إنخفض سعر البنزين… فلماذا لم ينخفض سعر الخبز؟ (1)

خبز
مع انخفاض أسعار النفط إلى مستويات قياسية، في لبنان لم ينخفض سعر الخبز أو تعرفة سيارات الأجرة. "جنوبية" تطرح تساؤلات حول السبب، خصوصاً أنّ رفع تعرفة سيارات الأجرة تضاعف بناء على ارتفاع أسعار البنزين، واستطرادا أسعار النفط العالمية. ولماذا لم ينتبه اللبنانيون إلى مئات الدولارات التي يدفعونها بلا سبب شهريا، منذ انخفاض أسعار النفط.

شهدت أسعار المواد الغذائية في شهر أيار ارتفاعاً ملحوظاً زاد عن 25٪، خصوصاً أسعار المواد الاستهلاكية الموسمية. أما ارتفاع أسعار الخضر فمسلسل تتكرر فصوله يومياً، فالأسعار تشهد يومياً ارتفاعاً في ظل غياب المعنيين عن هذا الملف الأساسي والحيوي للمواطنين.
ناهيك عن مسلسل أصحاب المطاحن في لبنان ورفعهم سعر طنّ الطحين دائماً، وبموازاة ذلك ومن الطبيعي أن يرتفع سعر ربطة الخبز، وطبعاً في ظلّ غياب «وزارة الاقتصاد والتجارة» والوزارات الأخرى المعنية.
زد على ذلك تحكّم أصحاب المطاحن بسعر الطحين، غير المدعوم. إذ بلغ سعر طنّ القمح الحرّ حوالى 630 ألف ليرة. ولأنّ أصحاب المطاحن والأفران لا يستطيعون تحمّل الخسارة إذا ارتفع سعر طنّ الطحين، خاصةً إذا تأخرت الدولة في دفع مستحقاتهم، يتحمّل المواطن الفقير العبء الثقيل إضافة إلى الأعباء الأخرى.
منذ فترة عُقِدَ اتفاق بين الدولة وأصحاب المطاحن والأفران قضى بتخفيض عدد الأرغفة إلى 8 بدلا من 10، بهدف الإبقاء على سعرها. وكان ارتفاع كلفة النقل، والمحروقات تحديداً، سبب “زمّ” ربطة الخبز.
وفي حسابات دقيقة نرى أنّ العائلة العادية تحتاج إلى ربطتي خبز يومياً، أي 3 آلاف ليرة لبنانية، ليصبح المجموعة شهرياً 90 ألف ليرة لبنانية، فكيف إذا كان ربّ المنزل لديها عائلة كبيرة وراتبه متدنٍّ؟! وإذال كان يحتاج إلى 4 ربطات خبز يومياً، أي ما مجموعه 180000 ل.ل. شهرياً؟ وهذا مقابل 24 رغيف يوميّا، بدلا من 30. أي أنّه يخسر ما يعادل ربطة يومياً، أو 1250 ليرة. والمجموع الشهري قد يصل إلى 25 دولاراً. وهذا يعادل 5 في المئة من الحدّ الأدنى للأجور.
أما أسعار المواد الغذائية، خصصوصاً أسعار السلع الاستهلاكية، فقد شهدت ارتفاعاً خلال الشهر الماضي تزامناً مع انشغال الرأي العام اللبناني بالفراغ الرئاسي وما سيتركه من انعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي. وكانت ارتفعت إلى الضعف تقريباً منذ ارتفع سعر برميل النفط في العام 2010 إلى نحو 128 دولارا، بعدما كان يلامس 45 دولارا في العام 2009. وفي هذا العام شهد لبنان تخفيض وزن ربطة الخبز من 1250 غراماً إلى 1000 غرام، بعد رفع سعر طن الطحين يومها من 410 آلاف ليرة (272 دولارا) إلى 580 ألفاً، مع ما رافقها من زيادة في أسعار الخميرة والنايلون وغيرها من المواد الأخرى، بسبب ارتفاع أسعار النفط.
وإلى جانب ربطة الخبز هناك أسعار المواد الغذائية كلّها، وتحديدا تلك المتعلّقة بالطحين، في المخابز والأفران، مثل الحلويات، وصولا إلى الألبان والأجبان التي ارتفعت أسعارها بحجة ارتفاع كلفة النقل.
اليوم على اللبنانيين أن يطالبوا بخفض الأسعار، تزامناً مع انخفاض أسعار النفط، من الخبز والمواد الغذائية وصولا إلى تعرفة سيارات الأجرة.

السابق
وزير الداخلية الإيراني: الأرباح الخيالية لتجارة المخدرات أفسدت النظام
التالي
اللواء جعفري: كل الاراضي الفلسطينية المحتلة في مرمى صواريخ المقاومة