ماذا بقي للإرهاب بعد اقفال المنفذ الثالث أمامه في العرقوب؟

الذين هم على تواصل مع مصادر قيادة الجيش يخرجون في الايام الماضية باستنتاج فحواه ان الجهود المكثفة التي بذلتها وحدات الجيش في الاشهر الثلاثة الاخيرة في اطار مواجهة الارهاب التكفيري كرست امرين اساسيين:

1- ثمة انجازات لا يستهان بها حققتها هذه الجهود في وقت قياسي ادت الى واقعتين: الاولى، منع تسلل الارهاب الى الداخل اللبناني من منطقة كان يحسبها منفذا محتملا، والثاني، ان الجيش نجح في توجيه ضربات قاصمة لبؤر متفرقة كان هذا الارهاب يحسب انها يمكن ان تشكل بيئات حاضنة او رؤوس جسور لفعل اكبر متى حانت الساعة الصفر.

2- المهمة الكبرى التالية لدى قيادة الجيش باتت من الان وصاعدا استكمال هذه الانجازات وحمايتها، من خلال اجتثاث جذور هذه المجموعات وخلاياها النائمة، والحيلولة دون تجرؤها على تكرار التجربة على الساحة اللبنانية.

ويشير هؤلاء الى ان آخر ما كان الارهاب يعتقد انه منفذ الى الداخل اللبناني اوصد باحكام وهو كان في منطقة حاصبيا – مرجعيون، وبالتحديد عبر معبر بيت جن في الجزء السوري من جبل الشيخ الى شبعا امتدادا الى مناطق اخرى. فالاجراءات التي اتخذها الجيش في أواخر الاسبوع الماضي لا سيما منع ادخال جرحى المسلحين الى المستشفيات اللبنانية، وما تلا ذلك من اتصالات وجهود بين الجيش وقوى المنطقة وفاعلياتها، شكل رسالة قوية الى العقل المخطط للجماعات الارهابية، عنوانها العريض بأن عليهم عدم تكرار التجربة والعبث بالامن اللبناني والتخلي عن مخططاتهم للتسلل الى ساحة لبنان عبر هذه النطقة، لانها ليست خاصرة رخوة وليست ثغرة. وبالفعل، فمنذ آخر محاولة لهذه المجموعات ليل الخميس – الجمعة الماضية عادت الامور الى طبيعتها في منطقة العرقوب.

وقبل ذلك، كانت الضربات للارهاب في طرابلس والشمال والمستمرة منذ اكثر من شهرين أفضت الى اعتقال نحو 300 مشتبه به، فضلا عن انّ اعمال الدهم والملاحقة والرصد في جرود الضنية ما زالت تفعل فعلها على نحو افهَمَ من يعنيهم الامر لا سيما الارهاب، بأن تلك الارض عصية على التحول الى خارجة على النظام العام او الى بؤر ارهاب يوماً.

اما المنفذ الثالث اي جرود عرسال، فقد اخذت الامور فيها ابعاد اخرى اذ نجحت انجازات الجيش واجراءاته هناك في الحؤول دون ابقاء معابر الدعم مفتوحة للمسلحين المنتشرين في جرود البلدة وفي القلمون السورية بدليل احباط اكثر من عملية تهريب اشخاص واموال. وفي كل الأحوال تؤكد المصادر نفسها ان هذه الانجازات لا تعني، على رغم اهميتها، ان الامور انتهت اذ ان القرار المتخذ ابقاء العين مفتوحة ودرجة الاستعداد على وتيرته، لان الارهاب لا يؤمن جانبه اطلاقا خصوصا انه صار في اسوأ اوقاته في لبنان.

السابق
تنظيم 32 محضرا من أصل 39 لمؤسسة مخالفة
التالي
الفنان المنشد أحمد حويلي: أغنّي وأقرأ مجالس العزاء