لماذا لم تنتج الأطعمة الفاسدة أمراضاً وحالات تسمّم؟

على الرغم من الحملة التي يقوم بها وزير الصحة وائل أبو فاعور ضد الفساد المستشري في الطعام الذي نأكله من المطاعم أو حتى من التعاونيات الكبيرة والمخازن والمحلات من لحمة ودجاج وسمك وغير من الأطعمة، بغضّ النظر عما إذا كنّا مع أو ضد هذه الحملة. ناهيك عن سوء التخزين. وهذه الآفة الجرثومية ليست وليدة الصدفة إنما هي موجودة منذ عقود من الزمن بحسب كلام الوزير.

ورغم الحملة المضادّة التي شُنّت على معالي وزير الصحة، من قبل السياسيين أولاً، ولأننا وللأسف في لبنان، حتى أرواح البشر نستغلّ في صندوق الاقتراع، ومن قبل بعض التجّار الذين وردت اسماؤهم في المؤتمرات الصحافية التي عقدها وزير الصحة. إلاّ أننا وحرصاً على المصداقية وللتحذير فقط، أجرينا بعض الاحصاءات الميدانية على المستشفيات فلم نجد حالات من التسمّم إلا ما ندر، وليس كما ارتعدت فرائصنا وهالتنا المشاهد التي رأينا في التلفزيون أم في النشرات الإخبارية اللاحقة التي رافقت حملة الوزير. فمن غير المعقول أن تكون هكذا عيّنات من اللحوم والدجاج والسمك الفاسد تُقدّم أو تُشترى من الأماكن المتهمة بالفساد، ولا نجد حالات هلع من جرّاء الحشود المسمّمة التي ستكون وقتها داخل المستشفيات، وأعتقد أننا سنكون في حالة تأهّب صحّي، وصوت الإسعافات الأولية سيزعج المواطنون ليلاً نهاراً.

لسنا بصدد الجزم بوجود أو عدم وجود الفساد، لأن الفساد في لبنان عامّ وليس خاصا. لكن لتسليط الضوء على هذا الموضوع اتصلنا بالدكتور يعقوب خضر الذي قال: “لا، إن هذا الكلام غير دقيق تماماً، لأنه لا يعتمد على إثبات عملي، ونحن في مختبراتنا عملياً لم يرد علينا حالات تسمّم”.

وعما إذا كان انتشار مرض السرطان في لبنان هذا سببه تراكمات الأطعمة الفاسدة التي نأكلها يومياً، قال خضر: “لا غير صحيح. إن الأشعة والقنابل الفوسفورية واليورانيوم المخصّب التي رماها العدو الإسرائيلي خلال حرب تموز 2006 هي أحد الأسباب لكثرة هذا المرض اللئيم، ولا علاقة للطعام الفاسد بالأمر، فالتسمّم يظهر مباشرة بعد الأكل، ويصبح المريض في حالة إسهال وقيء، ويظهر جلياً أن هذا المريض تسمّم من جرّاء الطعام الذي أكله”.

وأضاف: “في حال كان الطعام غير مطبوخ جيداً، أو إذا كان الطعام “محمّض” أو منتهي الصلاحية يؤثر على صحة الفرد، أما إذا كان الطعام مطبوخا جيداً حتى ولو كان خالص الصلاحية أو فاسد لا يصيب بالتسمّم أو غير ذلك.. ويظهر على الطعام أنه موبوء بالجراثيم سريعاً، كل الطعام إذا تركته يومين أو ثلاثة، يحمّض وتعشعش فيه الجراثيم والبكتيريا”.

السابق
كهرباء لبنان: إعادة ربط مجموعات الإنتاج بالشبكة
التالي
مواجهات بين مسلمين ودروز بمنطقة «عكا» توقع 40 جريحاً