مواجهات جبل الشيخ… تلهب الدروز في العرقوب والجبل

تركت المعارك الاخيرة التي دارت بين قوات”الدفاع الوطني” الموالية للنظام السوري وجيشه وبين “جبهة النصرة” في عدد من البلدات في جبل الشيخ من الجانب السوري ذيولاً في قرى حاصبيا والعرقوب وصولا ً الى العمق الدرزي في جبل لبنان، ولا سيما بعد سقوط 27 مقاتلا وعشرات الجرحى من الدروز السوريين. وتتفاوت التفسيرات في الشارع الدرزي اللبناني الذي يتابع ما يحصل في سوريا من تطورات عسكرية وميدانية وصلت الى قلب بيئته التي تستهدفها الجماعا ت المسلحة بسبب وقوفها مع الرئيس بشار الاسد والانخراط في صفوف الجيش.

ماذا يحصل في بلدات العرقوب في الايام الاخيرة ؟ ولا سيما بعد سماح الجيش اللبناني لمجموعة من عناصر الصليب الاحمر بمعالجة عدد من جرحى المسلحين السوريين عدم ادخالهم الى الاراضي اللبنانية. ولاقت هذه الخطوة ارتياحا في صفوف الاهالي وسائر القوى السياسية الممثلة في العرقوب على مختلف مشاربها سواء كانت تؤيد المعارضة او تختلف معها.

وكان لكلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تاثيراً عند الدروز، ولا سيما عندما دعا من موسكو ابناء طائفته في سوريا الى الحياد، على عكس موقف رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان المؤيد للاسد وضرورة الوقوف في وجه الجماعات التكفيرية والتصدي لها.
من جهته الامين العام للحزب الديموقراطي وليد بركات يؤكد لـ “النهار” ان ما يحدث في الاراضي السورية لا ينعكس على علاقات الاهالي وابناء بلدات شبعا والعرقوب وحاصبيا” لانهم يشددون ويجمعون على الحفاظ على الاستقرار في منطقتهم. ولا تلتقي خياراتهم مع جماعات ارهابية مثل النصرة وداعش. ويتعاطى الجميع مع ما يحدث في جبل الشيخ والبلدات السورية المتاخمة للاراضي اللبنانية بروح من المسؤولية”.

ويضيف “ثمة جهات تعمل على التعاطي مع الجرحى السوريين من خلال البعد الانساني. ونحن نرفض ادخالهم الى الاراضي اللبنانية مهما كانت الاسباب. وحسناً فعل الجيش في تعاطيه مع المجموعة الاخيرة من الجرحى، لان الجميع يدرك خطورة هذا الامر باعتراف ائمة المساجد والفاعليات السياسية في المنطقة”.

وكان لسقوط هذا العدد من “الدفاع الوطني” في البلدات الدرزية السورية الوقع الكبير عند ابناء الطائفة في بلدات حاصيبيا والجبل. ويقول بركات ” اهلنا في سوريا من الدروز وسائر الوطنيين من كل الطوائف يخوضون معركة ضد الارهابيين ويقفون الى جانب الجيش، لان هذه الجماعات تتعاون مع الاسرائيليين وتكفر كل من لا يلتقي معها بمن فيهم ابناء الطائفة السنيىة الكريمة. واذا حاول هؤلاء الاقتراب من بلداتنا في العرقوب ومناطق اخرى سيتصدى الاهالي لهم ولن نسكت عن انتهاكاتهم وتهديداتهم وهذا امر محسوم”.

وسئل النائب جنبلاط يدعو الى الحياد ما هو رد حزبكم على هذا الكلام؟
ويجيب “مع احترامنا لكلام وليد بك، الا اننا لن نقف في هذه المعركة على الحياد رغم ثقتنا بالجيش اللبناني والجهود التي يبذلها في هذا الشأن”.
ويختم بركات “ان هذه الحرب مفتوحة بين السوريين الوطنيين والتكفيريين، ولن نسمح بامتدادها الينا، ولا يجوز ان نتفرج ونبقى على الحياد، لان تهديدات هذه الجماعات نسمعها يوميا وهي لا تميز بين لبناني واخر. ومن الاجدر والاسلم ان نتحضر لها”.

السابق
لماذا الاسلام حرّم زواج الأشقاء بالرضاعة؟
التالي
3 دول عربية في قائمة الأكثر دول خمولا!