هل امكانات الحوار الموعود بين «المستقبل» و«حزب الله» متوافرة؟

هل ما زالت امكانات الحوار الصعب بين “تيار الستقبل” و”حزب الله” قائمة ومفتوحة؟ السؤال فرض نفسه في الساعات القليلة الماضية وبالتحديد بعد دعوة المندوب السعودي في الامم المتحدة الى وضع “حزب الله” على اللائحة الدولية للارهاب عقابا له على انخراطه في مواجهات الميدان السوري.

المعلوم انه منذ ان لاحت في افق السياسة اللبنانية بوادر تشي بإمكان فتح ابواب الحوار بين القطبين الاساسيين على الساحة اللبنانية انطلاقا من ضرورة انطلاق هكذا حوار لخفض منسوب التوتر والاحتقان الحاصل منذ فترة بعيدة، سارع المهتمون الى اثارة سؤال مهم فحواه: ماذا عن الحواضن الاقليمية لهذا الحوار المطلوب؟ واستطرادا هل ان الاقليميين للطرفين جاهزين لدفع مثل هذا الحوار نحو الخاتمة المرجوة؟

سعد الحريري عاد بقوة
تعددت الاجابات على هذا السؤال في اوساط الجهتين اللتين اخذتا على عاتقيهما مهمة تدوير الزوايا وجمع الطرفين المختلفين، كفاتحة لعهد جديد في المعادلات الداخلية. فثمة مَن قال انه ما كان في امكان هذين الطرفين ان يعربا عن استعدادهما للذهاب في رحلة الحوار المنشود لو لم يكن لديهما ما يكفي من الاشارات الايجابة من الرعاة الاقليميين، فيما تحدث البعض الاخر عن ان الطرفين لديهما اقتناع داخلي بضرورة الانخراط في ورشة حوار تمهد عاجلا أم آجلا لابطال الانقسام الحاد الحالي، وانهما شرعا في حراك داخلي يقود الى الحوار بغية جعله في وقت من الاوقات أمراً واقعا وبالتحديد بعد توافر مناخات التقارب الاقليمي.

وبناء على هذه المعطيات، نشط رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط في وساطتهما الرامية الى توفير المناخات الملائمة، خصوصا انهما منذ زمن بعيد يعتبران ان هذا الحوار مدخل اجباري لاستقامة الحياة السياسية في البلاد.

ونقلت اوساط القطبين السياسين عنهما انهما قطعا وفي شكل هادئ خطوات متقدمة على هذا الصعيد، وكانت العلامة الفارقة في هذا الاطار لقاء بري قبل ايام برئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري في عين التينة.

ومها يكن، فإن الدعوة السعودية في قاعة الاجتماعات الرئيسية في الامم المتحدة اخيرا مؤشر جوهري لا بدّ من التوقف عنده وأخذه في الاعتبار وانتظار تداعياته.

وعلى رغم ان “التيار” والحزب يرفضان التعليق على الأمر، فان ثمة من يرى بأن الابواب التي فتحت مواربة بين الطرفين لم توصد بعد، وان المهم تهيئة الاجواء الداخلية للحوار، والمضي قدما بما انجز حتى الان، لكي تأتي اللحظة الاقليمية المؤاتية، وهي لابد آتية وان طال الوقت.

السابق
توقيف 18 لبنانياً وسورياً واحداً بجرائم مختلفة
التالي
عشية الاستقلال… أحذية بالأبيض والأخضر والأحمر!