كرة القدم بين التطور والاتجاه لدخول الاحتراف

سيطبق «الاتحاد اللبناني لكرة القدم» مسألة الاحتراف بشكل كامل في الوقت المناسب، إذا لم يكن قد دخلها حاليا ضمن بعض الشروط، وفي حال سرى مفعول القرار فان ذلك يعني ان الكرة اللبنانية ستدخل مرحلة زمنية جيدة وعصرا جديدا من العولمة الكروية، وسوف يتأكد الجميع من ان النظام الحالي الذي يقتصر على إلزام اللاعبين المعتمدين بالتوقيع للنادي مدى الحياة سيمضي ويصبح من الماضي، خصوصا ان اللجان المتعاقبة على اللعبة لم تفكر يوما بإخراجها من نظام الهواة كما يفعل الاتحاد الحالي.

خطوات كثيرة قطعتها كرة القدم اللبنانية، بعد أن مهد «الاتحاد» الحالي لها بأنظمة وقوانين جدية بدأت تواكب متطلبات الـ«فيفا» فجعلت منصب الأمانة العامة وظيفة، وأصبحت اللجنة العليا، لجنة تنفيذية، ثم أنشأت المحكمة الرياضية للحكم بقضايا الرياضيين، ما ادخلها مباشرة في أنظمة الاتحاد الدولي، تمهيدا لتنظيم أوضاع اللاعبين وارتباطهم بأنديتهم، من خلال وضع الأسس الكفيلة بضمان حق الجميع، وعلى طريقة، «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم».

الاحتراف يحرر اللاعب

وبالطبع، فان هذا النظام سيحرر اللاعبين حتما وسيضع مبادئ جديدة قبل التوقيع على كشوفات الأندية بمعنى ان اللاعب سيتمكن من ممارسة اللعبة ضمن هذه الأطر التي قد تتضمن شروطا تفصيلية تنحصر بالمدة التي تبقيه ضمن قواعد معينة فإما أن يجدد بشروط أفضل أو أنه يصبح حرا للانتقال إلى أي ناد آخر بنسبة تعود بالفائدة على النادي لحظة الرحيل، وبالتالي فان ذلك سيحدد مسألة الارتباط مع ناديه من جهة وستفتح الأبواب امامه، لتحسين شروطه المادية وضمان مستقبله عندما يلعب في مكان آخر من جهة أخرى.
طروحات عدة يجري البحث فيها، لتثبيتها بشكل نهائي قبل ان تدخل حيز التنفيذ، وبالتالي دخول عالم الاحتراف.
ويكفي ان اهم ما تحقق بعهد اللجنة الحالية هو تحديد قائمة اللاعبين في الدرجة الأولى (30 لاعبا) وبقية الدرجات والفئات، بشكل يتيح للاعب غير المسجل أن يصبح حرا بشكل تلقائي.

مؤسسات رياضية

وبالطبع فان أي قرار او نظام جديد سوف يضمن حق النادي في البداية، لأن بعض الأندية ومنها المعروفة مثل «النجمة» و«العهد» و«الصفاء» و«الأنصار» وغيرها من اندية الدرجة الأولى باتت اشبه بمؤسسات رياضية على المستوى الكبير بفعل المدارس الكروية التي بدأت تؤسس لإعداد لاعبين على المستوى العالي ومشاركتها في بطولات الفئات العمرية، ما يعني ان حقها في ضمان ما تتكبده سنويا من مصاريف خلال عملية الإعداد ان لجهة التدريب والمدربين ولوازم اللاعبين يجعل اللاعب ملزما بايفاء هذه الأندية حقها في حال صمم على الرحيل، وهو الأمر الذي سيجعل نظام الاحتراف يحدد طبيعة العلاقة بين اللاعب والنادي، ففي مصر على سبيل المثال يرتبط اللاعب الصاعد بناديه حتى يبلغ سن الثامنة عشرة وبعدها يصبح حرا، اما اذا استمر مع ناديه بشروط افضل فانه يجدد لخمس سنوات اضافية، ثم لثلاث وبعدها لسنة وهكذا دواليك، ما يشير الى ان الاتحاد المصري دخل عالم الاحتراف وحسن شروط اللعبة ان كان على صعيد اللاعب او النادي على السواء
وفي لبنان قد يكون التطبيق بنفس الإطار والطريقة وهذا هو بيت القصيد.
العمل بمتطلبات الـ«فيفا».
ورغم بعض التفسيرات التي تعد شائعات هدفها النيل من صدقية الاتحاد، فان المسألة لم تعد مجرد اقتراحات بل دخلت فعليا مراحل الاعداد قبل التنفيذ النهائي.
ويقول الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف «يقوم الاتحاد بمواكبة متطلبات الفيفا حرفيا ونسعى لنظام يكون في النهاية حلا يتناسب مع متطلباته. هذه الآليات وضعناها منذ سنوات، وأصبح الـ«فيفا» على علم بها، وننتظر الوقت المناسب للاعلان عنها وتطبيقها،عندما يأتي الرد من الاتحاد الدولي، وبرأيي ان كل الأندية وخصوصا الدرجات العليا تطبق النظام والقوانين بحذافيرها ولا يوجد أي شك فيها».

