هل سينال لبنان حصته من المائدة الايرانية – الاميركية قريبا؟

كيري وظريف
منذ أيار الماضي ينتظر اللبنانيون الرئيس الجديد للجمهورية. فهل سيأتي هذا الرئيس على حصان سعودي- ايراني؟ ام سيكون صناعة محلية وطنية؟. فبعد تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري حول ترقب الحوار الاميركي– الايراني وبوادر الحل جراء هذه اللقاءات بات امر صناعة الرؤساء مفضوحة جدا وعلنية ولم نعد نخجل من البوح حولها. كيف يرى المراقبون هذا التصريح؟

اعلن رئيسَ المجلس النيابي نبيه برّي منذ ايام موقفَا صريحا وعلنيا ابدى فيه تفاؤله بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي، حيث رحب باللقاءات التي تجري في العاصمة العُمانية مسقط بين الطرف الاميركي ممثلا بوزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، والطرف الايراني ممثلا بوزير خارجية الجمهورية الاسلامية محمد جواد ظريف، وبرعاية أممية.
جميعنا يعرف في لبنان ان الازمة الداخلية فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية ليس لها بعدها الداخلي، بل هي مرتبطة اكثر ما تكون بطرفي الرعاية الاقليمية اي ايران والسعودية. ايران التي تربط حزب الله بسياستها الخارجية، والسعودية التي تربط قوى 14 اذار وعلى رأسهم تيار المستقبل بسياستها العامة والخاصة. لكن ما يميز ايران انها هي نهاية الطرف الاقليمي مقابل السعودية المتخفية بخيط اميركي هو الواجهة الاقليمية لها. فيبدو الامر في لبنان كما السلم الذي نصعد عليه حيث نحتاج الى الوصول الى السطح للمرورعبر عدد من الدرجات.
من هنا، فالازمة اللبنانية، بحسب المراقبين، ليست بين فريقين محليين بقدر ما هو شد حبال ايراني – سعودي فيما يخص كل ملف من الملفات، اولها الحكومة التي امتدت زمن تأليفها اكثر من 6 أشهر، وكان سبقها الاختلاف على اختيار رئيس الحكومة الى ان تم الاتفاق على تمام سلام.
فالسر هو في لقاءات الشيخ حسن روحاني والملك عبدالله. لكن اللافت هذه المرة هو الاضاءة الكبيرة على ان الطرف الثاني المعرقل لملف الانتخابات الرئاسية ليس السعودية فقط، بل هو الادارة الاميركية.
والامر يحتاج الى حلحلة بين الايرانيين المعروف عنهم برودتهم وبطئهم والاميركيين الذين يراعون في ملفات الشرق الاوسط الدولة النفطية الكبرى التي تتزعم العالم الاسلامي الا وهي السعودية.
كيف سيكون التدرج بالحلّ اذن كما يعتقد بعض المحللين في حل انطلق القطار الايراني السعودي سريعا كما يؤكد عدد من المحللين من ان نهاية العام الحالي هي نهاية الازمة؟؟
فهل استبق الرئيس سعد الحريري الاجواء التي توحي بحلحلة ما الى الدعوة الى الحوار وتبعه بعد أشهر السيد حسن نصرالله؟ هل يمهد الطرفان المحليان امام جماهيرهما كما هي العادة بعد كل ازمة محلية تتطلب تدخلا خارجيا؟ وهل ان الوحي تدخل لصالح اهمية الحوار بينهما؟
يستدل هؤلاء المراقبون والمحللون السياسيون على انطلاقة الاتفاق الاميركي- الايراني على الساحة العربية من إشارات عديدة منها : سياسة الرئيس المصري عبد الفتّاح السياسي الذي يساهم في تبريد الاجواء بين السوريين والسعوديين كونه مدعوما من السعودية اولا وداعما للرئيس بشار الاسد ثانيا.
اضافة الى أنّ مؤشّرات لبنانية داخلية منها: قوة الجيش ووقوفه بوجه الارهاب في طرابلس، ودعم سعد الحريري للجيش علنا وبحزم، والدعوة المتبادلة بين الحريري- نصرالله للحوار.
اضافة الى كلام رئيس الحكومة تمّام سلام منذ يومين عن أنّ مفتاح الحلّ في لبنان يأتي من خلال تسوية على الملفّ النووي الإيراني. ومن هنا يمكن تفسير تصريح الرئيس نبيه بري في الإعلام.
لكن كما تبين من هذا العرض هو غياب كلي للاطراف المسيحية التي صار فيها الموارنة خارج اللعبة الاقليمية لان التقاتل الداخلي يمنعهم من رؤية الصراع الخارجي على القطعة الكبيرة، وان صمود الساحة اللبنانية بوجه اي حرب اهلية جديدة ليس شطارة لبنانية بقدر ما هو ارادة خارجية ايضا.

السابق
محنة الديمقراطية مع اليساريين
التالي
غزة المنكوبة بالحرب والمعذبة بالهدنة