رفسنجاني يهاجم «التطرّف الشيعي»: هل بدأت معركة خلافة خامنئي؟

صرّح رئيس "مجمّع تشخيص مصلحة النظام في إيران"، الشيخ هاشمي رفسنجاني، أنّ "شتم الصحابة والاحتفال بمقتل الصحابي والخليفة عمر بن الخطاب قاد إلى ظهور تنظيمات إرهابية كـ"القاعدة" و"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش". فيما تتحدّث الأنباء في ايران عن بدء ترتيبات غير معلنة من أجل خلافة المرشد خامنئي، بعد ان كثرت الشائعات حول مرضه. ويبدو انّ تصريح رفسنجاني المثير للجدل الذي صدر اليوم يعكس عمق الصراع بين تياري الاعتدال والتطرف في ايران. فهو المرشّح الأبرز لخلافة خامنئي.

في تصريح لافت يعكس حراجة الموقف في ايران وضيق صدر المعتدلين فيها من المغالين في التطرّف الشيعي، وجلّهم من صنّاع القرار في النظام ويمثّلون القيادة الروحية والسياسية، وعلى رأسها ولاية الفقيه ومرشد الثورة اية الله علي خامنئي، أوردت وكالة الانباء الرسمية  “إرنا” نقلا عن رئيس “مجمّع تشخيص مصلحة النظام في إيران”، الشيخ هاشمي رفسنجاني، أنّ “شتم الصحابة والاحتفال بمقتل الصحابي والخليفة عمر بن الخطاب قاد إلى ظهور تنظيمات إرهابية كـ”القاعدة” و”تنظيم الدولة الإسلامية” المعروف بـ”داعش”.

وتابع رفسنجاني: “القرآن الكريم يؤكد أن (لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) إلا أننا تجاهلنا هذه الآية، وقمنا بإثارة الخلافات بين المسلمين الشيعة والسنة”.

وأضاف: “لكننا لم نعر ذلك أي اهتمام وتمسكنا بالخلافات السنية الشيعية وبشتم الصحابة والاحتفال بيوم مقتل عمر، حتى باتت هذه الأعمال عادية للكثيرين”، وتابع: “الأعمال المثيرة للفرقة بين المسلمين نتيجتها الوصول إلى القاعدة وداعش وطالبان وأمثال هذه الجماعات”.

واستطرد رئيس الجمهورية الأسبق المحسوب على التيار المعتدل في الجمهورية الإسلامية: “نتيجة كل ذلك أنها قادتنا إلى نشوء “القاعدة” و”الدولة الاسلامية” و”طالبان” وأمثالها.. نحن أمة المليار و700 مليون مسلم نمتلك ستين دولة مستقلة، يمكنها أن تكون أعتى قوة في العالم، لكن هذه الأعمال أضعفتها أمام الدول الأخرى”.

وفيما تتحدّث الأنباء في ايران عن بدء ترتيبات غير معلنة من أجل خلافة المرشد خامنئي، بعد ان كثرت الشائعات حول مرضه، يبدو انّ تصريح رفسنجاني المثير للجدل الذي صدر اليوم يعكس عمق الصراع بين تياري الاعتدال والتطرف في ايران.

ويؤشّر هذا التصريح، عن معلومات واردة من طهران بدأت تتأكد، أنّ تيار الاعتدال أصبح يلقى قبولا ويحظى بشعبية داخل قطاعات عريضة في الحرس الثوري الايراني وبين كوادره، وهو الذي كان يعدّ مصدرا رئيسيا للتشدّد والتطرف العقائدي الشيعي. مع العلم انّ حجة الاسلام رفسنجاني  (80 عاما)، هو أحد مؤسّسي الحرس ومرشّح رئيسيّ لخلافة المرشد الاعلى آية الله خامنئي حال وفاته.

فهل هكذا يمهّد رفسنجاني لتولّيه ولاية الفقيه؟ فيكرر انتقاداته بتصريحه هذا وبتصريحات سابقة حول خطأ بلاده في مقاربة المشكلة السورية، منتقدا النظام السوري “الذي قتل متظاهرين عزّل”؟ وهل بدأ يسوّق نفسه على أنّه قائد الاصلاح والاعتدال الآتي من أجل التغيير الشامل في ايران؟

 

السابق
المشنوق التقى نظيره المصري وامام الازهر وزار الهيئة العربية للتصنيع
التالي
الاشتباه بحقيبة قرب كنيسة مار مخايل في الشياح تبين انها خالية من اي مواد متفجرة