حزب الله لا يسمع ولا يقرأ!

اختار “حزب الله” أمس زيارة الرئيس السابق اميل لحود كنوع من الردّ على شهادة النائب مروان حمادة في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، معلناً عبر نائبه محمد رعد أنه “لا يسمع ولا يقرأ” ما يدور في المحكمة، وهو موقف مدوّن في “كتاب واحد” يحمله ايضاً لحود وعنوانه “لا يعنينا”.

الأكيد، أنه على رغم عدم مبالاة “حزب الله” بمجريات المحكمة، فهي مستمرة والعالم أجمع يسمع الحقائق، حتى الحزب نفسه يتابعها ويناقشها عبر محامين موكلين بالدفاع عن متهمين في صفوفه، فضلاً عن اعترافه بالمحكمة بطريقة غير مباشرة لاعتباره جزءا من الحكومة الحالية والحكومات السابقة التي موّلت المحكمة.

في المضمون بات العالم أجمع يدرك محاولة النظام السوري “اغتيال” جريدة “النهار” عبر افلاسها. فقط لأنها رفعت راية الحرية والاستقلال بكلمات ترفض الوصاية السورية والتمديد ولاية جديدة للرئيس لحود، واستمرت “النهار” رغم صب الحاقد غضبه باغتيال الصحافيين جبران تويني وسمير قصير. وكان النائب حمادة واضحاً في شهادته، عندما كشف للعالم احداث ما قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي تظهر الاجواء التي ارساها النظام كتمهيد للاغتيال. وليس غريباً على “حزب الله” أن يكون صريحاً باعترافه انه “لا يسمع ولا يقرأ” المحكمة الدولية، فهو لا يسمع اليوم بضرورة خروجه من سوريا ولا يقرأ النتائج التي ضربت لبنان ارهاباً واحتقاناً طائفياً نتيجة تدخله هناك…

موقف رعد يذكر عضو كتلة “المستقبل” النائب احمد فتفت بكلام وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه ديان بعد العام 1967، حينما قال: “العرب لا يقرأون واذا قرأوا لا يفقهون وإذا فقهوا لا يعملون وإذا عملوا لا يجيدون العمل”.

لا تنتظر المحكمة مواقف “حزب الله”، وبحسب فتفت “أقر الحزب أو لم يقر، فالحقائق تفشي بالتاريخ وتذاع أمام الراي العام اللبناني والعالمي”، مذكراً بان “لدى حزب الله محامين في المحكمة، لأن المدعى عليهم أعضاء في صفوفه، لهذا شاؤوا أم أبوا فانهم يعترفون بالمحكمة، فضلاً عن أنه جزء من الحكومة الحالية والسابقة وكل الحكومات موّلت المحكمة الدولية، مما يعني انهم يعترفون بوجودها وعليهم ان يتقبلوا ما سيصدر عنها”، ويضيف: “في حال كان لدى “حزب الله” ما يرد عليه فليقم بذلك”.
بالنسبة إلى عضو كتلة الكتائب إيلي ماروني فإن موقف “حزب الله” ليس جديداً، ويقول: “منذ البداية يرفض حزب الله المحكمة الدولية فيما يرى فريق “14 آذار” أنها الطريق إلى العدالة واحقاق الحق”.

المكان… اليرزة

ويبدو أن اختيار “حزب الله” منزل لحود في اليرزة لاطلاق الموقف لم يكن خياراً موفقاً، إذ يعتبره فتفت “خطأ، لأن الرئيس لحود مثّل قمة الولاء للسوري والمنفذ لما يريده بشار الاسد، وبالتالي اختيار اليرزة يعني أن حزب الله اختار أن يكون حليف الأسد حتى اللحظة الأخيرة وفي أدق التفاصيل”.
حاول الحزب عبر اطلالة رعد ان يعلن لا مبالاته بالمحكمة، لكن فتفت يرى أن كلام رعد “موجه إلى الرأي العام الذي يخص الحزب، لأن الاخير يدرك تماما أنه سيتأثر كثيرا عندما ستصدر المحكمة احكامها، في حال طالته والاسد، وسيتأثران في علاقتهما الداخلية والخارجية وفي وضعهما القانوني وغيرها من الامور، إذ ستكون هناك تاثيرات كبيرة اذا لم يتم التعاون مع المحكمة”، مذكراً بان الاخيرة “لا تحاكم احزاباً بل افراداً والمشكلة في ان حزب الله تبنى هؤلاء الافراد المتهمين واعتبرهم قديسين وبالتالي وكأنه يورط نفسه في الموضوع”.
اراد “حزب الله” ايضاً تضمين زيارته إلى اليرزة دلالات عدة كـ “اعطاء الوجه المسيحي لرفض المحكمة”، بحسب ماروني الذي ذكّر بأن “المتهم بريء حتى تثبت اداتنه وإن كان “حزب الله” يعتبر نفسه بريئاً فليذهب الى المحكمة ويدافع عن نفسه وليست رفض المحكمة التي هي لادانة القاتل وليس للاتهام السياسي، ونحن لا نتهم حزب الله لكن عليه أن يتعاون”.

السابق
«داعش».. إغراءات الخطاب الديني
التالي
القنيطرة تحت نيران المسلحين