ماذا فعل وفد «أمل» في بغداد؟ وماذا قال السيستاني في السنّة؟

لم تكن زيارة وفد حركة “أمل” الى بغداد تنحصر في اطار العلاقات التي تقيمها مع نسيج مكونات القوى السياسية العراقية فحسب، بل جاءت في توقيت خرجت فيه بلاد ما بين النهرين من مرحلة مليئة بالصعوبات ، بعد اجراء انتخابات نيابية كانت محط ترحيب الجميع وانتجت بعد طول عناء ايصال حيدر العبادي الى رئاسة الحكومة ليحل في الكرسي الذي شغله نور المالكي. ولم يتسلم العبادي مهماته حتى كان تنظيم “داعش” قد سيطر على مساحات شاسعة من العراق واقام “الدولة الاسلامية ” من الموصل الى دير الزور في سوريا.

وبعيدا من انهماكات رئيس مجلس النواب نبيه بري في ازمات الملفات الداخلية اللبنانية، الا ان الرجل ينشط على الخط العراقي بعيداً من الاضواء ويقدم النصائح للحفاظ على وحدة العراق وترابه والعمل حتى النهاية على تمتين خيوط التواصل بين المكونات العراقية. ويتدخل في الكثير من المحطات لرأب الصدع في “البيت العراقي “. وتربطه علاقة أكثر من جيدة مع المرجع السيد علي السيستاني وهما يتعاونان ويتبادلان الرسائل وينسقان معاً منذ ايام وجود الرئيس الراحل صدام حسين في سدة الحكم.

السيستاني: فساد الجيش العراقي صب في مصلحة “داعش”
ولم تقتصر زيارة وفد الحركة برئاسة ، عضو هيئة الرئاسة قبلان قبلان وعضوية النائبين علي بزي وعلي خريس والمسؤول عن الاعلام المركزي طلال حاطوم. وكانت الجملة التي “طبعت ” في التقرير الذي تلقاه بري عن حصيلة اللقاءات من احدى الشخصيات العراقية التي توقف عندها اعضاء الوفد وهي: ان الشيعة يشكلون ثلثي السكان ويسكنون في ثلث البلد ويملكون مقدرات الدولة، والسنّة يشكلون ثلث السكان ويقطنون في ثلثي مساحة البلاد ومصيرنا ان نعيش معاً ولا نتفرق”.

وترجع دلالات هذا الكلام الى اهمية تواصل ابناء الطائفتين والعيش معاً، وهذا ما شدد عليه المرجع السيستاني امام الوفد وهو يرفض مقولة “اخوتنا السنّة” بل ردد “هم انفسنا “. ويضيف: “نحن ابناء دين واحد هو الاسلام الذي يجمعنا”. وروى للوفد كيف اقدم اخيرا على تقديمه مبلغا ماديا لشخص عرف من اسمه انه سنّي. وطلب الرجل الحصول على قرض لبناء مستشفى. وعندما تأكد السسيستاني من هدف فاعل الخير هذا قدم له المبلغ من دون ان يرده. ويركز على سياسة وحدة المسلمين وكل ابناء العراق والنهوض به واعتبارهم جسماً واحدا”.

وفي معرض حديث السيستاني تبين انه يتابع تطورات الاوضاع في لبنان وتمنى لشبعه كل التوفيق والتقدم.
وفي اللقاء مع العبادي سيطر الحدث العراقي على الجلسة، وذكر ان القوات المسلحة بالتعاون مع القوى الشعبية وابناء العشائر استرجعت مساحة لا بأس بها من الاراضي التي وقعت تحت قبضة “داعش”.

ونوقشت الموضوعات عينها مع نائب رئيس الجمهورية نور المالكي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم والمرجع السيد محمد سعيد الحكيم وتأكيدهم على الاستمرار معاً في جبه مشروع “داعش” والتصدي له. وابدوا انفتاحهم على المملكة العربية السعودية ولمسهم حصول تبدل في موقف المسؤولين الاتراك حيال النظرة الى الازمة في سوريا والعمل على الحد من توجه المقاتلين الاجانب الى سوريا.
ولم تخل الجلسات من التطرق الى “تشريح” ما يحصل في سوريا ولبنان مع سؤال كل هذه الشخصيات: متى سيحضر الرئيس بري الى بغداد نحن ننتظره؟

السابق
«حوار الطرشان» في «لجنة الانتخابات»: الفشل حتمي
التالي
علي حسن خليل: لبنان سيخرج من أزماته