسي. وتبعا لذلك ترى المصادر ان حزب الله ليس في وارد التخلي عن حليف استراتيجي قوي في بيئته ويغطي مشاريع الحزب الاقليمية في الداخل ببراعة الى ان تستوي الطبخة الدولية ويصبح انذاك “لكل حادث حديث”.

وتذكر المصادر في 14 اذار باللقاء الذي جمع في مقر السفارة السورية في لبنان وزير الخارجية وليد المعلم الذي يعرج ليلا على بيروت في طريق عودته من روسيا، مع اركان قوى 8 اذار والرسائل التي اراد توجيهها الى المعنيين باستمرار امساك سوريا بزمام الاستحقاقات الاساسية في لبنان ومن ضمنها الرئاسة، مشيرة الى ان سوريا ابلغت حلفاءها انها تحرص على ان تكون لها الكلمة الفصل في الرئاسة كما في السابق وترفض وصول رئيس من قوى 14 اذار وهي مستمرة بلعب دورها المركزي على الساحة اللبنانية ودعت حلفاءها الى عدم اتخاذ اي قرار في هذا الشأن قبل العودة اليها.

وتؤكد المصادر ان مجمل هذه التطورات مضافة اليها زيارة المعلم الى موسكو واستقباله من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولئن خصصت للتشاور في الحل السياسي للازمة السورية، الا انها لا توحي بامكان تقديم حلفاء محور الممانعة في لبنان اي تنازلات قبل اتضاح الخطوط العريضة للحل السياسي في المنطقة، وما دامت الامور على هذا النحو وفريق 8 اذار لا يقيم وزنا للشراكة الوطنية ولا لمقررات الحوار ولا لمصير الوطن برمته، فأي جدوى من الحوار؟

السابق
انسحاب الجبهة الشعبية من القوة الامنية في عين الحلوة
التالي
أهالي الجنود المخطوفين: عسكر على مين؟