لعنةٌ على السوسيولوجيا الإسلامية

هاشمي رفسنجاني
المسلمون بفرقهم كلها، مهجوسون بنصوص لم يظهر إلى الآن مدى صوابيتها حتى باتت هذه الأعمال عادية للكثيرين. واعتبر البعض أداءها جزءاً من العبادة. الخدعة الاصلية مستمرة: أولو الأمر لا يقولون ما يهذر به جماعتهم. يسكتون مديداً عن الاعمال المثيرة للفرقة بين المسلمين. والنتيجة تنظيمالت مثل: جبهة النصرة، القاعدة، داعش، طالبان.

أن تأتي متأخراً خير من ألا تاتي. هذا بالتحديد ما فعله رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني الشيخ هاشمي رفسنجاني. وضغ الرجل أصبعه على الجرح عندما أشر خفراً إلى أن شتم الصحابة والاحتفال بمقتل الخليفة عمر بن الخطاب يقود إلى نشوء تنظيم القاعدة وداعش وطالبان.
رفسنجاني في لقائه مع عدد من مسؤولي وزارة الرياضة الإيرانية، قال “لقد حذرنا القرآن الكريم من النزاع، مضيفا “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”. حسناً فلندق قوله في حرصه على المسلمين، لكن السؤال الملح: أين أعار المسلمون بمذاهبهم المتنافرة والمتدابرة قيمة للنص القرآني؟ بل على العكس من ذك فقد نزعوا إلى التمسك بالخلافات المذهبية .
الأكثر مدعاة للإستغراب، يكمن في الاستنكاف المتمادي لملالي المسلمين: بعضهم يشتم الصحابة ويحتفل بيوم مقتل عمر، والآخر يرفع علم الحسين وشعاراته الكربلائية. العلاة بين المذهبين طردية وسببية. الطرفان يزعمان حقاً يكلف كلاً منهما دماء ودماً وفرقةً.
أزمة أبناء الإسلام على إختلاف منابتهم ونوازعهم تكمن في سياقهم الإجتماعي وسوسيولوجيا ما برحت تتراوح في مربع أولي غير ذي صلة بتطور العصر، ولا بسلوك معارجه المنفتحة على كل جديد.
المسلمون بفرقهم كلها، مهجوسون بنصوص لم يظهر إلى الآن مدى صوابيتها حتى باتت هذه الأعمال عادية للكثيرين. واعتبر البعض أداءها جزءاً من العبادة. الخدعة الاصلية مستمرة: أولو الأمر لا يقولون ما يهذر به جماعتهم. يسكتون مديداً عن الاعمال المثيرة للفرقة بين المسلمين. والنتيجة تنظيمات مثل: جبهة النصرة، القاعدة، داعش، طالبان.
لم يقل رفسنجاني شيئا عمّا أرسته الثقافة الإيرانية من سلوكيات بلغت حد التأليه، وقضى من قضى جراء رمزية لغوية وصورية. قد يكون أصاب في الشكل والمضمون في حديثه عن الفرقة الإسلامية، لكنه بقي على حال الإيرانية كقومية. يرطن بما يرطن به الساسة والفقهاء الإيرانيون .
رفسنجاني ليس نابغة عصره، ولم يحدث جديداً. همه مقصور على صورته من دون أي شيء. ولم يجرؤ على بحث تشابه النصين الفقهيين الشيعي والسني في منابذة الآخر. النصان يحتقران الأزيديين والصابئة والزرادشتيين. ولا يتعاملان معهم بوصفهم بشراً يمتلكان حق الحياة أولاً.
السوسيولوجيا الإسلامية على حالها لا تستحق إلا لعنة بوجه هذر مقيم صنوه رفض الآخر. كل من طرفي الإستقطاب الإسلامي يمضي قدماً في استهداف الآخر من دون أي وازع أو رادع.

السابق
تصفيات بطولة أوروبا 2016 بكرة القدم
التالي
نينجا حزب الله وصندوق حماس: الهزيمة.. وأوهام الانتصار