ريفي: أخشى أن يكون لدى العصب السني الميل للانتقام

علّق وزير العدل أشرف ريفي على “الإفتراءات التي نشرتها صحيفة الأخبار” أخيراً بالقول: “واقعة المئتين وثمانين الف دولار صحيحة، ولكن لا علاقة لهذا الأمر بأشرف ريفي، لا بالنسبة الى المال ولا لجهة ارسالهم عندما تم ضبطهم، ولا في ارسال البديل عنهم نهائيا. انا لم أتدخل في الموضوع نهائيا ولا ديب اللهيب”.

وأوضح، في حديث إلى محطة “المستقبل”، ان “ضبط الشخص الذي يحمل الاموال وطلب من القضاء الافراج عنه بعدما هددت داعش عبر الوزير وائل ابو فاعور . لم يكن للموضوع اي علاقة بي لا في المرحلة الأولى ولا في المرحلة الثانية، وانا لا اعرف الشخص الذي كان ينقل الاموال ولم اسمع باسمه نهائيا. طلب منا انه ولانقاذ حياة عسكريين ضرورة ترك الموقوف مع المال فرفض القضاء اللبناني تركه وبقيت الاموال مضبوطة. تم تأمين مبلغ آخر من مخصصات سرية لاحد الأجهزة الأمنية اللبنانية وارسل مع شخص آخر لا اعرفه ولا اعرف اسمه والهدف كان انقاذ حياة عسكريين لأنهما هددا في شكل جدي”.

الأخبار الصفراء

وأشار إلى ان “وقاحة من احدى وسائل الاعلام التي اعتبرها بوقا من ابواق الجوقة الكاملة التي شنت الحملة وهي جريدة الأخبار الصفراء، والتي تدار من غرفة عمليات سوداء معتقدين ان باستطاعتهم ترهيب اشرف ريفي وتصويره على انه ابليس . فليخيطوا بغير هذه المسلة وليبلطوا البحر . انا قضيت 40 سنة في الأمن و8 سنوات مدير عام لقوى الأمن الداخلي وكنت اتعرض يوميا الى حملات والى سهام وفي النهاية تعودنا على الأمر”. وقال: “اذا ارادوا الاعتذار من كل لبناني حر فهم لن ينتهوا من الاعتذارات . انا لست بحاجة الى اعتذارهم ولا انتظره ففي النهاية ما يهمني هو حكم الرأي العام اللبناني الذي يعرف كل الحقائق. هم نسوا انني كنت في موقع أمني واعرف كيف تعمل الجوقة ومن هي الابواق من اشخاص ووسائل اعلام . للمصلحة الشخصية اقول انني سأدفع لهم اموالا كي يهاجمونني لأنهم بذلك يؤمنون لي رصيدا ومصداقية اكثر وهم بالتالي يخسرون رصيدهم ومصداقيتهم الا لدى الجمهور الغرائزي الذي يتبع اقوالهم سواء الصفراء التي يقال عنها بيضاء او البيضاء التي يقال عنها صفراء”.

غرف عمليات

وتابع: “انا اعرف ما هي الحملة ومن يعطي الأوامر وما هي غايتهم وكيف يفكرون، لكن الم يحن الوقت ان يعرفوا انني لا يمكن ان أتأثر بهكذا حملات . هناك غرفة عمليات يديرها حزب الله وابواق متعددة . تصدر الخبرية الأولى في البوق الأول والتي غالبيتها في جريدة الأخبار ثم في تلفزيون الجديد ومن ثم في بعض التلفزيونات التي هي اقل تبعية وهناك اشخاص بعد التصحيح يؤكدون ان التصحيح غير صحيح، وان الخبر صحيح فيزرعون شيئا لدى بعض الجمهور، لكن في الحقيقة يستفزون الجمهور الآخر بوقاحتهم وعهرهم ولا مصداقيتهم وبلا صدقيتهم”.

