الهجوم على الشيعة في السعودية يحمل بصمات «القاعدة»

أكدت السلطات السعودية أمس أن الهجوم غير المسبوق الذي استهدف الشيعة مساء الاثنين في شرق المملكة شنه اشخاص مرتبطون بتنظيم “القاعدة”، وأصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز امراً ملكياً باعفاء وزير الثقافة والاعلام عبدالعزيز خوجة من منصبه.

وصرح الناطق الامني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي بان الذين قبض عليهم على خلفية الهجوم والبالغ عددهم 15 شخصاً “هم ممن يعتنقون الفكر الضال”، وهو تعبير يستخدم للاشارة الى تنظيم “القاعدة”. وأوضح ان الاجهزة الامنية تمكنت في أقل من 24 ساعة، من “رصد ومتابعة المتورطين في الحادث الإرهابي في ست مدن، في مناطق الرياض والقصيم والشرقية”.
وقتل سبعة أشخاص واصيب آخرون بجروح في هجوم شنه ملثمون واستهدف مساء الاثنين حسينية خلال احياء ذكرى عاشوراء في قرية بالمنطقة الشرقية بالسعودية، حيث تقيم غالبية المواطنين الشيعة.
وهو الهجوم الاكثر دموية في السعودية منذ موجة الهجمات التي شنها تنظيم “القاعدة” بين 2003 و2006. وعلى أثره، نفذت قوى الامن عملية أمنية واسعة في ست مدن، قتل خلالها شرطيان ومطلوبان خلال تبادل للنار في القصيم، شمال الرياض.
وأعلنت وزارة الداخلية أمس العثور على جثة ثالثة في مكان الاشتباك بين قوى الامن والمطلوبين في القصيم.
وشددت السلطات التدابير الامنية في قرية الدالوة حيث حصل الهجوم وفي عموم المنطقة الشرقية.
ونسبت صحيفة “الحياة” الى مصادر أمنية ان زعيم الخلية التي شنت الهجوم “عاد الى البلاد أخيراً من العراق وسوريا” فيما “عمليات المتابعة لا تزال مستمرة”. وعن المجموعة التي اشتبكت مع قوى الامن في القصيم، قالت ان بينها شخصاً كان مسجوناً طوال ثماني سنوات.
وقد اصدرت مجموعة من رجال الدين الشيعة في الاحساء في المنطقة الشرقية بياناً ثمنوا فيه موقف مفتي المملكة الذي ندد بالهجوم واعتبر انه يهدف الى الفتنة، وبموقف القوى الامنية “التي بادرت الى محاصرة الجناة وتعقبهم حرصاً على إطفاء شرارة الفتنة والعبث بأمن واستقرار الوطن والمواطنين”.
وشدد المشايخ على “اللحمة الوطنية واستتباب الأمن وتفويت الفرصة على العابثين بأمن هذا الوطن العزيز وإخماد نار الطائفية البغيضة ونشر ثقافة المحبة والتسامح وبث روح الأخوة والاحترام بين مكونات هذا الوطن وتغليب المصلحة الوطنية العامة والتمحور حول القيادة الراشدة واجتثاث خطاب الكراهية والتحريض ولم الصف والتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان”.
اعفاء خوجة
الى ذلك، اصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الاربعاء أمراً ملكياً نص على ان “يعفى وزير الثقافة والاعلام عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة من منصبه بناء على طلبه” وتكليف وزير الحج بندر بن محمد حمزة أسعد حجار “القيام بعمل وزير الثقافة والإعلام بالإضافة إلى عمله”.
ويعد خوجة من أبرز المثقفين في السعودية وعمل في السابق سفيراً للمملكة في لبنان.
وكان خوجة نشر مساء الثلثاء عقب الهجوم الذي استهدف الشيعة في شرق البلاد تغريدة قال فيها “إن وزارة الثقافة والإعلام لن تسكت ازاء اي وسيلة اعلامية مقروءة او مسموعة او مرئية او رقمية تحاول النيل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره”.
كذلك، أعلن في تغريدة أخرى أنه أمر باقفال مكتب قناة “وصال” المعروفة بعدائها للشيعة، في الرياض و”منع أي بث لها من المملكة العربية السعودية”، مؤكداً ان القناة “ليست سعودية من الأساس”.
وتقع الاحساء حيث حصل الهجوم على الحسينية في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والتي تعيش فيها غالبية الشيعة الذين يمثلون نحو عشرة في المئة من سكان المملكة ذات الغالبية السنية.
وشهدت المنطقة الشرقية اعتباراً من 2011 حركة احتجاجات شيعية شبيهة بتلك التي شهدتها مملكة البحرين المجاورة.
وانزلقت الاحتجاجات الشيعية الى العنف عام 2012 عندما قتل 24 شخصاً، بينهم اربعة شرطيين على الأقل، بحسب ناشطين سعوديين.
وزادت التظاهرات بعد القبض على رجل الدين الشيعي الشيخ نمر النمر الذي تعتبره السلطات المحرض الاول على التظاهرات.
وحكمت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض في 15 تشرين الاول باعدام النمر، بتهمة “اشعال الفتنة الطائفية” و”الخروج على ولي الأمر” وغيرها من التهم.

السابق
القبض على 10 أشخاص خلال تظاهرة لـ«أنونيموس» في لندن
التالي
الحساب والمهانة