هل يصطدم الدروز بجبهة «النصرة» في العرقوب؟

العرقوب
ما جرى في اليومين الماضيين من محاولة نقل جرحى المواجهات مع دروز السويداء، المنضوين تحت راية الجيش السوري الأسدي، بعدما سقط منهم 27 مقاتلا... أشعل الجانب اللّبناني الدرزي. فأدلى الامير طلال ارسلان بتصريحات نارية دعت إلى الدفاع عن الدروز في مواجهة "جبهة النصرة"، بالاضافة الى دعوات وئام وهاب للتسلح. الا ان تصريحات وليد جنبلاط من موسكو، الباردة، برّدت الأجواء الدرزية قليلا. فماذا يقول امين الحزب الديموقراطي اللبناني وليد بركات عن الاوضاع هناك وكيف ترى فعاليات العرقوب مستقبل المنطقة؟

دعا النائب وليد جنبلاط خلال جولته الشهر الفائت على قرى ومناطق ذات الكثافة السنّية في جبل لبنان، ومنهم العشائر، الى القتال الى جانب “جبهة النصرة” في سورية، قائلا: “إذهبوا للقتال مع “النصرة” في سوريا”.
هذه الدعوة اثارت الاستغراب. لكنه على ما يبدو اراد تحييد لبنان وقرى راشيا وحاصبيا الدرزية من نيران المعارضة المسلحة التي تسعى الى نقل المعركة من الداخل السوري الى الداخل اللبناني من خلال فتح جبهة جديدة غير عرسال.
فما الذي يجري حاليا وما هو مصير المنطقة هناك في حال فُتحت ايّ معركة للتخفيف عن المتقاتلين داخل سورية سواء من المعارضة او النظام؟
وليد بركات في حديث لـ”جنوبية” مع الامين العام للحزب الديموقراطي (الارسلاني) وليد بركات، وهو سنّي وليس درزياُ، حول الاوضاع في جبل الشيخ قال إنّ “ما يحصل في سورية يجب ان يبقى في سورية، وثانيا فإنّ السوريين على اختلاف انتماءاتهم منخرطون مع الجيش بمواجهة التيارات التكفيرية، والصراع الدائر ليس صراعا مذهبيا او طائفيا انما هو صراع وطني بامتياز. وبالتالي ما يجري في السويداء يأتي في سياق المواجهات اليومية بين قوات الدفاع الوطني في مواجهة جبهة النصرة وداعش وسائر المنظمات الارهابية التي تريد السيطرة على هذه المنطقة وتريد تحويلها الى منطقة حزام أمني على غرار ما كان يعرف في الجنوب ايام الاحتلال الاسرائيلي اي دويلة سعد حداد”.
وأهل السويداء، بحسب وليد بركات، “كسائر السوريين يعرفون مصلحتهم جيدا ومنخرطون مع الجيش السوري ويدافعون عن كرامتهم وهم يقفون بمواجهة القوات التكفيرية التي تريد قتلهم، وابناء هذه المنطقة يواجهون الارهاب وليسوا بحاجة لدروس في الدفاع عن ارضهم”.
وتابع وليد بركات بالقول: “هم منخرطون الى جانب السوريين في مواجهة هذه التيارات التي تقتل السنّة كما الدروز، كما قتلت الإيزيديين والمسيحيين”.
وأكد وليد بركات أنّ “خطر هؤلاء واضح فهم يعتدون على الناس ويحاولون احتلال القرى في السويداء وتهجير الاهالي وتدمير القرى والمنازل من دون اي مبرر الا السيطرة على المنطقة وتحويلها الى امارة تتعاون مع الكيان الغاصب المحتل، والدليل ان جرحى هؤلاء يمرّون عبر الكيان الغاصب للعلاج، كما انّ مرابض الجيش الاسرائيلي تقصف القرى لمنع تقدم الجيش السوري”.
