ماذا جرى أمس في قصر عدل طرابلس!

طفل مسلح

شهد قصر العدل في طرابلس صباح امس الاثنين بلبلة وفوضى غير اعتيادية جراء الاشكال الذي كاد أن يتطور لولا مسارعة قاضي التحقيق رفول البستاني الى تأجيل جلسة التحقيق مع المسؤول العسكري في تيار المستقبل العقيد المتقاعد عميد حمود الى موعد حدد في 26 كانون الثاني 2015.

ماذا حصل في قصر عدل طرابلس؟
ما حصل يوم امس شكل سابقة خطيرة في تاريخ القضاء اللبناني حيث دخل العقيد المتقاعد عميد حمود بسلاحه الحربي الى غرفة التحقيق للمثول امام قاضي التحقيق رفول البستاني كمتهم في جريمة قتل القيادي في حركة التوحيد الاسلامي الشيخ عبد الرزاق الاسمر في 19تشرين الاول 2012 وفي الدعوى المقامة من والد الشيخ الاسمر وباعتباره المتهم الرئيسي في الجريمة.

فقد وصل حمود الى قصر العدل وبصحبته النائبين معين مرعبي ومحمد عبد اللطيف كبارة وحوالي 30 عنصرا من انصارهم وتخطى حمود الباب الكهربائي عند مدخل العدلية رافضا الخضوع له او تسليم سلاحه برفقة مرعبي وكبارة ضاربين بعرض الحائط القوانين والانظمة في قصر القانون والعدل وعلى مرأى من قوى الامن الداخلي واتجه حمود برفقة مرعبي وكبارة ومعهم محامي حمود هاني المرعبي الى غرفة قاضي التحقيق رفول البستاني حيث كان المحامي اسامة شعبان الموكل من عائلة الشهيد الاسمر حيث لاحظ ان حمود يحمل سلاحه الحربي فرفض شعبان افتتاح جلسة التحقيق ما لم ينتزع السلاح من المتهم حمود باعتبارها ظاهرة مخالفة لابسط قواعد القانون في القضاء .

رفض حمود تسليم سلاحه فحصل جدال على اثرها تناول النائب معين مرعبي السلاح من حمود لفض الخلاف فطلب قاضي التحقيق البستاني من النائبين مرعبي وكبارة الخروج من الغرفة للمباشرة في التحقيق فرفض مرعبي الخروج متذرعا بانه وكبارة نائبين فاعتذر منهما القاضي البستاني منهما وتمنى عليهما الخروج للمباشرة في التحقيق فحصل جدال بين المرعبي والبستاني فيما أصر المحامي شعبان على اخراج السلاح من غرفة التحقيق وتدوين ما حصل في التحقيق واعتبار الجلسة على انها جلسة تحقيق تحت قوة السلاح وهي سابقة خطيرة لم تحصل من قبل.

اثر ذلك حصل ضجيج وارتفع الصراخ بين المحامي شعبان وحمود ومرعبي وكبارة وكاد ان يتطور الى تضارب بالايدي الامر الذي دفع بالقاضي البستاني الى تأجيل الجلسة الى 26كانون الثاني من العام المقبل لفض الخلاف .وخرج اثر ذلك حمود ومرعبي وكبارة مع العناصر بموكب اثار امتعاض واستغراب المواطنين الذين اعتبروا ان ما حصل في قصر العدل اعتداء على هيبة العدل والقانون ومشهد ميليشاوي لم يحصل حتى في سنوات الحرب الاهلية.

والجدير بالذكر ان محاولات عديدة اجراها النائب كبارة مقدما اغراءات مالية لعائلة الشهيد الشيخ الاسمر للتنازل عن الدعوى ورفض والد الاسمر كل الاغراءات والمساومة على دماء ولده سيما وان عائلة الاسمر استهجنت اهمال الدعوى مدة سنتين دون اجراء اي تحقيق معتبرين ان بعض السياسيين حاولوا لفلفة القضية ووضعها في ادراج النسيان بحيث تذهب دماء الاسمر هدرا وهو الذي قتل عمدا امام شهود عيان.

مصادرمن وسط المحامين سجلوا الملاحظات التالية:
اولا – كيف تمكن عميد حمود من دخول قصر العدل بسلاحه متجاوزا الممر الالكتروني لفحص الاسلحة ؟
ثانيا – ما الهدف من حضور عميد حمود برفقة النائبين معين مرعبي ومحمد كبارة وهل للتأثير على القاضي ومجريات التحقيق وتميعييه؟وبالتالي لماذا هذا العدد الكبير من المرافقين الذي بلغ 30 عنصرا؟
ثالثا – ما هو موقف وزير العدل مما جرى في قصر العدل من دخول السلاح الى حرم قصر العدل والاخطر الى غرفة التحقيق وهي سابقة حصلت في عهده.
رابعا – هل هناك شهداء بسمنة وشهداء بزيت؟
خامسا – ماهو دور النائب كبارة في عملية المساومة على دماء الاسمر؟

السابق
13 سيدة في تركيا: لمواجهة التشدّد الديني والعسكري
التالي
حرب السكاكين ومعارك الدهس