عملية القدس: يا قدس اننا.. مفاوضون (2/3)

القدس
تفتح "جنوبية" ملف "عملية كنيس القدس" التي راح ضحيتها 4 إسرائيليين في كنيس بالقدس المحتلّة. وتفتح النقاش على مصراعيه حول أخلقيتها ومشروعيتها وأحقيّتها. المقالة الثانية للزميل عماد قميحة الذي يقول إنّ عملية الهجوم على الكنيس في القدس المحتلة وما نتج عنها من قتل لمستوطنين مدنيين يهود في مقدمهم حاخام وعشرات الجرحى تأتي في خضم منطقة التجاذبات هذه ورغم الحرص الذي يبديه كلا من طهران وواشنطن على ايصال الامور الى خواتم سعيدة لما في ذلك من مصالح لكليهما...

لا شك ان انظار كل المراقبين والمعنيين على مستوى المنطقة تتجه هذه الايام صوب طاولة المفاوضات الايرانية مع الدول الست وبالخصوص مع الولايات المتحدة الامركية التي جرت بالعاصمة العمانية مسقط، وتستأنف الان في جنيف.

مجمل الانطباعات تذهب الى عدم ترجيح اي من الدفتين على الاخرى والحديث عن الفشل او النجاح يكاد يكون متساويا كما اكد على ذلك نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريباكوف، ومن الواضح ان في هذه اللحظة التاريخية الانعطافية حيث يقف “كبار القوم” امام مفترق طريقين، واحد يؤدي الى بدايات تسسويية توصل بلا شك الى كتابة تاريخ جديد، واخر مظلم يبقي ما نحن فيه من تدهور وانحدار على حاله ان لم نقل ان سلوك هذا الطريق سيزيد الامور تأزما.

في خضم منطقة التجاذبات هذه ورغم الحرص الذي يبديه كلا من طهران وواشنطن على ايصال الامور الى خواتم سعيدة لما في ذلك من مصالح لكليهما، تأتي عملية الهجوم على الكنيس في القدس المحتلة وما نتج عنها من قتل لمستوطنين مدنيين يهود في مقدمهم حاخام وعشرات الجرحى.

وبقراءة بدوية فلا يمكن وضع هذا الحدث وبغض النظر عن توصيفه أن كان فعلاً مقاوماً او عملاً مداناً فانه لا يمكن وضعه في هذه اللحظة الا في خانة التشويش على أجواء المفاوضات الجارية بهدف تعثيرها، مما يعني ان من يقف وراء هذه الحادث هو واحد من المتضررين من أي تقارب ممكن ان يحصل بين الإيراني والأميركي وهؤلاء موجودون حتما على ضفتي الفريقين .

ومن هنا يمكن ان نفهم ردة الفعل الإيرانية الباردة جدا او حتى الغائبة على حادثة القدس، بما لا ينسجم مع عادة المواقف الإيرانية السابقة والمشيدة دائما بحق الشعب الفلسطيني بمقاومة المحتل المغتصب وبكل الوسائل.

وبالتالي فان الصمت الايراني ما هو الا صرخة مدوية تقول بكل وضوح بان الأولوية الان هي في خلق مناخات ايجابة تساهم بتسريع توقيع الاتفاق المرتقب بلهفة مع الاميركي، وان كل السعي انما يصب في تحقيق هذه الغاية وما دون ذلك فهو مؤجل وتحت شعاران يرفعان الان في طهران راس المحور الممانع، ويحددان استراتيجية المرحلة، الأول : يا جينيف اننا قادمون، واما بالنسبة لفلسطين والمسجد الأقصى فليس الأوان اوانهم وشعارهم الثاني المستجد: يا قدس اننا مفاوضون…

السابق
معصوم ينقل رسالة السيستاني للملك السعودي
التالي
نواب طالبوا بزيادة مخصصاتهم… وبري: «مش وقتها»