نينجا حزب الله وصندوق حماس: الهزيمة.. وأوهام الانتصار

نينجا حزب الله
المشترك بين "حماس" و"حزب الله" هو "الهزيمة"، واحد في سورية، والثاني في غزّة ورفح، حيث يقوم النظام المصري بمحاصرة "حماس" ومصادر تهريب الأسلحة إليها. فهل "النينجا" و"الصندوق الأسود" هي عوارض أخرى من مرض "الوهم بالانتصار" الذي يعيشه "حزب الله" و"حماس"؟

أثار نزول “نينجا حزب الله” يوم العاشر من محرم خلال احتفالات عاشوراء فضول عدد كبير من الناس. فمنهم من أبدى اعجابه المتواصل بقدرة الحزب على “إخافة إسرائيل”. هذه الفئة تتألّف من جماعات لا تزال تنظر الى حزب الله على أنّه حزب مقاوم لإسرائيل فقط. وآخرون نظروا الى الموضوع بعين الخوف والريبة لأنّ حزب الله لا يُقدم على فعل كهذا لو لم يكن هناك خطر أمني على مسؤولي الحزب اولا وعلى الجماهير ثانيا. وفئة ثالثة اعتبرت انّ هذا ليس الا محاولة لطمأنة الجمهور، ورسالة مفادها أنّ “حزب الله” يتابع ويراقب ولا يخفى عليه شيء، وانّ المعلومات المتوافرة لديه كبيرة ومهمة!
لكن العارفين بتجربة حزب الله الطويلة في الجانبين الامني والعسكري انتبهوا فورا إلى أنّ “حزب الله” أراد شدّ عصب جمهوره وتحريك مشاعر “القدرة الخارقة” التي أخذ الشيعة بشكل عام يشعرون بها بعد العام 2000. بعد مجيء “زمن الانتصارات”. خصوصا أنّ جمهوره يشعر بالخسارة والفقدان، مع نحو 4000 قتيل وجريح من “جنود حزب الله” في سورية خلال العامين الفائتين كما يقول البعض.
الجمهور تعب من القتل والموت والخسارة… فجاءت “النينجا” لتطمئنه وتبثّ “سكوبا” إعلامياً لحرف الأنظار عن مشاهد الخسارة من القلمون إلى بريتال والضاحية. وقد لاقت هذه “الحركة” سخرية اعلامية في بعض المحطات، منها الحليفة لحزب الله”، أبرزها تعليق برنامج “شي ان ان” الساخر في حلقته الاخيرة على قناة “الجديد” .

في الأسبوع نفسه قامت حركة حماس، الحركة الإسلامية السنية الإخوانية، ذات التدريب الإيراني، مثل حزب الله.  حماس” التي مثل حزب الله تعمّم ثقافة “احتفالات الانتصار”، وتأليه الأمين العام وتعميم شعارات وكليشيهات تعبوية دينية، وآخرها كان شدّ الجماهير وجذبها وإشعارها بأنّ قوة هذه الحركة تفوق ما هو معروف عنها، وأنّها تخفي ما لا يمكن اشهاره بسبب الضغط السياسي والامني والواقعي. وهي طريقة مطابقة لما فعله حزب الله لناحية محاولة إقناع جماهيره بأنّه حزب لو اراد لاحتل ما يحتلّ، لكنّه لا يريد ترفّعا لا ضعفا.

الصندوق الاسود

فقد حاولت “حماس” قبل يومين، في رفح، افتعال “غموض” ما في رفع “صندوق أسود”، مصمّم من قضبان حديد وقطعة من الجلد الأسود تُغطيه على هيئة مُجسّم، نصبته مؤخّرا خلال أحد احتفالاتها، وكتبت عليه بالعربية والعبرية ورفعته لتراه الجماهير، من دون شرح أو توضيح!
هي “حركة” أخرى من حركات تقليد الأصل، ” حزب الله”، لكن متأخّرة بعض الشيء. حتّى أنّ البعض، من جماهير “حماس” الالكترونيين، حوّله إلى #هاشتاغ، وأصبح يطلق على رفح اسم #الصندوق_الأسود.
المشترك أيضاً بين “حماس” و”حزب الله” هو “الهزيمة”، واحدة في سورية، والثانية في غزّة ورفح، حيث يقوم النظام المصري بمحاصرة “حماس” ومصادر تهريب الأسلحة إليها. فهل “النينجا” و”الصندوق الأسود” هي عوارض أخرى من مرض “الوهم بالانتصار” الذي يعيشه “حزب الله” و”حماس”؟

السابق
لعنةٌ على السوسيولوجيا الإسلامية
التالي
دروس في الحرية والتقدير من المستشفى