هل فعلا أفرجت السعودية عن الشيخ النمر؟

نمر النمر
عمّ الغموض قضية نبأ قرار الإفراج عن الشيخ النمر، اذ لم تؤكده أي وسيلة اعلامية سعودية، فاما ان يكون الخبر مستبقا من الوكالة الايرانية للضغط على سلطات المملكة، واما ان يكون قد صدر فعلا ولكن السلطات تؤخر اعلانه من أجل إمتصاص النقمة لدى الشارع السعودي المعبأ مذهبيا ضدّ الشيعة وايران.

ما ان أوردت وكالة “إيرنا” الإيرانية الرسمية، قبل يومين الأحد، نبأ إصدار العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، عفواً عن المعارض الشيعي الشيخ نمر باقر النمر، الذي حكم عليه بالإعدام في وقت سابق بعد محاكمته بتهمة إثارة الفتنة في البلاد، حتى عمت مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لناشطين سعوديين سلفيين وجة من الاستنكار الشديد لخبر اطلاق الشيخ الشيعي، وتساءل البعض منهم كيف يطلق سراح هذا الشيخ الرافضي ويبقى الآلاف من السجناء السنة المتشددين المسجونين لأسباب سياسية بالسجن، كما استنكر آخرون إطلاق سراح الشيخ النمر الذي يقوم بشتم السلطة على المنابر في المملكة ويحرّض الشيعة على الإنفصال، وذلك إرضاء لإيران أو خشية منها، بينما يقبع الشيخ السلفي المتشدد ذو الشعبية الجارفة محمد العريفي في السجن منذ شهر بسبب ما أسموه بعض الملاحظات والانتقادات البسيطة التي أدلى بها لمحطة الجزيرة حول تقصير جرى في تدبير شؤون الحج في بلاده هذا العام.

هذا وقد عمّ الغموض قضية نبأ قرار الإفراج عن الشيخ النمر، اذ لم تؤكده أي وسيلة اعلامية سعودية، فاما ان يكون الخبر مستبقا من الوكالة الايرانية للضغط على سلطات المملكة، واما ان يكون قد صدر فعلا ولكن السلطات تؤخر اعلانه من أجل إمتصاص النقمة لدى الشارع السعودي المعبأ مذهبيا ضدّ الشيعة وايران، وتذكي حالة التعبئة هذه ما يحدث من تذابح طائفي في العراق وسوريا واليمن وغيرها من دول الجوار، اضافة الى وجود حوالي 2500 معتقلا سياسيا في السعودية جلهم من السنة المتطرفين المتهمين بالانخراط والتعامل مع تنظيم القاعدة، وذلك مقابل عشرات من المواطنين الشيعة المتهمين باثارة شغب في المنطقة الشرقية من المملكة كما تقول احصاءات “هيومن رايتس واتش”، ما شكل حالة تحريضية إضافية لدى هؤلاء المتشددين.

ويربط محللون بين ما حدث أمس مساء ن هجوم دموي على احدى الحسينيات في مدينة الإحساء وبين حالة الإحتقان لدى المتشددين السنة التي خلفها نبأ قرار الإفراج عن الشيخ النمر، فقد نقلت وكالات الأنباء اليوم أن خمسة أشخاص قتلوا وجرح تسعة آخرون ليل الاثنين الثلاثاء أمس، بعد تعرضهم لنيران مجهولين في مدينة الإحساء شرق المملكة العربية السعودية.

وأكدت مواقع إخبارية محلية أن ثلاثة أشخاص ترجلوا من إحدى السيارات التي توقفت أمام حسينية يؤمها شيعة يحتفلون بمناسبة عاشوراء في مدينة الأحساء، ليقوموا بإطلاق النار بشكل عشوائي ضد المتواجدين.

وقضت محكمة سعودية في 15 أكتوبر الماضي بإعدام النمر، بعد اتهامه بإثارة الفتنة، واستهداف رجال الأمن، والتحريض على المظاهرات، وقالت المحكمة في حيثيات حكمها، عن النمر أن “شره لا ينقطع إلا بقتله”.

وأرسل رفسنجاني الأسبوع الماضي رسالة إلى العاهل السعودي، طالب فيها بإلغاء حكم إعدام النمر، فيما حذر كل من نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وخطيب الجمعة في طهران سيد أحمد خاتمي، وحزب الله اللبناني، من أن إعدام النمر قد يؤدي إلى “عواقب وخيمة”.

وفيما لم ينشر خبر الافراج عن الشيخ النمر الا الوكالة الفارسية المذكورة، وتتجاهله وسائل الإعلام في السعودية ، وترفض السلطات الرسمية تأكيد الخبر أو نفيه، تدخل قضية الشيخ الشيعي المعارض الموقوف منذ أكثر من عامين دائرة جديدة من المراوحة والانتظار، عنوانها المستتر هذه المرة هو الخوف من نقمة الارهاب السلفي “القاعدي” وليس الخوف من ثورة الأقلية الشيعية المضطهدة داخل المملكةالوهابية.

السابق
النص الكامل لكلمة الأمين العام لحزب الله
التالي
مجموعة من الحراك المدني توجهت الى رياض الصلح لقطع الطريق