القلمون: تزايد الجماعات الموالية لـ«داعش»

حصد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» المزيد من الولاء من المجموعات المسلحة في منطقة القلمون على الحدود مع لبنان، فيما شددت دمشق على الهدف الجوهري في مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بشأن «تجميد القتال» في حلب، موضحة أن الخطة تعني المدينة نفسها فقط وليس ريفها، ومهددة في حال تطبيق الاتفاق بالرد على أي خرق من قبل المسلحين.

دي ميستورا، الذي زار القاهرة للحصول على دعم لمبادرته، تلقى مباركة من وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي شدد على أهمية إيجاد حل سياسي للازمة السورية التي تؤثر على كامل المنطقة.
وتوالت البيعات لزعيم تنظيم «داعش» أبي بكر البغدادي، وجاءت هذه المرة من الداخل السوري، وتحديداً من منطقة القلمون الحدودية مع لبنان، حيث أعلن كل من الشيخ عبد السلام حربا، الملقب بـ«عرعور القصير»، وقائد «لواء القصير» المقدم أبو عرب الزين مبايعتهما لزعيم التنظيم التكفيري.
جاءت هذه الخطوة، في وقت نفذ فيه الجيش السوري غارات على تجمع لـ«جبهة النصرة» في جرود فليطة، وسط أنباء عن احتمال إصابة أمير «النصرة» في القلمون أبو مالك التلي.
وجاءت بيعة حربا عبر تسجيل مصور، بث على شبكة الانترنت، بينما أعلن الثاني خبر مبايعته على صفحته على موقع «فايسبوك».
وذكر ناشطون مقربون من «داعش» أن فصائل أخرى أعلنت بيعتها أيضاً. وأشار الإعلامي أبو جعفر المغربل بشكل خاص إلى «كتائب الفاروق المستقلة» بقيادة موفق أبو السوس، لكن لم يظهر أي بيان أو تسجيل صوتي يثبت حدوث هذه البيعة.
يشار إلى أن بعض وسائل الإعلام تداولت خلال الأشهر الماضية خبر مبايعة «كتائب الفاروق المستقلة» لـ«داعش»، بل إن بعضها تعامل مع قياديين في هذه الكتائب على أنهم «أمراء داعش» في القلمون.
وفي السياق ذاته، ذكرت بعض صفحات المعارضة السورية إن كتيبة «صقور الفتح»، بقيادة أبو عبدو غنوم، قدمت كذلك البيعة للبغدادي. يذكر أن الفصائل الثلاثة، «لواء القصير» و«كتائب الفاروق المستقلة» و«صقور الفتح»، شكلت في شباط الماضي، وبالاشتراك مع بعض الكتائب الأخرى، من بينها «فجر الإسلام» بقيادة عماد جمعة (الذي سبق الجميع بمبايعة البغدادي في حزيران الماضي)، «المجلس العسكري الثوري في القصير وريفها»، حيث تولى قيادته آنذاك العقيد يحيى الواو (أبو الفداء).
وتعاني هذه الفصائل من التهميش وقلة الموارد، حيث اقتصر نشاطها بعد انسحابها من القصير وتمركزها في القلمون، على التهريب والمتاجرة بالممنوعات، لذلك من غير المستبعد أن يكون إعلان «بيعتها» من طرف واحد، بانتظار رد فعل «الدولة الإسلامية» عليه، أملاً في الحصول على موافقته وبالتالي في مصدر للتمويل والإمداد مقابل تقديم خدماتها له. وتحدثت تقارير إعلامية عن وقوع قتلى وجرحى، بينهم قادة، في استهداف الجيش السوري لتجمعات المسلحين في جرود فليطة ووادي عجرم في القلمون.
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية، عن مصدر رسمي قوله إن مبادرة دي ميستورا بشأن «تجميد القتال» في حلب «محصورة بأحياء المدينة وليس بريفها، فالجيش يتابع عملياته في محاربة التنظيمات الإرهابية المسلحة هناك، ويحقق يومياً الانتصار تلو الآخر».
وأضاف أن «المبادرة تتحدث عن حلب المدينة فقط، التي لا يقوم الجيش فيها حالياً بعمليات واسعة، وستنتج، في حال اعتمادها، وضعاً مشابهاً لما حصل في مدينة حمص القديمة مؤخراً، بهدف إعادة الأمن للمدينة، وذلك انطلاقاً من أهمية مدينة حلب، وحرص الدولة على سلامة المدنيين فيها كما هو حال كل بقعة من الأرض السورية». وأوضح أن «مصطلح تجميد القتال لا يعني إغفال أي خرق للمبادرة من قبل المسلحين، فالجيش سيرد على أي إطلاق نار أو اعتداء بالطريقة التي يراها مناسبة، ومن دون تردد».
وفي ما يبدو انه تسويق لمبادرته إقليميا، التقى دي ميستورا وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة. وقال المتحدث باسم الخارجية بدر عبد العاطي إن «المبعوث الأممي عرض على شكري محصلة اللقاءات والاتصالات التي أجراها مع الأطراف السورية والإقليمية والدولية المعنية، ورؤيته لسبل التحرك في الفترة المقبلة، في إطار جهود التوصل إلى حل سياسي للازمة في سوريا، والأفكار المطروحة في هذا الشأن».
وأضاف «شدد شكري على الأهمية القصوى لإيجاد حل سياسي للأزمة، باعتباره السبيل الوحيد للخروج من المأزق الراهن، بما يضمن وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية وتحقيق التطلعات السياسية المشروعة للشعب السوري الشقيق، وشجع دي ميستورا على مواصلة جهوده والاستمرار في التواصل مع مصر، والسعي لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية التي تؤثر بالسلب على وضع كل المنطقة».
ميدانيا، ذكرت وكالة الإنباء السورية – «سانا» أن سبعة أطفال قتلوا، وأصيب أربعة، في سقوط قذيفتين على مدرستهم في بلدة كرناز في ريف حماه، فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «16 رجلاً قتلوا، بينهم مقاتلون، في كمين للقوات السورية في ريف مدينة السلمية في ريف حماه الشرقي، ووردت معلومات عن وجود عشرات المفقودين والجرحى».
وشن مسلحون هجوماً على مبنى الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب حلب، في محاولة جديدة للسيطرة على المبنى الذي يعتبر «حصناً» منيعاً يحمي خاصرة حلب الغربية الشمالية، قبل أن تتمكن قوات من الجيش السوري والفصائل المؤازرة له من صد الهجوم، الذي تركز في محيط جامع الرسول الأعظم.
وأشار «المرصد» إلى أن «المقاتلين الأكراد في مدينة عين العرب (كوباني) السورية سيطروا على طريق حلنج-عين العرب خلف تلة مشتى النور، وقطعوا بذلك طريقا رئيسيا يستخدمه تنظيم الدولة الإسلامية لاستقدام تعزيزات وإمدادات»، فيما أعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، شن طائراتها 16 غارة، غالبيتها حول المدينة الحدودية مع تركيا.

السابق
تشغيل الأطفال ظاهرة لدى السوريين اللاجئين
التالي
أوباما يدرس تعديل الاستراتيجية ضد «داعش» وطرح التخلّص من الأسد يتصدر المشهد