حزب الله.. يفاوض أو لا يفاوض؟

الافراج عن عماد عياد
جاء اطلاق عماد عياد مفاجئا للوسط اللبناني بجناحيه الشعبي والسياسي كون العملية أثبتت قدرة حزب الله على العمل بصمت وبنجاح في حين ان السلطة اللبنانية تثبت مرة جديدة عدم قدرتها على النجاح في ادارة الملف ذي الطابع الوطني والانساني.

كان للزميلة “النهار” دور الوسيط بين الجيش الحر وحزب الله من خلال لقاء اجراه احد الزملاء في النهار مع قيادي من الجيش السوري الحر أعلن فيه انتظارهم كجيش اتصال من حزب الله بشأن الاسير عماد عياد، والذي ألقي القبض عليه في معركة عسّال الورد بعد اصابته ونفاذ ذخيرته.

وكانت النتيجة بعد اسابيع عدة باطلاق سراحه ظهر أمس ووصوله الى منزل ذويه في الضاحية الجنوبية ليل امس بحماية من قيادة الحزب.

وتشير المعلومات إلى ان إلقاء القبض على أبي عبدالله الرفاعي قبل ايام واطلاق سراحه في بيروت كان له دور المفاوضات في ذلك.

ولم يتعرّض الاسير عياد الى ما يمكن ان يؤّثر على تأخير عملية الافراج المتبادل حيث صرح المسؤول عن الأسير عياد الى انه “لا يزال معنا، وهو في صحة جيدة وأموره تمام”. ولم يتم تسليمه الى جهات متشددة قد تؤدي الى قتله.

ولكن ما هو السرّ في طلب الجيش الحرّ التواصل مع حزب الله؟ وما هي شروطه التي كان قد جهّزها وهل كان يعد لمطالب من نوع (انسحاب حزب الله من سوريا)؟

والملفت ان حزب الله عمد بعد 3 اسابيع من خطف عياد الى أسر قياديين من الجيش الحرّ بهدف اجراء عملية التبادل. لكن اهداف الخطف لم تكن لسبب محدد، بل جاء كصيد ثمين توّفر لهم بسبب إهمال عناصر الحزب لعملهم والتي كان قد تناولها موقع “جنوبية” في مقال مفصّل، وبعدها اعترف حزب الله على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله بذلك.

علما ان الاسير عماد عيّاد قد انتقد حزب الله في الفيديو الذي نشره “تجمع القلمون الغربي” التابع للجيش الحرّ من اجل الانطلاق بعملية الحوار والتي تأخرت نوعا ما، وقد أُعتبر الفيديو صادما كونه توجه بالنقد للحزب حيث قال في الفيديو: “نحنا عم نجي لهون عم نتصاوب عم يتركونا، منقلن انصبنا بقلي إي شو بدي أعملك مش شايف القصف؟ كيف بدي إنزل جيبك؟”. مما أجبر والد الاسير الى الرد بأنه يُعتبر ابنه شهيدا منعاً لاي ابتزاز.

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يوّكل الحزب باستلام ملف المفاوضات المرتبط بالاسرى العسكريين عند كل من “جبهة النصرة” و”داعش”، كون عملية الاطلاق قد فاجأت الوسط اللبناني ولا سيما الرسمي الذي فشل حتى اليوم بادارة عملية المفاوضات مع كل من داعش والنصرة؟؟

وكان أمين عام حزب الله  حسن نصرالله قد شجّع على التفاوض في كلام اطلقه امين عام حزب الله في أحدى المناسبات مؤخرا.

واثارت عملية التبادل الكثير من التساؤلات لدى اهالي العسكريين المخطوفين واشعلت الملف خاصة بعد طلب الاهالي من خلية الأزمة المعنية بالملف بالموافقة على عملية التبادل والتي بدأت بطلب “داعش” و”النصرة” اطلاق مخطوف واحد مقابل 50 سجين في السجون اللبنانية.. ووصلت الىان تطالب باطلاق عسكري 1 مقابل 15 سجين. واليوم تحتاج عملية التبادل كما يتبين الى حسن ادارة الملف.

السابق
«المستقبل» – «حزب الله»: نعم لحوار ينفِّس الاحتقان
التالي
شيعيات حُرِمن أطفالهن بعد الطلاق والطائفة تتشدّد