في العام المقبل.. سيطوف لبنان أيضاً

لبنان
في العام المقبل، وقبل شهر أو اثنين من هذا الوقت، ستستمر الأقساط المدرسيّة بالارتفاع وستراوح الرواتب على حالها، وسندفعها بعد "النقّ". وفي الصيف المقبل أيضاً، ستستمر تعريفة دخول المنتجعات بالارتفاع، على الرغم من تلوّث مياه البحر. وقد نشهد حركة ناشطة في الهجرة "لمن يجد إليها سبيلاً".

في العام المقبل، وفي مثل هذا الوقت تحديداً، سيطوف لبنان مجدداً. ستعاود السيارات الغرق في الأنفاق وأماكن أخرى. في العام المقبل، وفي مثل هذا الوقت تحديداً، سنستمرّ في تناول “الخ..” وسيتمكّن “الناشطون” من استعمال نفس تعابير الامتعاض ولن يسأل أحد الوزير البطل ماذا جرى بعد اكتشاف “وساخة” طعامنا.
في العام المقبل، وقبل شهر أو اثنين من هذا الوقت، ستستمر الأقساط المدرسيّة بالارتفاع وستراوح الرواتب على حالها، وسندفعها بعد “النقّ”. وفي الصيف المقبل أيضاً، ستستمر تعريفة دخول المنتجعات بالارتفاع، على الرغم من تلوّث مياه البحر. وقد نشهد حركة ناشطة في الهجرة  “لمن يجد إليها سبيلاً”.
طوفان لبنانسترتدي “هيفاء وهبي” فستاناً آخراً مثيراً وسيملأ الخبر “الدنيا”، وسيبقى الانقسام الطائفي والمذهبي، وسيتسمرّ البعض بتسمية بيروت “بيروتين” الشرقية والغربية، وسيغيب الإنماء عن كلّ المناطق اللبنانيّة. أنا أيضاً أستطيع أن أكون “ليلى عبد اللّطيف”، إذ ليس من الصعب التكهّن بمستقبل هذه البلاد.
سيستمرّ التيّار الكهربائي بالانقطاع كلما رعدت السماء، وحتى من دون أن ترعد، وسنعاني شحّاً من المياه، وسنرى نفس الوجوه تتصدّر شاشات التلفزة، وسيبقى مسجونو سجن رومية من الإسلاميين من دون محاكمة.
سنسمع نفس البيانات من السياسيين بتواريخ معدّلة ونفس الصور معلّقة في الشوارع. الأمر الوحيد الذي قد يتغيّر هو أنّ الأمور ستزداد سوءاً. وسنشهد “مفاجآت” جديدة على الصعيد الأمني والاقتصادي والاجتماعي. ستستمرّ البنوك بتقاضي فوائد كبيرة على “التقسيط” وستبقى أسعار الشقق خيالية.
سنفتح صفحات التواصل الاجتماعي ونرى نفس “حالة القرف” من الوضع الراهن والمسقبلي. فبلدنا بلد “الجملة”، لا تأتي فيه المصائب مجتزأة، ولا عابرة. وفي العام المقبل، ستكون قد مرّت سنة جديدة من أعمارنا ونحن نتقاتل على التاريخ ونتوارث الأحقاد. وسننظر إلى بلدنا لوهلة ونضحك ساخرين. وسنسأل لماذا لم يعد السيّاح يأتون إلينا؟
وسيبقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي رئيساً، وسنيقى على الأرجح بانتظار تسوية لنأتي برئيسٍ للجمهورية. فنحن، إن لم نفهم بعد، نخضع يومياً لعملية تدجين وترويض، لنشعر بلا جدوى وجودنا في هذه الجمهورية. ونحن، أيضاً إن لم نفهم بعد، نعيش بالحدّ الأدنى لمتطلبات الحياة. بتنا إن خرجنا لنمرح قليلاً، شعرنا بعدها بالثقل لأيام بسبب نسياننا للمرح.
نحن هذه الأيام المتكرّرة، نحاول أن نخلق حيّزاً لأنفسنا. وننسى، أنّهم سلبونا هذا الحيّز حتى. وقد نستيقظ في الصباح، لنقرأ نفس عناوين الصحف، أليس هذا ما يحدث كل يومٍ تقريباً؟ كانت هذه توقعاتي لعام 2015، وهذه المرّة أنا شبه متأكّدة أني سأنجو من مقولة “كذب المنجمّون ولو صدقوا”. وبيني وبينكم حائط انتظار. لنرحّب معاً بـ”خ..” العام الجديد.

السابق
فارس سعيّد:«حزب الله» يمنع تطبيق الخطة الأمنية
التالي
الاتحاد الأوروبي مصمم على التصدي لـ«داعش»