وعما اذا كان يتوافق مع توصيف النائب وليد جنبلاط لجبهة النصرة بأنها غير ارهابية، قال ريفي: “كل من يقتل عسكريا لبنانيا سواء كان جيش او قوى الأمن الداخلي او اي مؤسسة امنية رسمية هو ارهابي ايا يكن من دون استثناء . لدى وليد جنبلاط حسابات معينة افهمها . هذه هي مقاييسي ومبدئي ليس شعبويا . انا اقرب الى المبدئية وليس الى الشعبوية . انا ابن بيئة معينة اعرف آلامها ومواقفها ومشاعرها وغضبها وسرورها ، انا اعبر عن بيئتي، واعبر عن مواقفها بطريقة اقرب الى المبدئية وليس الى المصلحية”.

أبلسة المدينة

واسترسل: “انا اعرف تماما طرابلس اكثر من الآخرين. كل محاولات شيطنة طرابلس ستسقط نهائيا، وكلنا نعرف ان آخر محاولة لدخول الجيش اللبناني لم يسقط اي شهيد للجيش اللبناني في طرابلس. سقط له شهداء في خارج المدينة وليس داخل المدينة، لأن قرار طرابلس هو الى جانب الدولة اللبنانية، وليس مع خيار آخر، لكن هناك من يحاول شيطنة او أبلسة المدينة، وطرابلس كل مرة تعطي مثالا انها وطنية على الرغم انه ليست بحاجة لأن يعطيها احد شهادة حسن سلوك، وليست بحاجة لأن تثبت وطنيتها او ان يتم تصنيفها”.

وأكد ان “جمهور “تيار المستقبل” في طرابلس لديه عنفوان وكرامة. ولديه خوف مصيري، فعلى مستوى الساحة العربية هو يشكل الأغلبية لذلك هو يشكل المارد الذي اعتقد البعض ان باستطاعته ان يلتهمه . من توهم ان باستطاعته ان يسيطر علينا فنحن لسنا اقلية . نحن نعرف كيف نحافظ على كرامتنا حتى لو لم نكن نملك السلاح بل نعرف ان نحافظ عليها بالموقف . نحن نعيش آلام الناس واحساسهم بجرح الكرامة”.

دولة تحكمنا

وذكّر بأنه “في 7 ايار خرجوا بشعار ان المقاومة تحمي سلاحها وفي كل مرحلة يخرجون علينا بشعار. نحن نطالب بأن نعيش كمكونات لبنانية معا من دون ان يسيطر احد على الآخر، فانا مواطن درجة أولى كما الغير تماما، ولا اريد السلاح ولا اقبل ان اكون مواطنا درجة ثانية، ومن الوهم ان يعتقد البعض انه بواسطة السلاح او بدعم النظام السوري او ايراني لا محدود، يستطيع السيطرة على لبنان وزرع سرايا المقاومة او مجموعات مسلحة . اقلعوا عن اي فكرة غير طبيعية. لا يمكن لهم ان يربحوا ديموغرافيا ولا جغرافيا . نحن توافقنا كلبنانيين على ان هناك دولة لبنانية فقط تحكمنا ولا خيار آخر لدينا، لا دويلة مسموح لها ان تحكمنا . فليعيدوا حساباتهم وليخرجوا من سوريا ولنجلس على الطاولة كمواطنين لبنانيين ولكننا لن نسمح للمشروع الايراني ان يهيمن على البلد نهائيا”.

ولاحظ أن حلم حزب الله كان “ان يعطي اشرف ريفي وزارة درجة ثانية . نحن حكما، لسنا مستوزرين وكرامتنا ليست للبيع وللشراء . انا لا افكر انانيا . عندما احترم غيري كمكون لبناني فأنا العب دورا وطنيا ايجابيا وعندما يحترمني كمكون لبناني لا ان يتوهم ان باستطاعته ان يحكمني بسلاحه عندها يكون ينطلق انطلاقه وطنية”.

