«النينجا» نشرها حزب الله لبثّ الطمأنينة بين جمهوره‎

اختير عناصر هذه القوة بعناية بحسب مصدر مطلع داخل "حزب الله"، واغلبهم أعمارهم صغيرة دون العشرين عاما، خضعوا لدورات عسكرية وبدنية مكثفة للحصول على القوّة والرشاقة اللازمتين  للتحرك السريع والفعال في مختلف الظروف القتالية، مهما كانت الظروف الجوية، ليلا ونهارا.

تفاجأ المواطنون في ضاحية بيروت الجنوبية  ظهر أمس الثلاثاء بانتشار عناصر مسلّحة ترتدي اللباس الاسود الكامل ويعتمر أفرادها خوذ عسكرية سوداء تخفي وجوههم، يقفون في بعض الطرقات التي جابتها مسيرات عاشوراء لا سيما في منطقة ملعب الراية محلة الصفير.

ومع ان التصوير ممنوع بأمر من أمن حزب الله في كل شوارع الضاحية في هذه المناسبة كما في الأحوال العادية الا باذن خاص،فأنّ موقع “الحدث نيوز” المقرب من حزب الله نشر حصريا صورا لعناصر هذه الفرقة وقد وقفوا بشكل استعراضي أمام “كاميرا” أحد مراسليها،الذي عاد وشرح لاحقا على صفحته في الفايسبوك ما نصه:

“هذه الصورة التقطت بعدستي وتظهر فيها فرقة جديدة لـ”حزب الله” نشاهدها للمرة الاولى ولم يتضح بعد اسم الفرقة او المهمة التي اوكلت اليها”. واضاف :” لوحظ انتشار الفرقة على طول الطريق المؤدية الى مسجد القائم وصولا الى اول الحدث”. ووفق المعلومات المتداولة فان هذه الفرقة تعتبر من فرق النخبة ومجهزة باسلحة متطورة وسريعة وعناصرها مجهولو الهوية. وذكرت معلومات ان الفرقة ترتدي خوذات رقمية ومجهزة بمعدات تستطيع كشف المواد المتفجرة”.

أحد الوجوه المقربة من حزب الله أفصح لموقع “جنوبية” عن ان هذه الوحدة يطلق عليها أفراد الحزب اسم فرقة “النينجا”، وهو اسم غلب على تصنيفها الرسمي كقوّة تدخل خاصة من عناصر النخبة، أنشئت بعد حرب تموز عام 2006، واختصاصها القتال الليلي في الدرجة الأولى، وكذلك القتال التلاحمي الذي يجري كحرب شوارع في المدن أوالجبهات المتداخلة، والدافع لانشائها كان نتيجة لما ظهر أثناء تلك الحرب من حاجة اليها، اذ ان تقدم القوات الاسرائيلية في المواجهة الميدانية المباشرة مع المقاومة كان يتم ليلا بسبب تجهيز جنودها بمعدات حماية ورؤية ليلية حديثة ومتطورة، في حين ان مقاتلي الحزب لا يملكون نظيرا لتلك الأجهزة، فكانوا يصمدون نهارا وينصبون الكمائن للقوات الغازية موقعين بين صفوفها خسائر جسيمة.

وقد اختير عناصر هذه القوة الخاصة بعناية بحسب مصدرنا، واغلب أعمارهم صغيرة في العشرين وما دون،خضعوا لدورات عسكرية وبدنية مكثفة للحصول على القوّة والرشاقة اللازمتين  للتحرك السريع والفعال في مختلف الظروف القتالية، مهما كانت الظروف الجوية، ليلا ونهارا. فالبزّات السود والخوذات ذات النظارات الداكنة التي شوهد أفراد وحدة “النينجا” يرتدونها أمس هي أولا مدرّعة مضادة للرصاص، وثانيا هي تمنع حرارة الجسم من الخروج فلا تعثر على من يرتديها الأجهزة الليلية العدوة التي تتبع حرارة الجسم، فلم يعد بالامكان كشف المقاومين وضربهم من قبل الدبابات والمروحيات الاسرائيلية المزوّدة بأجهزة رؤية ليلية، كذلك فان تلك الخوذات مزودة بمناظير حرارية تسمح بالرؤية ليلا، وبذلك يتكافأ ويتساوى تجهيز الوحدات الخاصة لحزب الله مع وحدات “جولاني” الخاصة لدى جيش العدو الاسرائيلي، وتنحسر الفجوة التكنولوجية بينهما.

وكشف المصدر أنّه ليس صحيحا ان تلك الخوذات مزودة بأجهزة كشف متفجرات وهو اختراع لم ير النور عالميا بعد، وأنّ سبب نشر هذه الفرقة بطريقة استعراضية سببه غاية معنوية تعبوية بحتة، لإظهار القوة والقدرة على بعث الثقة في نفوس جماهير حزب الله التي تتعرض لتهديد أمني اعلامي يومي من قبل اعداء الحزب الخارجيين كـ”داعش” و”النصرة” أوالناقمين على سياسته وتدخله العسكري في سوريا من خصومه في الداخل.

 

السابق
«الدولة الاسلامية» تنفذ المزيد من الاعدامات في دير الزور
التالي
فقدان 30 مليون ليرة من صندوق اتحاد بلديات صيدا