سحاق ومخدرات في الضاحية… بغطاء أمني

مخدرات

خرجت إحدى الضحايا عن صمتها لأنها لا تريد للأخريات أن يقعن بنفس الفخ، هي تخاف على مستقبل ابنتها من أن تكون ضحية الاتجار بالبشر، كما كانت هي لفترة من الزمن.
عندما يضرب الفساد أحد أركان الدولة، وينشغل أمن الأحزاب عن حماية بؤره الاجتماعية بالإرهاب الداعشي القادم من خلف الحدود، متغافلاً عن غير قصد عن الارهاب الاخلاقي وتجارة البشر التي تنتشر في مناطقه. هنا، يأتي دور السلطة الرابعة لتقول كلمتها، وتسلط الضوء على قضية انسانية وأخلاقية تهدد حياة وأعراض فتيات ونساء للخطر وتنشر الفحش البشري والجريمة عبر المخدرات، وكل ذلك يُمارس لان الجانية “صديقة احد رجال الامن في لبنان”.

“ز.ص” فتاة عشرينية سورية لديها إقامة دائمة في لبنان من المديرية العامة للأمن العام، تتنقل في أماكن سكن الطالبات غير الرسمية في الضاحية الجنوبية لبيروت، تمتلك ما يقارب أربعة خطوط هاتفية مختلفة، وصورا عن أوراق ثبوتية لأكثر من فتاة سورية قاصرة، على الأغلب هنّ من ضحاياها، تتنقل في شوارع الضاحية وخارجها بسلاسة، متسترة بشعارات دينية مبالغ بها، بعيدة عن مذهبها، ولكن تتماشى مع أجواء المنطقة. تحاول أن توقع العديد من الفتيات في فخها، اكتشفت أمرها صدفة فتيات نزيلات في احدى شقق “الفوايه” الخاصة القريبة من الجامعة اللبنانية في الحدث بعد ملاحظتهن بوجود علاقة بينها وبين فتاة اصطحبتها الى الفوايه وادّّعت انها شقيقتها.

نيسكافيه مخدّر
تتحدث إحدى الضحايا لـ”البلد” عن تجربتها مع “ز.ص” التي استمرت لبضعة أشهر كانت كفيلة بمعرفة كل التفاصيل عنها، حقيقتها الجنسية الشاذة، نشاطها، عملها، مصادر تمويلها، والأشخاص “الواصلين” الذين تتعامل معهم. فتقول : “تعرفت عليها في أحد أحياء المدن الجنوبية ونشأت بيننا صداقة متينة حيث اعتدنا سوية على تناول النسكافيه بشكل يومي، الى ان اعتدت عليها وبدأت أفعل ما تقوله لي دون التفكير بالنتائج، دون الالتفات إلى عائلتي، زوجي، وأطفالي، دون معرفة الأسباب بداية، الى ان تبين لي لاحقاً بأنها كانت تذيب الحبوب المخدرة بداخل فنجان النيسكافيه. عندما كنت أصحو لنفسي وللجريمة التي أمارسها رغماً عني كنت أعاود الهرب إلى بيت زوجي، ولكنني كنت سرعان ما أعود عندما أرى نفسي بحاجة للمخدر، كانت تقودني الحاجة إليه للجنون، لدرجة أنني كنت قادرة على تشطيب جلدي بالشفرات وحرق جسدي دون أن أشعر”.

شذوذ جنسي
وتتابع السيدة الضحية “كانت “ز.ص” تسيطر على ضحاياها جميعاً بنفس الطريقة، عبر المخدرات على اختلاف أنواعها، أما التمويل والغطاء فتحصل عليهما من خلال علاقتها المباشرة بأحد رجال الأمن، ذي الرتبة العالية في الدولة اللبنانية، وهو لا يزال على رأس عمله، وهو أيضاً من سكان الضاحية الجنوبية ويمارس عمله خارجها. كان يدفع رجل الأمن المخضرم لـ”ز.ص” مبلغ قدره ألف دولار مقابل أن يشاهد فتاتين تمارسان الشذوذ الجنسي أمامه مباشرة، ويقيم سهرة سحاق ومشروب ومخدرات شهرياً بوجوده، مع العلم أن زوجته شاذة جنسية أيضاً وهي تعشق “ز.ص” وتمارس السحاق معها بشكلٍ مستمر”.