وردا على سؤال ما إذا كان يلتقي مع دعوة الوزير السابق وئام وهاب الى حمل السلاح من اجل الدفاع في قرى راشيا وغيرها، رأى وليد بركات ان: “الناس اساسا مسلحون هناك، والجيش السوري موجود ويدافع عنهم. وفي الجانب اللبناني في حال تمكن التكفيريون من التقدم نحو العرقوب وراشيا وحاصبيا فإنّ الجيش اللبناني سيتصدى لهم. وحسنا فعل الجيش عندما منع جرحى النصرة من الدخول الى مستشفيات لبنان واعادهم الى بلدهم”.
وأكد بركات انّ “الجيش منتشر على الحدود مع سوريا من شبعا حتى راشيا الوادي وهو يقوم بمهامه بمواجهة الارهاب مع الاهالي وهم على استعداد للقيام بحماية بيوتهم من اي محاولة يريد ان يقوم بها التكفيريون”.
وقال وليد بركات: “الجيش اللبناني مستعد وجاهز وقام بدوره. وتبيّن انّ الجيش لن يسمح بعرسال ثانية”. ولفت الى انّ “المجتمع اللبناني في حالة وعي كبيرة وادراك للمخاطر”.
وعن موقف الجماعة الاسلامية، قال بركات: “الجماعة الاسلامية تتحرك من منطلق انساني وهم حريصون على حماية المنطقة وابقاء ما يجري داخل سوريا، وباعتقادي هم يعملون بالتوجه نفسه لأهالي المنطقة وليسوا على استعداد لدخول اي جبهة في المنطقة، وما قاموا به مع جرحى النصرة هو من منطلق انساني فهم حريصون على الاستقرار”.
وعن وجود خلايا نائمة يمكن ان تتحرك لدعم النصرة في حال انقلبت الموازين في القرى السورية المتاخمة لراشيا والعرقوب، أكد وليد بركات ان “لا بيئة حاضنة للتكفيريين في منطقة مقاومة قاومت اسرائيل وهم العروبيون، وبالتالي يدركون حجم المخاطر التي تحصل في سوريا، وهم مدركون ان اسرائيل يمكن ان تستغل وضع المنطقة، وكونهم عانوا من الاحتلال لا يمكن ان يشكلوا بيئة حاضنة للتكفيريين سواء النصرة او داعش”.
وختم بركات: “المنطقة ليست مثل عرسال، والتساهل الذي حصل في عرسال لن يحصل في المنطقة والجيش هنا يسيطر على الحدود من شبعا الى راشيا الوادي، اضافة الى ان البلديات تقوم بدورها من مراقبة حراسة وغيرها”.
وكان رئيس بلدية شبعا محمد صعب قد أكد في حديث اعلامي أنّ “النصرة وداعش كذبة كبيرة، ولو كانا موجودين لما زارنا كبار السياسيين، والذي يروج لهكذا مخططات وأخبار، يهدف الى ضرب البلدة، فبعد أحداث عرسال، وضعت البلدية جميع الذين يأوون السوريين في بيوتهم أمام مسؤولياتهم، ودهمنا شقق السوريين وتوقفنا عن استقبالهم، وكلّ ذلك بالتنسيق مع الجيش والقوى الامنية”. كما اكد رفضه فكرة الأمن الذاتي.
في حين اعتبر مراقب متابع، رفض الكشف عن اسمه، من اهل المنطقة، انّ “الاوضاع دقيقة جدا ولا يحتمل الوضع التصريح للاعلام، ونحن كأهل منطقة لدينا سلاحين سلاح الجيش اللبناني وسلاح محبة بعضنا البعض اي سلاح التعايش. واعتقد انه لا مخاوف، لا احد يريد القتال، ولا التسلح. ورفض فكرة الخلايا النائمة، فبحسب رأيه، ذلك ليس الا من اعمال المخابرات”.
وختم انّنا “نعيش على خط زلازل نحتاج معه الى حلقة نار تقوم عليها الأبنية البشرية التي تتحمل الصدمات”. وبحسب رأيه فإنّ “العرقوب وشبعا قرار واحد، والخطر الاصعب هو من داخلنا، اما الصراع الخارجي فلا يخيف أبدا”.

السابق
هل بدأت 14 آذار في إقفال مواقعها الإلكترونية؟
التالي
سامي الجميل: المركب قد يغرق بالجميع ويجب التفكير في مستقبل جديد