نبيل مروّة: مطلوب دعم الكتاب من الجهات الرسميّة

منذ دخوله عالم النَّشر، ما زال صاحبُ ومدير “مؤسَّسة الانتشار العربي” (في بيروت) الأستاذ نبيل مروّة، يساهم في تقديم إنتاج نوعيّ، على مستوى الإصدارات الثقافيّة، وذلك عبر سعيه الحثيث، والدائم لتعزيز قيمة الكتاب وجودته وتطويره وانتشاره.

من هنا كان لنا لقاء مع مروّة فكان هذا الحوار:

 ما الذي دفعك لأن تدخل عالم النّشر؟

الذي أوصلني إلى عالم النشر، شقيقي الأكبر عبد الغني مروّة، هو الذي كان صحافيّاً، وكان شريكاً لشركة رياض الريِّس في لندن، وشقيقي عبد الغني، هو صاحب مجلة “الناقد”، وصاحب مجلة “الكشكول” التي ما زالت تصدر منذ عشر سنوات، إذن دخلتُ إلى عالم النشر من طريق شقيقي، واستهويتُ هذه المهنة، وفي العام 1997، انفصل شقيقي عن شركة رياض الريِّس، وقد أسسنا في العام ذاته، شقيقي وأنا، “مؤسسة الانتشار العربي” التي كان من إصداراتها مجلة “الحياة الصحية” التي استمرّ صدورها لمدّة تسع سنوات.

ماذا كان شعار المؤسسة وبماذا اهتمت؟

كان شعارنا وما زال هو “السباحة عكس التيار” في عالم النشر، وكان أكثر اهتمامنا منصبّاً على العمل، على تحديث الفكر، من خلال إصدار مجموعة كبيرة من الكُتُب التّنويريّة.

هل هناك عناوين معيّنة، ركّزت عليها المؤسسة، أو تمّ تركيزها على مؤلِّفين معيَّنين أو في بيئات معيّنة؟

بداية مشروعنا تمثّلت بالتعاون مع المفكّر المصري الراحل، الأستاذ خليل عبدالكريم، الذي أعدَّ مجموعة من الكُتُب التاريخية والفكرية، المتعلّقة بنقد التاريخ الإسلامي. ثم نشرنا مؤلّفات المفكّر السعودي عبدالله القصيمي، صاحب كتاب “العرب ظاهرة صوتيّة”. ثم نشرنا عدداً من المؤلفات للمستشار المصري محمد سعيد العشماوي، ثم نشرنا كتباً لعدد كبير من الكتّاب منهم الكاتب اللّيبي الصادق النّيهوم والكاتب الراحل جمال البَنَّا، ومن ثم انتقلنا إلى ترجمة عدد كبير من الكتب للمفكّرين الإيرانيّين، منهم المفكر عبدالكريم سروج، والشيخ محمد مجتهد شبستري، إضافة إلى أنّنا تعاونّا مع العديد من المؤسسات الفكرية في العالم العربي، كـ”النادي الثقافي” في مسقط، وعدد من النّوادي الأدبيّة في المملكة العربية السعودية.

ما هي أبرز المشكلات التي يواجهها نشر الكتاب الديني النقدي، في هذه المرحلة، في ظلّ موجة التطرّف الحاليّة؟

إن أكبر مشكلة يواجهها عالم النَّشر، هذه الأيام، هي مشكلة منع إدخال الكُتُب إلى الدول العربيّة، إضافة إلى الرقابة الإعلاميّة، كما أنه، في بعض الدول، تحصل بعض اعتراضات مجتمعيّة، على إصدار بعض الكتب.

برأيك هل لا يزال الكتاب مصدر اهتمام في ظلّ عالم الانترنت؟

لا يزال الكتاب الورقي مطلوباً، من قبل القرّاء، لكنّ المشكلة تكمن، في تراجع القدرة الشرائيّة لدى القرّاء، وازدياد كلفة النشر والتوزيع (إنتاج الكتاب).

ألا تشكّل معارض الكُتُب فرصةً، من أجل معالجة مشكلة انتشار الكتاب؟

إنّ معارض الكتب هي المُتنفّس الوحيد لتجارة الكتاب، والترويج له والتعريف به.

كيف يمكن أن نواجه مشكلات انتشار الكتاب، في هذه المرحلة؟

المطلوب دعم الكتاب، من خلال: تأمين مساعدات لدور النّشر. رفع الضرائب عن الكتاب. تأمين انتقال الكتاب بين الدول. ومنع الرقابة.

تنشرون، في مؤسستكم كتباً جريئة فهل تعرَّضتم لضغوط من نوع ما، في هذا المجال؟

تحصل بعض الضغوط، من أفراد، وليس من جهات رسمية أو مؤسسات ثقافية.

كم عنواناً تنشر مؤسستكم سنويّاً؟

معدّلنا السنوي للنشر، يصل إلى مائة وعشرين عنواناً متنوِّعة الموضوعات.

ما هي الدول التي ترونها، تساهم في انتشار الكُتُب؟

برأيي إنّ أكثر دولتين تساهمان في انتشار الكتاب، العربي هما: المملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان.

إضافة لاهتماك الثقافي، تولّيت رئاسة بلدية جباع من سنة 1998 إلى سنة 2004، كيف استطعت التوفيق، بين اهتمامك الثقافي والفكري، واهتمامك التنموي البلدي المحلّي؟

تجربتي في العمل البلدي في بلدتي جباع كانت بدافع العطاء وحبّ الأرض وخدمة أهلنا. وهذا الأمر ورثته عن والدي الذي أمضى حياته في العمل البلدي. وكان اهتمامي هذا على حساب عملي في النشر. وأتصور أنني قدّمت لبلدتي خدمات اجتماعية وتنموية، لا زالت حتى الآن موجودة والناس شاهدة عليها.

من خلال تجربتك الثقافية أو الاجتماعية لبنانياً كيف تنظر إلى مستقبل العالم العربي؟

لحد الآن، كما نرى من خلال تجربتي في مجال نشر الكتب أن الناس متجهة إلى وضع أسوأ من الوضع الراهن وخاصة في الموضوع المذهبي المتطرِّف جداً.

السابق
غداً… لا مجال للتنقّل في بيروت!
التالي
محاولة إدخال بطاطا محشوة بالحشيشة الى سجن صور