شبكة دعارة
تتابع الضحية كشف أوراق جلادها وملامح الرعب على وجهها والارتعاش بائنٌ على أطرافها “واكتشفت أيضاً بأن “ز.ص” كانت على تواصل دائم مع رجال من جنسيات عربية، خليجية في الغالب، تؤمن لهم فتيات أو شبانا، حسب الطلب، مقابل مبالغ مالية، ولها شريكة بذلك من سكان الجنوب، تعاونها في استقطاب النساء ومن ثم استعبادهن بالمخدر وتشغيلهن بالدعارة”.

بيئات خاصة
وكانت تختار ضحاياها من بيئات بسيطة تعاني فقراً اقتصادياً ومعرفياً، تغريهن بالأموال وتسيطر عليهن بالمخدر، أغلبهن من الجنسية السورية وقاصرات لم تتجاوز أعمارهن الثماني عشرة سنة، بالإضافة إلى أنها كانت على علاقة جنسية شاذة بعشر فتيات منهن المتزوجات خرّبت بيوتهن وكانت سبباً بطلاقهن من أزواجهن وتشريد أطفالهن.

طفولة قاسية
وعن حياة ز.ص تتحدث صديقتها المقربة لـ”البلد” بأنها عانت من طفولة قاسية، إذ عاشت بضع سنوات في إحدى المدارس الداخلية حيث تعرّضت من مشرفتها الليلية للتحرش الجنسي، ما دفعها الى الشذوذ.

حركات مشبوهة
وداخل الفوايه حيث كانت تقيم المدعوة ز.ص تتحدث احدى النزيلات عن الرعب الذي انتابها وزميلاتها جراء التصرفات المريبة للمدعوة وكيف أنهنّ قمن مراراً وتكراراً بتنبيه صاحب السكن “الفوايه” إلى حركاتها المشبوهة التي تقوم بها الا انه لم يحرك ساكنا طمعاً بالمال، أي الايجار الشهري الذي كان يتقاضاه منها. تقول هبة “كانت مشطبة إيديها بالشفرات وداقة تاتو على كل جسما، وكانت تتقصد تحضير النيسكافيه بالشاي لكل البنات، بس ما كنا نشرب لأنو كنا شاكين فيها من الأول”.

لا يختلف الرعب الذي يسيطر على هبة عن زميلتها ليال التي كانت تقوم باقفال باب غرفتها بشكل محكم ليلياً خوفاً من ز.ص، أما فاطمة فتضع اللوم على صاحب السكن الذي كان على علم بشكوكهن منذ البداية ولم يخرجها من المنزل إلا بعد أن وقع اشكال بينه وبين الفتيات المعترضات على وجودها، ما أجبره على إخراجها، لكنه عاد وأمن لها سكنا بديلا عند فوايه آخر قريب يملكه صديقه بالقرب من السكن القديم، مستهتراً بالقضية وتبعاتها.

خطر متحرّك
لعلها عينة او قضية من العالم الواقعي التي تسلّط الضوء على فساد مجتمع صار بأكمله أسيراً لقصص الانحراف الاخلاقي على اختلاف انواعه، مرده أولا واخيرا الى الرقابة الغافلة عن المدارس، والرقابة النائمة على أدراج مساكن الطلاب اللارسمية، وعلى الفساد المستشري بأركان الدولة اللبنانية. خطر “ز. ص” لا يزال يهدد عشرات الفتيات طالما هي لا تزال طليقة في حمى أحد النافذين أمنياً. هي عينة والعينات من امثالها كُثر فعلى من تقع المسؤولية ومن يحمي بنات المجتمع اللبناني من خطر الوافدين إليه ؟

السابق
كتلة المستقبل: الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية
التالي
إعادة انتخاب زعيمة للديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي