مخاوف من إعدام داعش عشرين صحافيا اختطفهم في الموصل

عبر مرصد عراقي يعنى بالحريات الصحافية عن مخاوفه على حياة 20 صحافيا وفنيا اختطفهم تنظيم “داعش” في مدينة الموصل واعداده لقائمة تضم 50 اعلاميا آخر سيحتجزهم قريبا ودعا المرصد الصحافيين والاعلاميين في المدينة الى الحيطة والحذر لحين ايجاد آلية بالتعاون مع الجهات المسؤولة لتوفير ملاذ آمن في بغداد للصحافيين المُهددة حياتهم.

أبدى مرصد الحريات الصحافية تخوفه على حياة الصحافيين المحليين العاملين في الموصل بعد قيام تنظيم “داعش” بشن حملة اعتقالات طالت 14 صحافيا وفنيا هذه الايام فيما لا يزال التنظيم يحتجز 6 صحافيين آخرين منذ سيطرته على محافظة نينوى في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي، وطالب صحافيون من المدينة العمل على إنقاذهم قبل ان ينفذ التنظيم حملة جديدة من الاعتقالات ضدهم بعد اعداد “داعش” قائمة مطلوبين” جديدة تتضمن اسماء 50 صحافيا ومساعدا اعلاميا.

وقال المرصد في تقرير اليوم تسلمت “إيلاف” نسخة منه ان صحافيين محليين قد ابلغوه ان تنظيم “داعش” قام خلال الاسبوعين الماضيين باعتقال اكثر من 14 صحافيا ومساعدا اعلاميا بعد ان تمت مداهمة منازلهم في مناطق متفرقة من مدينة الموصل.

وقال صحافي يبلغ من العمر 48 عاما، فضل عدم ذكر اسمه لضرورات امنية إن “الاعتقالات من قبل تنظيم “داعش” لم تقتصر على مراسلي ومصوري القنوات الفضائية بل شملت فنيين عاملين في مجالات الهندسة الضوئية والمونتاج وادارة المؤسسات الاعلامية”. واضاف الصحافي الذي كان يتحدث بخوف وقلق واضحين، ان “غالبية المعتقلين في هذه الحملة هم من العاملين في قناة “سما الموصل” التي كان يرأس مجلس إدارتها محافظ نينوى أثيل النجيفي وتمول من خزينة حكومة الموصل المحلية قبل ان يسيطر عليها مسلحو “داعش” في العاشر من حزيران الماضي”.

واشار المرصد الى انه تمكن من تحديد هوية 12 محتجزا من الصحافيين المحليين لدى “داعش” وهم كل من : قيس طلال والذي يعمل مراسلاً لقناة “سما الموصل” والمصورين وليد العكيدي وأشرف شامل العاملين في القناة نفسها، بالاضافة الى احمد رافع وايثار رافع واللذين يعملان في قسم المونتاج، وصالح حسين ومحمد يونس وياسر القيسي وياسر الحاج ومحمود شاكر وهم من القسم الفني، فضلاً عن المكنى “أبو شهد” الذي تجاوز عقده الخامس والذي يعمل مسؤولا لاستعلامات قناة “سما الموصل”، فيما لم يتمكن المرصد من تحديد هوية الاثنين الاخرين.

مراسل صحافي، يبلغ من العمر 36 عاما، كان يعمل سابقا لصالح قناة فضائية من مدينة الموصل قال لمرصد الحريات الصحافية، ان مصدرا عشائريا كان ضمن مجموعة حاولت لعب دور وساطة لدى تنظيم “داعش” لاطلاق سراح الصحافيين المعتقلين، ابلغ الصحافيين وأهالي المحتجزين إن التنظيم لم يصدر على المحتجزين اي حكم “بالقصاص” وإنما “سيكونون تحت حكم الاحتجاز التحوطي”، وفقا لما قاله احد الاشخاص الذي يدعي انه احد قضاة التنظيم للوفد المفاوض.

ويقول صحافي آخر من داخل المدينة ان عملية اعتقال فريق عمل قناة “سما الموصل” جاءت بعد “اتهامات وجهها تنظيم داعش لهم بتزويد فضائية “نينوى الغد” بالتقارير الصحافية والاخبار العاجلة من داخل المدينة”، حيث تعود ملكية هذه القناة لمحافظ نينوى أثيل النجيفي وتبث حاليا من كردستان العراق.
واوضح مرصد الحريات الصحافية انه تمكن من خلال ممثله في مدينة الموصل من معرفة مصير المصور الصحافي علي النوفلي الذي كان يعمل مصوراً صحافياً في مجلس المحافظة طوال اربع سنوات، حيث تبين ان تنظيم “داعش” اعتقله من داخل مدينة الموصل قبل شهرين ماضيين.
وبحسب احصائيات مرصد الحريات الصحافية فان تنظيم “داعش” مازال يحتجز 6 كتاب وصحافيين ومصورين في محافظة نينوى منذ العاشر منذ حزيران الماضي منهم الكاتب والصحافي فاضل الحديدي والإعلامي الشاب مهند العكيدي، فيما يلف الغموض مصير مقدمي البرامج في قناة “الموصلية” الفضائية ميسلون الجوادي و جمال المصري، فيما اعتقل ثم وافرج عن اكثر من 17 صحافيا في المدينة نفسها، بعد التحقيق معهم وتوقيعهم على تعهدات بعدم ممارسة اي نشاط إعلامي او حتى استخدام اجهزة الهاتف المحمول الخاصة بهم.

وقد اكد صحافيون اصدار تنظيم “داعش”، قائمة جديدة باسماء صحافيين اخرين، يبلغ عددهم الخمسين سيتم احتجازهم خلال الايام المقبلة، ما اثار مخاوفهم، في وقت لم يتمكنوا فيه من مغادرة المدينة.
وندد مرصد الحريات الصحافية ب “الاعمال الوحشية التي يقوم بها تنظيم “داعش” واختطافه واحتجازه 20 صحافيا واعلاميا”.. وحث جميع الصحافيين والاعلاميين الموجودين في مدينة الموصل الى اخذ الحيطة والحذر لحين ايجاد الالية المناسبة التي سيضعها المرصد بالتعاون مع الجهات المسؤولة في الدولة العراقية لتوفير ملاذ آمن في العاصمة بغداد للصحافيين المُهددة حياتهم.

وكانت تقارير اشارت في الرابع من الشهر الحالي إلى أن عناصر تنظيم الدولة الاسلامية نفذوا حكم الاعدام بحق أربعة صحافيين من اصل 12 اعتقلهم التنظيم في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي في مدينة الموصل .
وقال سكان محليون ان التنظيم سلم دائرة الطب العدلي جثث الصحافيين الاربعة وهم من اصل 12 كان قد اختطفهم وذلك بعد تنفيذ حكم الإعدام بهم بتهمة العمل جواسيس بحسب بيان للتنظيم لكن السكان قالوا انهم كانوا يعرفون هؤلاء الصحافيين حيث كانوا يعملون في قناة الموصل التلفزيونية

 

السابق
مقتل 17 على الاقل في هجمات متفرقة في بغداد
التالي
الشرطة تبحث عن «عنتيل الغربية» فضيحة أخلاقية مدوية تطال قياديًا سلفيًا