حسين حسّون: أنا محظوظ في ولادة «توت النسوة»

أصدر الكاتب والصّحافي والشاعر حسين حسّون كتابه الشعريّ الأوّل تحت عنوان: “تُوت النّسوة” (من منشورات كارم الشريف – تونس) هنا حوار حول الكتاب:

منذ متى وكيف بدأتَ كتابة الشِّعر، ولماذا هذه المجموعة الشعرية هي كتابك الأول؟ وماذا يعني لك الشعر، أو ما هو الشِّعر بالنسبة إليك؟توت النسوة

عملي الأساس هو أنني صحافيّ وكاتب، وعملي، هو في الشؤون السياسية العامة، وإلى جانب عملي كنت أكتب الشِّعر بشكل خاص، وأحتفظ بكتاباتي الشعرية، لأنني كنت أعتبر أن الشعر هو الواحة التي أستريح فيها من عناء العمل الصحافي السياسي، وبين الحين والآخر، كنت أنشر بعض الكتابات في بعض الصحف وللحقيقة، كتابي هذا هو أول كتابٍ شعريّ لي، مع أنّ لي مؤلَّفين آخرين بعيداً عن الشعر وأحببت أن أجمع كل ما كتبت من شِعر في هذا الكتاب. وإن الشِّعر بالنسبة لي، هو أولاً بطبيعتي أحبّ الشعر وأنا قارئٌ نهمٌ للشِّعر، لأن الشِّعر هو روح الحياة، وهو المحرِّض على إطلاق مكنونات النفس، وما تختزنه من مشاعر وأحاسيس في زمن نحن أحوج ما فيه إلى راحة النفس وهدوئها وصفائها لذلك أعتبر أنّ الشِّعر هو الوكر الذي ألجأ إليه، لأستريح مع نفسي.

ما هو شعورك إزاء مولودك الشِّعري الأوّل هذا؟

أنا، أعتبر نفسي محظوظاً في ولادة هذا المولود الشعري لي، في زمن طغت فيه هموم وأزمات الحياة بمختلف جوانبها، في لبنان والعالم العربي، وأظن أنني نجحتُ في هذا التحدي، وأصدرت كتابي الشعريّ الأوّل.

“تُوتُ النسِّوة” هو عنوان هذه المجموعة الشعرية فماذا عنه؟

الحقيقة أنني اخترت عنوان “تُوت النّسوة” لغاية في نفسي، وفي المصطلح اللغوي العربي هناك “نون النّسوة”، وأنا لعبتُ على هذا المصطلح، وحوّلت النون إلى تُوت لأن المرأة في نظري هي توتُ الحياة هذا الثمر الذي نعرف عنه تاريخاً، غنه من الثمار التي ارتبط اسمها بالإنسان، أي مجازاً، تعبير ورقة التّوت.

تُصدِّر هذه المجموعة بقولك: “أكَلَتِ التُّوت/ واعطتني ورقاتِه/ لأكتُبَ عليها القصائد…”؛ فما معنى أن نكتُبَ الشِّعر على ورقة تُوتٍ كوسيلة إعلانٍ وذيُوعٍ وشُيوع، علماً أنَّ ورقة التُّوت، هي الرَّمزُ الأثيرُ والأعلى، للتّورية والإخفاءِ والسَّتْرِ…؟ ألهذا نرى أن جميع قصائد هذه المجموعة، تحتفي، احتفاء عارماً، بالأنوثة والرجولة، أو الذّكورة، أكثر من أيّ موضوعٍ آخر؟

نعم، عطفاً على ما قُلته في ردّي على السؤال السابق فأنا أحتفي، فعلاً، بأنوثة المرأة، عندما أربط ذلك بالتّوت، واختياري لكلمة النّسوة، أيضاً، هو لأنني أحصر الشِّعر في هذا الكتاب، حصراً بالمرأة. إذ لا أعتبر أن المرأة هي نصف الحياة، بل إنها – في نظري، الحياة بأكملها إذ لا حياة بدونها، وهي نظرة رجلٍ يُدركُ أن اكتشاف أنوثة المرأة، يأتي من رجولة الرجولة وليس كونه ذكراً، فشتّان ما بين الرجولة والذكورة. وأنا كتبت في إحدى المرات أن الرجل الذي يجهل أين تكمن أنوثة المرأة، سيقضي عمره باحثاً عن رجولته.

 تُظهر قصائد هذه المجموعة أنّ ثمة نزوعاً لديك إلى تبسيط الجملة الشِّعرية إلى أقصى حدٍّ ممكن، لماذا؟

أنا أعتمد في كتابتي، بشكل أساسي، على الجُمل القصيرة ويُلاحظ، في كتابي، اعتمادي على النصوص القصيرة، وفي معظم الأحيان، لا يتعدّى النص الأربعة او الخمسة أسطر، وأعتمد في ذلك على المفردة والصورة الشعريّة في النص القصير، التي يمكن أن تكون قصيدة. وبالنسبة لتبسيط الجملة الشعرية، بنظري، جوهر الشِّعر لا يكمن في صعوبة أو رمزيّة النّص الشعري، لذلك فضّلت الاعتماد على الإيحاء، أكثر منه الرمزية، لأن الرمزية قد تخلق نوعاً من الجدل أو الإرباك لدى القارئ، وأنا من أنصار ما يُطلق عليه “السهل الممتنع”، والصورة الإيحائية، ولكي أضمن أن يصل فهم نصّي إلى أكبر عدد ممكن القرّاء، شرط أن لا يضيع النص بين الإنشائية أو الركاكة. وعليه أن يتسم بالدهشة، لكي يضمن معناه الشعري.

 تمتاز قصائد هذه المجموعة بجرس هادئٍ، من خلال ما يبدو أنك تجهد لأن تضيِّق المسافة، إلى أبعد حدٍّ ممكنٍ، ما بين العاميّة والفصحى، فما هي نظرتك الخاصّة إلى اللغة على وجه العموم؟

استخدم، في نصوصي، اللغة الوسيطة ما بين الفصحى والعاميّة بمفهومها الكتابيّ، ولا أقصد لغة الشارع أو اللغة المحكيّة، وأنا من أنصار استخدام بعض التعبيرات العاميّة التي لها وقع شعريّ خاص لدى الناس، من هنا تراني استخدمتُ، في بعض نصوصي، جُملاً عاميّةً، أما فيما يتعلق باللغة العربية الفصحى، فقد ابتعدت عن استخدام مفردات، لم يعد بالإمكان استخدامها في هذا الزمن.

 

 

السابق
درباس : الفلتان الأمني انعكس على ملف سلامة الغذاء
التالي
أجزاء من كتاب «حزب الله والدولة» للنائب فضل الله(2)