«يوميات شهرزاد» يحصد جائزة «آفاق السينما العربية»

في ختام دورته السادسة والثلاثين، الثلثاء الماضي، منح مهرجان القاهرة السينمائي جوائزه لمجموعة أفلام متنافسة، بينها فيلم المخرجة والممثلة اللبنانية زينة دكّاش بعنوان «يوميات شهرزاد».
بطلاتها سجينات «بعبدا»
فاز الفيلم اللبناني «يوميات شهرزاد» لزينة دكاش بجائزة مسابقة «آفاق السينما العربية» لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في ختام دورته السادسة والثلاثين مساء الثلثاء.

المهرجان الذي انطلق في عام 1976، ويُعَدّ أقدم مهرجان سينمائي عربي، منَحَ جائزته للفيلم اللبناني الوثائقي بعد قرار لجنة التحكيم التي تترأسها الممثلة ليلى علوي. وقد ترافق هذا الفوز مع جائزة ماليّة قدرها خمسين ألف جنيه.

وكانت زينة دكّاش قد نفّذت مسرحية تحمل عنوان «شهرزاد في بعبدا» وهي المسرحية الثانية لها في هذا الإطار التوعوي التوثيقي بعد مسرحية «12 لبناني غاضب».

وكانت الممثلة والمعالجة بالدراما والمديرة التنفيذية لمركز كثارسيس، قد عملت مع سجينات بعبدا عن كثب واطلعت على قصصهن من خلال ورش عمل مكثفة بدأتها عام 2011.

بعدها حوّلت المسرحية فيلماً لتنقل من خلف جدران السجن الضيّق عشرات الروايات المؤثّرة بلسان السجينات أنفسهن.
ويروي الفيلم الوثائقي، ومدّته ثمانين دقيقة، قصّة تدور خلف قضبان سجن بعبدا بطلاتها هنّ السجينات، في طرح جريء ومقاربة شيّقة لواقع السجن وتفاعل الفرد معه.

ومن خلال فيلم دكاش السينمائي التوثيقي وجدت النساء مساحة للتعبير عن آرائهن في ظلّ التطورات المتكاثرة داخل السجون، وتمكنّ من مدّ جسرٍ يوصل أصواتهن إلى المجتمع المدني بنحوٍ فنّي وبنّاء. وقد استخدمت دكّاش اسلوب العلاج بالدراما من خلال تعاطيها مع السجينات، ما يساهم في عملية إصلاحهن وإعادة تأهيلهن داخل السجن، تمهيداً لخروجهن وانضمامهن للمجتمع مجدداً.

قصص سجينات بعبدا المؤثرة لاقت تفاعلاً كبيراً، ولاسيّما انها تلخّص قصص مختلف النساء في السجون اللبنانية الأخرى وتفتح نافذة على الواقع المرير الذي قد تعيشه المرأة في العالم العربي سواء أكانت خلف القضبان أم خارجها.

وكان حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي قد أقيم على مشارف أهرامات الجيزة وتمثال ابو الهول، ما شكّلَ خلفية جميلة للمسرح الكبير الذي نصب خصيصاً للمناسبة، في حضور عدد كبير من النجوم والمهتمين بالسينما وضيوف المهرجان.

وكانت الأمسية افتُتحت بالعرض الراقص «عصفور النار» من تصميم الراقص اللبناني وليد عوني، ومرافقة أوركسترا دار الأوبرا المصرية بقيادة المايسترو ناير ناجي.

وقد فاز الفيلم الايراني «ملبورن» للمخرجة نيما جاويدي بجائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم في المسابقة الرسمية من بين 15 فيلماً تنافست على جوائز المهرجان.

وتضمّنت الدورة الحالية، التي استمرت عشرة أيّام، عرض 150 فيلماً في الاقسام المختلفة للمهرجان، بينها 57 فيلماً في مسابقات المهرجان الدولية والعربية. ونُظّمت ندوات كثيرة على هامش المهرجان الذي أصدر في هذه الدورة 12 كتاباً عن تجارب سينمائية من زوايا مختلفة.

السابق
في الحوار وافتراضاته
التالي
«جدول أعمال لبناني» تناقشه باريس مع طهران