همس في طهران: مَن سيخلف خامنئي؟

الخامنئي

طرحت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لمراسلها سعيد كمالي ديغان من طهران امس، تساؤلات عمن سيخلف آية الله علي خامنئي في منصب المرشد الأعلى؟
واشار الى ان صوره في المستشفى قبل إجرائه عملية جراحية في سبتمبر، جعلت الحديث عن الخلافة سرا مفتوحا، فنشر الصور يعني ان الدائرة المقربة منه كانوا قلقين.
ومع تراجع دور مجلس الخبراء الموكل بتعيين المرشد وفصله، يقال «المجلس سيستعيد سلطته مع وفاة خامنئي». وهناك 3 احتمالات: ان يقوم المجلس باختيار خليفة له، وان يكون خامنئي ترك وصية أو عيّن شخصا ليخلفه، والثالث  انتخاب شخص جديد.

مَن سيخلف آية الله علي خامنئي في منصبه كمرشد أعلى للجمهورية الإسلامية، أي المرجعية الأولى في البلاد؟ سؤال لا يجرؤ أحد على طرحه، ولكنّ صور خامنئي في المستشفى قبل إجرائه عملية جراحية في سبتمبر، جعلت الحديث عن الخلافة سرا مفتوحا.

وفي تقرير لمراسل «الغارديان» سعيد كمالي ديغان من طهران، جاء فيه: «في مجمع يتمتع بحراسة جيدة وسط طهران، مكان عادة ما يشار إليه بـ«البيت»، يعيش فيه الرجل البالغ 75 عاما، رجل تنتهي ولايته كمرشد أعلى للثورة الإسلامية بوفاته. حافظ خامنئي الذي كان رجلا ثوريا مرة، باعتباره السياسي الذي يملك السلطة النهائية، ولـ 25 عاما، ولكن الأخبار الأخيرة حول صحته أشعلت النقاش حول من سيحل محله، وماذا يعني لإيران».

ويقول ديغان: «يعتبر المرشد أقوى من الرئيس المنتخب، ويتفوق عليه في القرارات المتعلقة بالأمن القومي، وقضايا السياسة الخارجية الحساسة، وكذلك المحلية».

ويضيف الكاتب: «في سبتمبر أثارت صور لخامنئي في المستشفى، بعد عملية جراحة في البروستات، تكهنات حول خليفته. ورغم أن موضوع الخلافة يعتبر امرا محرما، ولكن برحيل خامنئي، فسيتغير مسار إيران المحلي والدولي، بعد ربع قرن من ولايته».

ويشير إلى أن «الكثيرين تساءلوا عن سبب سماح الدائرة المقربة من خامنئي بمناقشة تطورات صحته في العلن، خاصة أن إيران تخوض محادثات صعبة مع الغرب حول النووي».

وينقل التقرير عن علي أنصاري من جامعة سانت أندروز، قوله إن الصور كانت رسالة واضحة أن صحته جيدة، «ولها علاقة بأنهم -الدائرة المقربة- كانوا قلقين». ويضيف أنصاري: «تقول الصور لنا الكثير حول حالة القلق العام في النظام، فالناس قلقون من قيام من حوله بالمناورات ازاء المرض، لإسكات من يفكر بهذا، ولكن بطريقة مدروسة».

ويذكر التقرير أن خامنئي ينتمي إلى عائلة علم، فوالده كان عالما في الدين، وولد في زمن الحكم البهلوي، وصعد خامنئي من طالب في مدرسة دينية، ليصبح المرشد الأعلى عام 1989 بعد وفاة روح الله خميني.

ويذهب ديغان إلى أنه وبكلمات الكاتب الإيراني البارز أكبر غانجي، أصبح خامنئي «رئيس دولة إيران، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمنظر الأعلى».

ويتابع «كان مجلس الخبراء الموكل بتعيين وفصل المرشد، قد عيّن خامنئي، وبعد عقدين على وفاة الخميني، أصبح خامنئي لدرجة تحول فيها دور مجلس الخبراء إلى مؤسسة رمزية يعمل أعضاؤها كأتباع له، وجردوا من دورهم الاستشاري، رغم أنهم لا يزالون ينتخبون لعضوية المجلس».

ويكشف ديغان عن اعتراف محلل فضل عدم ذكر اسمه، أن المجلس سيستعيد سلطته مع وفاة خامنئي «علينا ألا نقلل من أهمية المجلس»، وأضاف: «في نهاية الأمر، فهم نفسهم الذين سيقومون باختيار القائد القادم، إلا إذا حصل انقلاب عسكري».

ويعلق الكاتب «يعيش المجلس مزاج المرحلة الانتقالية، فقد توفي محمد رضا مهدوي كاني، الذي كان قبل أسابيع رئيسا للمجلس، بعد إصابته بجلطة قلبية، ولن يتم اختيار المجموعة القادمة من الأعضاء إلا بعد أقل من عامين».

ويعقب المحلل «ما سيحدث بعد خامنئي يعتمد على طبيعة أعضاء المجلس في وقت وفاته، والقوى الحاكمة».

ويبين ديغان أن «أحمد جنتي، رجل الدين المقرب من خامنئي قد حذر الشهر الماضي من خطط عدد من الفصائل السياسية، والتي تخطط لدور مؤثر في المجلس القادم، ملمحا إلى أن مرجعيات دينية ناقدة للمؤسسة الحاكمة تأمل بدخول المجلس». وقال جنتي: «بعض الأفراد يريدون أن تكون لهم اليد العليا في المجلس المقبل»، وكان يتحدث مع قناة تلفزة، من دون تسمية أحد «لست متأكدا إن كانوا يتصرفون عن حسن نية».

ويرى أنصاري أنه «لو مات خامنئي غدا، هناك ثلاثة طرق لحل مشكلة الخلافة؛ الأولى سيجتمع مجلس الخبراء، ويقوم بتفعيل فكرة قيادة المجلس، والثانية فقد يكون خامنئي ترك وصية، أو عيّن شخصا ليخلفه، يعتقد أنه من الحلقة المقربة، أما الثالثة، فسيتم انتخاب شخص جديد بالطريقة التقليدية، وهذا الخيار أكثر إشكالية».

ويجد مراسل الصحيفة أن الأسماء المرشحة، والتي يتم تداولها في الأحاديث الخاصة، تقترح آية علي أكبر هاشمي رفسنجاني، والذي يعتبر من أهم السياسيين الذين نجوا وواصلوا مسيرتهم، ورغم كبر عمره، (80 عاما)، أكبر من خامنئي، إلا أنه يترأس مجلس الخبراء، وشغل منصب الرئاسة مرتين، وقاد مجلس الخبراء لفترة من الوقت.

ورفسنجاني استقال من مجلس الخبراء عام 2011، بعد ظهور نوع من الخلاف بينه وبين خامنئي حول ترشيح محمود أحمدي نجاد. وتراجع تأثير رفسنجاني في الفترة الأخيرة، وتعرض نجليه للسجن، وأفرج عنهما لاحقا. وفي 2013 سجل اسمه في قائمة المرشحين للرئاسة، لكن ترشيحه رفض من قبل المقربين من خامنئي. وينظر لرفسنجاني باعتباره مقربا للإصلاحيين والمعتدلين.

ويختم ديغان تقريره بالإشارة إلى الأسماء الأخرى، وتضم كلا من آية الله محمود هاشمي شهرودي، رئيس القضاء السابق، وآية الله محمد تقي مصباح يزدي، والذي يعتبر شخصية متشددة، وآية الله جوادي أمولي، عالم مشهور يقيم في قم، وآية الله إبراهيم أميني، وهو عالم مؤثر وعضو المجلس.

http://www.alqabas.com.kw/node/908300

السابق
لقاء سريّ بين ملك الأردن ونتنياهو
التالي
السعودية وفرنسا توقعان غداً عقد تسليح الجيش اللبناني