الوفد الفاتيكاني غادر لبنان: لا نطلب سوى أن يبقى المسيحيون حيث ولدوا

غادر الوفد الفاتيكاني الذي زار لبنان للمشاركة بمؤتمر “العائلة وتحديات العصر في الشرق الأوسط”، صباح اليوم مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وكان في وداعه في صالون الشرف، موفد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام المستشار البطريركي للشؤون العامة المونسينيور الدكتور شربل الحكيم والسفير البابوي في لبنان المطران غابريال كاتشا.

وكان رئيس الوفد أمين عام مجمع اساقفة العالم الكردينال لورنزو بالديساري وقع على وثيقة لقاء الربوة الموقعة من كل رؤساء الطوائف اللبنانية الإسلامية – المسيحية، وهي بمثابة خارطة طريق للمرحلة المقبلة في لبنان والشرق الوسط.

وقال بالديساري: “ان المؤتمر هو إنطلاقة لحقبة جديدة، تحمل في طياتها حلا جذريا ومؤشرات إيجابية مصيرية للبنان وللمنطقة وبخاصة لسوريا وللعراق. وتكمن أهمية لقاء الربوة في حضور ومشاركة التيارات السياسية والفئات اللبنانية كافة، حيث عبر الجميع عن وجهة نظره بكل حرية وديمقراطية”.

ولفت الى أنه سينقل إلى “قداسة البابا فرنسيس خلاصة هذا اللقاء الذي جمع كل تباينات النظر في لبنان والمنطقة”.

وهنأ لجنة صياغة وثيقة البيان الختامي “المتضمنة بنود ومحاور جريئة وعميقة تجمع بين البعد الإجتماعي والإنساني من جهة، والبعد الوطني والسياسي من جهة أخرى، عبر الحرص على إحترام الإستحقاقات الدستورية في لبنان، وعلى جوهر بناء الأنظمة في الدول المجاورة”.

الحكيم
من جهته، شكر الحكيم لبالديساري “إهتمامه الخاص بلبنان وبالعالم العربي، خاصة العائلات التي تعاني الخوف من المستقبل والمجهول”، مشيرا إلى أن “هذه الزيارة أعادت الأمل والرجاء بالقيامة لمسيحيي المشرق ولبنان، بعد عذابات الصلب والجلد التي يعاني منها يوميا مسيحيو العالم العربي”.

وشكر “كل الذين شاركوا بإنجاح هذا اللقاء الذي جمع اللبنانيين وبخاصة معالي الوزير نقولا الصحناوي، ورجل الأعمال الياس سعد، والسيدة روز الشويري، وكل المؤسسات الإعلامية التي غطت هذا الحدث الوطني”.

مالفستيتي
بدوره، أكد أمين عام مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان المطران ماوريزيو مالفستيتي أن “الحراك الفاتيكاني يتطور أكثر فأكثر للحفاظ وبإصرار على بقاء المسيحيين متجذرين بأرضهم ووطنهم”، مبديا “رغبة البابا فرنسيس في التعاون مع الحكومات لإعادة بناء ما تهدم في المناطق المهجرة فإفراغ الشرق من المسيحيين جريمة ضد الإنسانية”.

وقال: “هناك خوف من إمكانية تزايد العنف وإنتقاله من منطقة إلى أخرى في العالم العربي في المرحلة المقبلة، لذلك يجب أن نتحد بالصلاة أولا، ثم ننسق بين رؤساء الكنائس المحلية والفاتيكان لإيجاد حلول بأسرع وقت ممكن للخروج من هذه الأزمة”.

ووجه “شكرا خاصا لغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام على إستضافته هذا اللقاء العالمي”، واصفا إقامة المؤتمر ب”المبادرة الوطنية بإمتياز، وخطوة في سبيل تعزيز العيش المشترك والحوار في لبنان”.

وقبل مغادرة الأراضي اللبنانية، أكد الوفد بأنه “سيتم إستكمال أعمال هذا اللقاء عبر التنسيق مع الجهة المنظمة للمؤتمر”.

السابق
هل بدأ الجيش اللبناني بملاحقة المعارضين السوريين المعتدلين؟
التالي
الجيش فكك عبوة ناسفة داخل فان للركاب في عرسال