حوار «المستقبل» «حزب الله» دونه عقبات

كتبت “النهار” تقول، تتوزع اهتمامات اللبنانيين بعيداً من السياسة، بين حملة سلامة الغذاء التي يواصلها وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور بدفع قوي لا تراجع فيه، والاحوال المناخية اذ سيكون لبنان عرضة لمنخفض جوي جديد ابتداء من غد الثلثاء وتشتد – العاصفة يومي الاربعاء والخميس مع تدن لدرجات الحرارة وتساقط للثلوج، والجمعة المقبل يتشكل الصقيع في البقاع وبعض المناطق الجبلية مع رياح شمالية.

اما في السياسة، فالحوار المرتقب بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” ينتظر ان يعلن عنه، انطلاقا او تعثرا، الرئيس سعد الحريري في اطلالته التلفزيونية الخميس المقبل، في ظل تفاؤل مستمر من المبشر بهذا الحوار الرئيس نبيه بري، وتريث من الطرفين المعنيين. وفي حين يتحفظ “حزب الله” عن التعليق، ينقل مقربون منه ان موضوع مشاركته في الحرب السورية وملف رئاسة الجمهورية غير خاضعين للنقاش، مما يعني ان الوقت لا يزال مبكرا لبث روح التفاؤل. في المقابل، ترى مصادر “مستقبلية” ان الحوار يحتاج الى خريطة طريق سيرسمها الرئيس الحريري، ويحتاج الى جدول اعمال لا يرقى الى مستوى الشروط. وتحاذر المصادر فخ توفير تغطية لمشاركة الحزب في سوريا من دون التوصل الى حلحلة في الملفات الداخلية العالقة. وتتوقع مصادر متابعة ان تعقد لقاءات بعيدة من الصف الاول، للاتفاق على تهدئة الاجواء وابعاد شبح الفتنة، والبحث في جدول اعمال مستقبلي. وتؤكد ان الطرفين لن يعلنا رفضهما الحوار لان أحداً لا يتحمل عواقب الرفض في الداخل وامام الهيئات الديبلوماسية التي تدفع في اتجاه اللقاء املا في التوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
من جهة أخرى، بدا ان مفاعيل التفاؤل التي انطلقت من عين التينة، وجدت صداها السيئ في الرابية، حيث تدور تساؤلات عن امكان نجاح الحوار الثنائي وصولا الى الاتفاق على رئيس للجمهورية، بعيدا من المسيحيين المعنيين بالاستحقاق أكثر من غيرهم. وقد دعا العماد ميشال عون “تكتل التغيير والاصلاح” الى اجتماع استثنائي اليوم، سيشجع في بيانه الختامي الحوار المتوقع، لكنه سيستبق اجتماع المجلس الدستوري الثلثاء، وكذلك لقاء الرئيس بري والسفير السعودي في اليوم عينه، واطلالة الحريري الخميس، ليحدد التكتل وجهة تعامله مع ملفات المرحلة المقبلة في الحكومة وفي مجلس النواب، في حين ان ملف رئاسة الجمهورية سيكون خارج البيان المعلن بعد الموقف الذي اعلنه عون أخيراً. وسيحدد التكتل موقفه من بعض العناوين التي كانت مدار نقاش، وانه لن يتساهل بعد اليوم في عدد المسائل الوطنية الكبيرة المطروحة.
سلام
وفي غضون ذلك، أعرب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أمام زواره أمس، كما علمت “النهار”،عن إنزاعجه من واقع العمل الحكومي في الملفات الرئيسية المدرجة على جدول الاعمال. وأعرب عن أمله في ان تدرك القوى السياسية هذا الواقع وتعمد الى تسهيل الامور بدل تعقيدها كما تفعل حاليا. وقال: “ان الحكومة التي تبذل قصارى جهدها في ملفيّ اللاجئين والعسكريين المخطوفين، تقف عاجزة امام ملفات النفط والخليوي والنفايات البالغة الاهمية”، مشيراً الى ان لا جديد في الاتصالات التي جرت في عطلة نهاية الاسبوع. واضاف: “ان الحكومة تعمل بنصف طاقتها، كما ان الانتقاد الذي لا يزال يوجّه الى طريقة التوافق المعتمدة في تسيير الشأن الحكومي لا يغيّر من واقع الحال، إذ أننا وقفنا عاجزين امام إنطلاق الحكومة ثلاث مرات ولم تتحرك العجلة إلا بعدما – تمكنا من إعتماد صيغة التوافق”. وتمنى لو “ان المديح الذي تلقاه جراء موقفه من إحتفالات الاستقلال يترجم في تسهيل العمل الحكومي”. وفي ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي والتفاؤل الذي يبديه رئيس مجلس النواب على هذا الصعيد، قال إن الرئيس بري – بصفته رئيسا لكتلة نيابية يمكنه ان يتابع هذا الاستحقاق الذي هو إستحقاق تشريعي. وقال: “أنا أتواصل بإستمرار مع الرئيس بري، لكنه هو من تصبّ عنده الامور سواء اذا كان الامر يتعلق بالعلاقات بين حزب الله والمستقبل، أو بين الحزب والقوات اللبنانية أو بين القوات والتيار الوطني الحر.
وعن ملف العسكريين المخطوفين قال: “ان الحكومة ملتزمة تحريرهم والعمل قائم في هذا الاتجاه ولكن لا يمكن القول إن الاتصالات بلغت نهايتها”، مشيراً الى “وجود وجهتيّ نظر: الاولى تقول بالذهاب الى إطلاق كامل للموقوفين كما تطالب الجهات الخاطفة، والثانية تدعو الى إعتماد الاصول في هذا المضمار”.
ووصف زيارته لبروكسيل الاثنين المقبل بأنها لتمتين العلاقات مع الاتحاد الاوروبي وتهنئة جان – كلود يونكر رئيس المفوضية الاوروبية بمنصبه الجديد. ورداً على سؤال لـ”النهار” قال الرئيس سلام: “إننا ندرس حاليا ما هو الدعم الذي يمكن ان نتلقاه من الاتحاد الاوروربي في ما يتعلق بملف اللاجئين إنطلاقا من الاعباء الضخمة التي يتحملها لبنان كبلد مضيف لهم”. وتأتي زيارة الرئيس سلام لبروكسيل قبل زيارة يعتزم نائب الامين العام للامم المتحدة يان الياسون القيام بها للبنان لإستطلاع واقع اللاجئين والمساعدات التي يجب توفيرها للبلد المضيف كي يتحمل أعباءهم.

السابق
حراك فكري شيعي يحتاج لمن يلاقيه
التالي
حوار «حزب الله» ـ «المستقبل» إلى «الآليات»