قلق أميركي على الطائف وحث على انتخاب رئيس لتلافي الانزلاق

رصدت اوساط سياسية لبنانية مطلعة حركة غير عادية في الكواليس الدبلوماسية ظهر بعض جوانبها في جولة اللقاءات التي يعقدها السفير الاميركي ديفيد هيل مع المسؤولين اللبنانيين السياسيين والروحيين، وكان آخرها في الرابطة المارونية. واعربت الاوساط عن اعتقادها ان هذه الحركة لا يمكن ان تكون منفصلة عن “ازمة الازمات” اللبنانية، الشغور الرئاسي، والعجز عن انتخاب رئيس جمهورية في وقت احوج ما تكون فيه البلاد الى رئيس يدير زمام الامور في مواجهة العواصف التي تضرب البلاد من الداخل والخارج.

وقالت هذه الأوساط لـ”المركزية” ان خلف التحركات الدبلوماسية الغربية والعربية في لبنان اكثر من سبب في المقدمة جملة هواجس على لبنان الصيغة والكيان في اتفاق الطائف ومعادلة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين والعيش المشترك وعلى الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة في ضوء ما يتهدده من مخاطر لا سيما بعد ممارسات تنظيم الدولة الاسلامية واعلانه السعي الى توسيع رقعة دولة الخلافة على مساحات شاسعة من العالم العربي.

وكشفت في السياق عن تقارير وصلت الى مسؤولين غربيين اخيرا اثارت مخاوف جدية لديهم من امكان انزلاق الوضع في لبنان الى حيث يضطر الجميع الى البحث عن صيغة نظام جديد تضرب مرتكزات الطائف القائمة على المناصفة وتقلب معادلة الحوار والتفاعل والعيش المشترك، فأوعز هؤلاء الى سفرائهم ودبلوماسييهم في بيروت للتحرك في اتجاه المسؤولين والقادة السياسيين ووضعهم في صورة التقارير المشار اليها والتأكيد على اولوية انتخاب رئيس في اسرع وقت، والسعي الى فك الرهان على التحولات الدولية والاقليمية قبل فوات الاوان. واذ اكدت الاوساط ان الدور الدبلوماسي ما زال راهنا في مرحلة الحث والضغط وابلاغ الرسائل بضرورة البحث عن مرشح وفاقي مقبول من خارج نادي القادة المرشحين، اكدت ان لبننة الاستحقاق اكثر من ضرورة لان استمرار ربط ملف لبنان بالخارج سيبقيه معلقا على حبال الرياح المتقلبة بين هبّة باردة واخرى ساخنة، والشغور الرئاسي متربعا على كرسي بعبدا مع ما يستتبع ذلك من تداعيات بالغة السلبية على الكيان اللبناني. وربطت بين الحراك الدبلوماسي الغربي عموما والمحاولات الفرنسية المبذولة على خط محاولة حل عقدة الرئاسة خصوصا في ضوء تكليف باريس رعاية الملف نسبة لانشغال سائر الدول بملفات عدة ابرزها المفاوضات النووية الممددة الى نهاية حزيران المقبل والازمات السورية والاوكرانية وغيرها.

واوضحت الأوساط ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اوفد مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية جان فرنسوا جيرو الى ايران اربع مرات متتالية سعيا لتسهيل الحل في لبنان على أن يزور بيروت في 15 كانون الأول المقبل للبحث مع القوى السياسية في الملف الرئاسي. وسيثير هولاند الملف تباعا مع الرئيس ميشال سليمان الذي يلتقيه غدا والرئيس تمام سلام اثناء زيارته باريس في 10 كانون الاول المقبل ويتشاور معهما في الصيغ الممكنة لانجاز عقدة الرئاسة من عنق الزجاجة.

ولم تستبعد الاوساط ان يشكل الحوار المنوي اطلاقه بين تيار المستقبل وحزب الله مقدمة لتعبيد طريق الرئاسة على رغم انه اسلامي – اسلامي، ما دامت القيادات المسيحية التي عهدت اليها مهمة اختيار رئيس اخفقت في مهمتها، غير ان الخيار في مطلق الاحوال يحتاج الى بركة سيد بكركي واثمان باهظة يتلقاها الجانبان مقابل التنازل عن مرشحيهما رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

السابق
باسيل: اللجوء السوري يمثل خطرا وجوديا على الدولة
التالي
فنيـش: احتمال الهجوم على قرى لبنانية حدودية قائم