كوخافي يتسلم الجبهة الشمالية: المخاطر تكاثرت وهنا عين العاصفة

تسلم أمس في مراسم رسمية رئيس شعبة الاستخبارات السابق الجنرال أفيف كوخافي قيادة الجبهة الشمالية خلفا للجنرال يائير غولان. وأعلن رئيس الأركان الجنرال بني غانتس أن «المخاطر على الشمال تكاثرت، والجبهة هنا متفجرة ومركبة»، بينما قال كوخافي ان «الجبهة الشمالية توجد حاليا في عين العاصفة التي تهب على الشرق الأوسط».

وخلال مراسم التسلم والتسليم، أشار غانتس إلى أهمية قيادة الجبهة الشمالية، مؤكدا أن هذه الجبهة «كانت ولا تزال تتطلب جهوزية يومية وفعلا متحديا، ومرونة قصوى ويقظة دائمة من كل الضالعين فيها». وقال إن «المخاطر تكاثرت، وإننا نواجه هنا أعداء قدامى وجددا على حد سواء. وسنكون مستعدين للحظة، وحينما تحين، سنعمل بدقة وبالشدة المطلوبة».
أما كوخافي فأوضح في كلامه إدراكه تعقيدات الجبهة الشمالية، قائلا إن «التحديات كثيرة، وهي ازدادت وتعاظمت مؤخرا في منطقة القيادة. وأنا أتسلم قيادة بمستوى جاهزية عالية، وفق ما أتاحت الظروف والميزانية. وحجم المسؤولية واضح تماما لي، وأنا أشعر به في الساعات الأخيرة. إن الجبهة الشمالية تقع في عين العاصفة الجارية في الشرق الأوسط. كل هذا يضمن استمرار قلة الاستقرار في الحلبة. ومقابل كل التهديدات ينبغي لنا أن نقف في مهمة الدفاع في الأيام العادية والطارئة. سنواصل إعداد القوات ليوم الأمر وجل عملنا موجه لذلك». وقال إن المنطقة «غدت أشد إسلامية وأكثر عنفا. ومن الجائز أن تنضم إلى محور الشر المكون من حزب الله وإيران منظمات متطرفة في المنطقة وتتخذ إسرائيل هدفا لها».
وشدد على أن هذه «منطقة تتجلى فيها الصراعات بين الأديان، الطوائف والقوى العظمى، وهي تعبير عن منطقة تتشظى وتغدو غير مسيطر عليها، وأشد إسلامية وعنفا. وكل هذه تضمن استمرار انعدام الاستقرار في المنطقة».

ومعروف أن قيادة الجبهة الشمالية الإسرائيلية تشمل المسؤولية عن الحدود مع كل من لبنان وسوريا، في حين تخضع الحدود مع الأردن لقيادة الجبهة الوسطى. وسبق لكوخافي أن خدم قائدا للواء المظليين قبل أن يتولى رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية. كما تولى قيادة «فرقة النار» و«فرقة غزة» ورئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان.
تجدر الإشارة إلى أن ضابطا رفيع المستوى قال، قبل أيام، انه في أي حرب مستقبلية مع «حزب الله» فإن «مطار اللد (بن غوريون) وميناء حيفا سيغلقان في اليوم الأول للقتال، خلافا لعملية الجرف الصامد (الحرب على غزة)، حين أغلق المطار ليومين فقط».

وأشار الضابط، في حديث مع المراسلين العسكريين، إلى أن الجيش الإسرائيلي، وفي سعيه لجعل الحرب أقصر «سيضطر للعمل بكامل قوته، لكن التاريخ أثبت أن المساس بالبنى المدنية لا يخدم المصلحة الفورية للجيش الإسرائيلي». وشدد على أنه «ليس بوسعنا هزيمة حزب الله من الجو»، داعيا إلى «وجوب إعداد الجبهة الداخلية لسيرورات متواصلة». وامتدح الضابط أداء «حزب الله»، مشيرا إلى أنه «ليس صائبا القول إن حزب الله في ضائقة. لديه تحديات، وهو يواجهها، ويفعل ذلك بشكل يستحق الإشادة».

ويلحظ الجيش الإسرائيلي أن العام الأخير من ولاية الجنرال غولان شهد عودة «حزب الله» إلى النشاط العلني في الجنوب اللبناني وتنفيذه عمليات. وكانت قيادات عسكرية إسرائيلية قد حملت على الغرب ـ بقيادة الولايات المتحدة ـ لأنه اختار مهاجمة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» أبكر من اللازم، الأمر الذي ساعد «محور الشر في إيران وسوريا وحزب الله». وأوضح ضابط كبير وجود احتمال نشوب حرب في الشمال، مشيرا إلى أنها ستكون أقسى من حرب غزة. وقال ان قادة «حزب الله» سيكونون ضمن أهداف الجيش الإسرائيلي في «حرب لبنان الثالثة».

وخلال ولاية غولان، الذي يعتبر أحد المرشحين لمنصب رئيس الأركان، في قيادة الجبهة الشمالية دارت الحرب في سوريا، لكن إسرائيل استعدت مبكرا وغيرت من نظريتها الدفاعية في الجولان السوري المحتل. وجرى تحسين العقبات الحدودية القائمة على طول 80 كيلومتراً من الحمة جنوبا إلى جبل الشيخ. كما تم تشكيل فرقة لوائية جديدة مسؤولة عن الحدود، على شاكلة الفرقتين القائمتين قبالة غزة وجنوب لبنان.

من جهة أخرى، امتدح ضابط رفيع المستوى أمس «صمود» المستوطنين على الحدود الشمالية، قائلا إن «إخلاء المستوطنات مقاربة بائسة. هذه نظرة لا تناسب العصر الراهن، وأنا لا أرى أي ضعف لدى المستوطنات، وأعارض إخلاء السكان». وأضاف أن «حزب الله لن يكون أقل من حماس استخداما للسكان المدنيين لأغراضه، وهو سيحاول منع نزوح السكان شمالا. في حرب لبنان المقبلة سنضطر لتركيز أفضل قواتنا». ومع ذلك خلص الضابط للقول انه «ليس لحزب الله مصلحة في مواجهة إسرائيل، لذلك لا حاجة لإعادة حماية المستوطنات في الشمال. لا مبرر لذلك. هذا عبء على المؤسسة الأمنية».

السابق
فياض :المثالثة اشاعة مغرضة والمؤتمر التأسيسي غير مطروح
التالي
عدالة لبنان الانتقالية: أيّ انتقال؟