الراعي لا يعارض تعديل الدستور

تؤكد مصادر كنسية مطلعة ان البطريرك بشارة الراعي استقبل في خلال هذا الاسبوع قائد الجيش العماد جان قهوجي. ولا تحتاج المصادر الى الاستفاضة في شرح مدى انزعاج الراعي من سلوكيات الطبقة السياسية. هو انزعاج يجاهر به امام كل زواره. في الغرف المغلقة كما على المنابر. انزعاج وامتعاض كررهما امام قهوجي، معتبرا ان الجسم اللبناني اثخن بجراح خرق الدستور واستسهال تجاوزه.

في المبدأ، تعارض بكركي اي مسّ بالدستور اللبناني. لكن مطلعين على اجواء الصرح يؤكدون ان الراعي لا يمانع أي تعديل دستوري يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية «المهم ان يُنتخب رئيس وتستعيد البلاد دورة العمل في مؤسساتها. فلا يجوز ان يبقى البلد بلا رأس وإدارة»، بحسب ما يُنقل عنه. ويضيف مطلعون على اجواء لقائه بقهوجي ان الحديث تناول «واقع الأحوال الراهنة، والمخاطر التي يواجهها الجيش، والتحديات المفروضة عليه. كما ان قهوجي وضعه بصورة الاوضاع الامنية عموما والجهد الذي تبذله المؤسسة العسكرية لحفظ الامن وضبط الحدود ومكافحة الارهاب وابقاء الوضع ممسوكا على امتداد الوطن. البطريرك دان التمديد لمجلس النواب، والفراغ في رئاسة الجمهورية، مثمنا تضحيات الجيش، معتبرا انها تكاد تكون المؤسسة الوحيدة التي تلقى اجماعا لبنانيا حولها. واشار البطريرك الى انه لن يعارض «اي تعديل يوصل رئيسا للجمهورية. لن يكون الخرق الاول للدستور، لكنه على الاقل قد يكون تجاوزا للدستور يراعي لمرة مصلحة الحفاظ على موقع رئاسة الجمهورية ودورها المحوري».
يريد البطريرك رئيسا للجمهورية. لا يوفر سبيلا الا ويسلكه، ولا يتجاوز بابا الا ويقرعه. من الفاتيكان الى فرنسا الى سفراء عرب واجانب. لكن هموم البطريرك وقلقه وحساباته في مكان، واهتمامات الدول واجندتها في مكان آخر. لبنان تفصيل صغير على هامش جدول اعمال الدول.
صارح البطريرك قائد الجيش، من دون ان يسأله الاخير، انه لا يمانع في انتخابه رئيسا. لم يساير الراعي او يخفي ان «لا افضلية عنده لاسم على آخر. ومن ينتخبه هذا المجلس الممدد لنفسه يهنئه ويتعاون معه».
لكن ما لم يعد البطريرك يحتمله هو «هذه اللامبالاة في إدارة الشأن العام واستسهال الفراغ وتجاوز القوانين وتسيير الامور بالتي هي احسن من دون مراعاة واقع البلد والمخاطر التي تهدده».
ويقول مطلعون على احوال بكركي وراعيها ان الاخير «يتألم من رؤية الدولة تتحلل. وان كل الاثمان التي دفعها اللبنانيون، والموارنة تحديدا، ليعيشوا بكرامة وحرية، كل ذلك ذهب هدرا على حساب المصالح الصغيرة». ومع محاولة البطريرك، ومعه وخلفه الكنيسة، تفهم سلوكيات السياسيين، واحيانا ايجاد التبريرات لهم، «الا انها تبقى عاجزة عن استيعاب هذا الكم من عدم الاحساس بالمخاطر المحدقة بالبلد وانتظار راي او امر خارجي لتقرير مصير الوطن واهله».

السابق
دور المسيحية والإسلام في تعزيز المواطنة والعيش معاً
التالي
مقهى فرنسي يطرد المحجبات