الخط الحريري

وجزم بـ”ألا خوف على الخط الحريري لأننا ما زلنا نمثل 67- 70 % من الطائفة السنية، وحكما العصب السني لديه احساس بجرح في كرامته واخشى ان يكون لديه ميل للانتقام. نحن نحاول دائما القول اننا نريد ان نذهب باتجاه الدولة لا ان نبني احقادا للمستقبل والمشاكل تعالج بالمحكمة لا نريد ثأرا او انتقاما”، معتبراً ان “الاعتدال لدى السنة هو الاغلبية . هناك تململ لدى العصب السني ويفضل السني في لبنان اليوم ان يقوده انسان يلبس كرافات ولكن ان يكون لديه عصب قوي وان يدافع عن الطائفة”.

شغور رئاسي

وقال: “لدينا شغور رئاسي، وهو جريمة وطنية كبرى بحق الوطن ومظلة الامان السياسية والشراكة الوطنية”، سائلاً: ” في ظل الشغور الرئاسي لو جرت انتخابات نيابية كيف ستتشكل الحكومة بعد ان تسقط حكماً الحكومة الحالية، فيما مجلس النواب شبه معطل وحكومة مستقيلة تقوم بتصريف الاعمال؟

أضاف: “انا لم اكن مع التمديد حتى لنفسي، لم يمدد احد في لبنان الا وفقد جزءاً من كرامته وهيبته الا المصلحة الوطنية اشترطت التمديد، فلو اتجهنا الى الانتخابات النيابية قبل الرئاسية كنا سنقع بمشاكل اضافية اخرى عن تلك التي يعانيها البلد”.

وعن الوضع في طرابلس، لاحظ اننا “امام مرحلة جديدة لنعيش بأمان واستقرار ككافة المناطق اللبنانية، علينا ان نستفيد منها وان نصحح الاخطاء”، وأمل في “التعاون مع قيادة الجيش اللبناني لتصحيح بعض الاخطاء ونطلق لمرحلة استقرار وامان جديدة”.

واعتبر أن “القول ان كان ثمة اعداد لاعلان امارة بالشمال جزء من شيطنة المنطقة فهل الامارة تعلن بـ30 شخصا من اصل 500 الف رجل؟ هذا الحلم كان سرابا لا يمكن تحقيقه نهائيا، واذا حلمت قلة صغيرة بموضوع الامارة الذي هو غير واقعي فهذا لا يعني ان طرابلس كلها تريد ان تنشئ امارة، فطرابلس هي العاصمة الثانية للبنان”.

طرابلس الشام

ورد على كل من يقول ان طرابلس هي طرابلس الشام، بالقول: “طرابلس هي طرابلس لبنان وليست طرابلس الشام ونحن مصرون على لبنان اولاً وطرابلس لبنان”.

وإذ سئل لقد قلت سابقا ان قادة المحاور اولادنا، وهؤلاء شاركوا في غدر الجيش اللبناني والبعض منهم قاتلوه، أجاب: “قاتلوا من اعتدى على الجيش اللبناني وليس الجيش اللبناني، من ارتكب هذا فليحاكم، ولكن في العموم دافعوا فقط عن المدينة عندما كان عليها اعتداء في الجولات الـ14 الاخيرة”.

كما سئل: هل شعرت انهم خذلوك عندما كنت تحاول ان تضع لهم غطاء وتحتويهم؟ أجاب: “لم اُخذل ولم اخذلهم نهائيا، كانت هناك حرب على المدينة وكان هناك من سمح لنفسه ان يحرق المدينة على رأٍس اهلها وهو ” جربوع صغير” بكل اسف وهو مدعوم من مشروع داخليا وخارجيا إعتقد انه سيُركع المدينة، لكن هذه المدينة لم تركع في حياتها الا لله سبحانه وتعالى، وتاريخيا لم تركع لاحد وهي تستطيع ان تدافع عن كرامتها حتى لو كان سلاحها قليلا ، نحن نستطيع ان ان ندافع عن المدينة بالموقف وليس فقط بالسلاح ، انا ضد اي سلاح غير شرعي ، انا ابن المؤسسات ولا اؤمن الا بالدولة”، ودعا إلى “تصحيح بعض الاخطاء التي ارتكبت في الايام الاخيرة”.

