كيري يرى علاقة «تكافلية» بين الأسد و«داعش»

رأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الائتلاف الدولي ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بدأ يحقق نتائج “والزخم الذي بناه داعش خلال الصيف بدأ يتلاشى”. وقال ان الجيش العراقي يحضر لشن هجوم مضاد “خلال اشهر”. ولاحظ في خطاب ألقاه في مؤتمر لمجلة “فورين بوليسي” ان “داعش” أوجد اجماعاً ضده في المنطقة، مشيرا الى ان السنّة والشيعة والعرب والاكراد والتركمان يتعاونون ضده و”رأينا الحكومة التركية توافق على السماح للمقاتلين الاكراد بعبور حدودها لمواجهة داعش، ورأينا قيادات لبنان بخلفياتها الدينية المتعددة تواجه مشتركة المحاولات المسلحة لاختراق اراضي لبنان”.

واضاف ان مواجهة “داعش” هي المسؤولية الاساسية للعراق، ولكن حتى اذا نجح العراق في ذلك فانه سيستمر في مواجهة تحديات صعبة نتيجة الاحداث في سوريا حيث لـ”داعش” وجود مدمر. ثم قال: “انا ادرك ان البعض يعتقد ان الغارات الجوية على داعش في سوريا سوف يكون لها مفعول عكسي لانها في الواقع تساعد الديكتاتور بشار الاسد الذي يحكم البلاد منذ زمن، والذي ادى قمعه الوحشي الى اخطر الكوارث الانسانية بالتأكيد في هذا القرن”… لكن هذا الافتراض هو في الواقع مبني على قراءة خاطئة للواقع السياسي في سوريا. ونظام الاسد وداعش يعتمدان بعضهما على البعض”. وذكر ان نظام الاسد كان يقصف دون هوادة المناطق “التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة، ونادرا ما أعاق مسيرة داعش… وهذه نقطة يجب التركيز عليها. ثمة علاقة تكافلية (تعاونية) بين الاسد وداعش” بمعنى “ان داعش يقدم نفسه على انه البديل الوحيد من الاسد، والاسد يدعي انه آخر خط دفاع ضد داعش، وهذا يعزز الطرفين”.
ولفت الى ان “السوريين منذ وقت طويل يواجهون خيارات مستحيلة بين الارهابيين من جهة والديكتاتور الوحشي من جهة اخرى”… استراتجيتنا بالتنسيق مع شركائنا هي ان نوفر امكان خيار جديد وبناء أكثر… خيار المعتدلين الذي ينبذ الارهابيين والاسد معا، خيار سوف يرحب به كل سوري يريد ان يعيش في بلد يتسم بالمدنية وشمول الجميع، ويسود فيه الحكم الصالح والسلام”.
وبعد ما أكد ان الائتلاف الدولي يعتزم التعاون مع السوريين الذين يريدون تعزيز تيار الوسط هذا، كرر ان واشنطن ناقشت هذه المسألة مع الروس والسعوديين. كما اكد ان حكومته لا تزال تعتقد انه “لا حلّ عسكرياً للنزاع في سوريا، وان الحل الافضل هو الحل التفاوضي لمرحلة سياسية انتقالية لاقامة حكومة تمثيلية واسعة، وهذا سيكون افضل وسيلة لتهميش المقاتلين الاجانب، والمساهمة في اعادة اللاجئين والبدء بعملية وفاق واستعادة العافية” واضاف “وهذا لا يمكن الا ان يكون عملية تدريجية، لكن بروز داعش يعطينا فرصة جديدة للتحرك في الاتجاه الصحيح. الفرصة متاحة وعلينا اغتنامها”.
وشدد على ان “داعش” يمثل خطرا على المصالح الجوهرية للولايات المتحدة، قائلا: “الارهابيون يمثلون خطرا غير مقبول على الافراد والمنشآت الاميركية في العراق… وعدوانهم يزيد الاعباء الرهيبة المفروضة على اصدقائنا وحلفائنا في تركيا والاردن ولبنان”. وخلص الى انه ” اذا لم يتم التصدي لهذه الشبكة فانها ستصير الدعوة التي تجذب اليها كل المهمشين والمستائين من كل قارة، وستشجع بروز من يرغب في تقليدها، وسوف تشجع الافراد في انحاء العالم على ارتكاب اعمال غبية ومدمرة وانتحارية”.
قبول سوري “مبدئي”
وفي دمشق، صرح وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر في مقابلة مع وكالة “الاسوشيتدبرس” بان الحكومة السورية وافقت “مبدئياً” على دعوة المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا الى وقف النار في مدينة حلب، لكنها تريد مزيداً من التفاصيل قبل ان تتخذ قراراً نهائياً.
وقال: “اتى الينا دو ميستورا بعنوان وليس باقتراح شامل… لقد أتى لاختبار نيات الحكومة السورية وسمع كلاماً جيداً جداً… يؤكد ان سوريا تريد تعاوناً جدياً”.
وأوضح ان المبعوث الاممي يحتاج الى وضع تفاصيل، وان أهم شيء بالنسبة الى الحكومة السورية هو ان وقف القتال في أي مكان “يجب ان يكون بداية لعملية مصالحة محلية”. واضاف ان “التجميد يجب ان يكون مدخلاً لتنظيف هذه المنطقة من الجماعات المسلحة والاسلحة الموجودة فيها وتحويلها منطقة آمنة بطريقة تسمح للحكومة بارسال المواد الانسانية والخدمات اليها”.
ونقل عن دو ميستورا “ان المجموعات المسلحة على الارض وداعميها مستعدون لقبول هذه المبادرة”.

 

السابق
المطبوعات غرمت كاتب مقال في الأخبار كتعويض للقوات
التالي
القدس.. تاريخ لا يُسرَق