مدرسة «العهد»

ويقول امين السر لنادي «العهد» محمد عاصي :« نحن لدينا مدرسة كروية تضم عشرات اللاعبين تحت السن، وهي تقوم بإعداد اللاعب قبل ان يوقع او يصبح أساسيا في النادي، هناك عشرات الطلبات من الأهالي التي تريد دخول المدرسة، بحيث أننا لا نجبر أحدا على هذا الأمر بل يأتي من تلقاء نفسه وكله أمل ان يلعب مع الفريق في يوم ما».
وعن اللاعبين تحت السن يضيف:« نتعامل مع هذا الأمر بكل تجرد او انانية، ونترك الحرية للاعب الذي ينتسب للمدرسة فإذا أراد أن يستمر نبرم عقدا معه بوجود الأهل، إما إذا أراد الرحيل بعد التخرج من المدرسة فهذا شأنه».
ويختم:« نادي «العهد» لم يتمسك بأي لاعب من الكبار أو الصغار على سبيل المثال والدليل أن نسبة المحترفين من النادي أصبحت كبيرة والذين رحلوا نفذوا الأمر بالاتفاق مع الإدارة بشكل ضمن حقهم وحق النادي لأن اللاعب هو ابن الفريق ونشأ به وعليه ان يرد الدين بالشكل اللائق».

… و«النجمة»

الأمر ذاته بالنسبة لـ«النجمة» الذي يؤسس بدوره لتفعيل دور النادي كمؤسسة ومدرسة لإعداد اللاعبين والاهتمام بالقدرات والمهارات الموجودة لديهم.
ويقول امين السر للنادي سعد الدين عيتاني: «لدينا الكثير من اللاعبين في الفئات العمرية الذين ينضمون للفريق ضمن الشروط المرعية، فلا يوقع أي لاعب تحت السن من دون موافقة الأهل وتواجدهم خلال عملية التوقيع، هدفنا ليس تجاريا، وهو هدف رياضي اجتماعي نعمل من خلاله لإبعاد الأجيال عن الأمور السيئة والموبقات، نضم اللاعب ونتعب عليه ونعده بشكل جيد، وعندما يصبح مؤهلا نترك له حرية القرار بالاستمرار او الرحيل».
ويضيف: اليوم باتت كرة القدم تعمل ضمن القواعد والانضباط، وأصبح مطلوبا لكل فئة عمرية وحتى للفريق الأول عدد محدد بحسب لوائح الاتحاد ما يعني أننا نخير اللاعب الجيد وصاحب الإمكانيات ونتخلى عن اللاعبين الذين يزيدون عن العدد المحدد، فالأمر ليس عبودية أو غيرها. الأمر هو عملية تنظيمية الهدف منها إفادة اللاعب والنادي على السواء».
في النهاية فان كرة القدم اللبنانية باتت محكومة بأنظمة يجري العمل على تطويرها لإخراجها من النظام القديم وإدخالها منظومة الكرة العالمية، من خلال نظام احترافي متمكن بدأ مع العشرات من اللاعبين المحترفين الذين يلعبون حاليا خارج لبنان لينتهي على قواعد التطبيق الفعلي الايجابي للجنة التنفيذية التي تسعى لكل ما يدفع باللعبة نحو العالمية.

السابق
نواب طالبوا بزيادة مخصصاتهم… وبري: «مش وقتها»
التالي
بوادر مصالحة مصرية ـ قطرية.. والملك السعودي متفائل