درجة ثانية

واسترسل: “نحن لسنا مواطنين درجة ثانية ، نعم نحن مع تطبيق القانون علينا وعلى غيرنا ايضا”، سائلاً: “لماذا لم يتم مداهمة مركز القومي السوري في الجميزات ولماذا لم يداهم مركز سلاح جبل محسن؟

وتابع: “عندما طبقنا الخطة الامنية لم تسقط ” نقطة دم ” بفعل عقلنة العقلاء وحكمة الحكماء ورجال الدين والسياسة كنا جميعا حريصين لان نكون جزءا من لبنان وان نرعى الجيش اللبناني باعيننا وان ندخله على جميع مناطقنا، ولكن لا يمكن توقيف الاشخاص عشوائيا فليس كل من يربي لحية مقاتلاً، فاللحية حكما عزيزة علينا ولا يمكن ان نحاكم الناس على مظهرها الخارجي فمن يقاتل يحاكم اما الناس عموما فلهم الحرية بمعتقداتهم وقناعاتهم وسلوكياتهم”.

وأكد ان “طرابلس لا يمكن استباحتها، وهي مفتوحة لكل مؤسسات الدولة اللبنانية من دون اي تحفظ، الا تحفظ الاحترام وحفظ الكرامة وتقدير الوطنية الطرابلسية”.

وأشار إلى ان “كل الطرابلسيين يعرفون ان الحزب القومي ما زال يمتلك السلاح ولديه مربع امني في منطقة الجميزات في طرابلس. عندما يجردون كل طرابلس من السلاح ويشمل هذا القرار كل الناس نوافق ونحن اول من نادى بجعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح من كل الناس. يجب اعتماد معيار واحد لكل الناس”.

وزاد: “ان اجتمع عاملا القهر والفقر في مكان ولد التطرف ويجب ان تقوم الحكومة والمسؤولون بجهود لتحريك العجلة الاقتصادية كي يعيش الناس بكرامة”.

ودعا الحكومة إلى “تحريك العجلة الاقتصادية في طرابلس والبقاع وايجاد فرص عمل لكل الناس ففي طرابلس نحن بحاجة الى 15 الف فرصة عمل للشباب ليعيشوا بكرامتهم”.

الرئيس الشهيد

وجه الشكر “إلى الرئيس سعد الحريري الذي جعلنا نشعر بأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري مازال حياً ولو بالروح من خلال نظرته الابوية لطرابلس وبالسياسة والانماء، وساهم في محطات عدة ببلسمة جراح طرابلس عندما كانت تتعرض لجولات عنفية. المطلوب دورة اقتصادية جديدة تستوعب كل الايدي العاطلة عن العمل لكي تعيش بكرامتها”.

المال السياسي

واوضح ان “70 % من اهل التبانة يعيشون على المال السياسي، وهذا فيه جرح لكرامة الانسان وهذا يعني ان هناك امكانية انه يمكن استخدامهم في اي وقت. فلتتأمن له ضروريات الحياة والعمل وبالتالي يصبح انسان حرا وكريما وليس لديه تبعية للمال السياسي”.

وطمأن كل الطرابلسيين “اننا على ابواب مرحلة جديدة علينا الاستفادة منها، ونحن مع تصحيح الأخطاء جميعاً، ولا نريد ان نخسر هذه الفرصة الذهبية التي تعطينا امناً واستقراراً حقيقياً وكي نشكل دورة اقتصادية”.

السابق
القدس تشتعل.. وحادثا دهس يوقعان 17 إسرائيليا بين قتيل وجريح
التالي
مريم سعد بزي الاولى في إدارة مدارس ديربورن