الفقر هو إرهاب صيدا القديمة.. و«مخازن الأسلحة» مجرّد بواريد

صيدا
انتشرت اخبار عديدة في الايام الماضية عن مداهمات نفذتها القوى الامنية في البلدة القديمة لمدينة صيدا. قيل ان المداهمات اسفرت عن ايقاف عدد من الارهابيين. في البلدة القديمة القصة مختلفة ومشكلة التطرف هو الوضع الاجتماعي السيء.

داهمت قوى من الأجهزة الأمنية مساء الاثنين الماضي عدداً من المنازل في البلد القديمة – صيدا، واعتقلت الشاب مالك أ. للاشتباه بانتمائه إلى مجموعة إسلامية متطرفة. وفرّ عدد من الأشخاص الذين قيل إنّ الأجهزة الأمنية في صدد اعتقالهم.كما نشرت وسائل الإعلام خبر المداهمة والاعتقال وأن الأجهزة الأمنية اكتشفت مخزناً للسلاح وتوسعت بعض وسائل الاعلام في الخبر لإعلان أنّ المعتقل عضو في خلية إرهابية تخطط لتفجير أحد المراكز الدينية وأحد المراكز الأمنية في المدينة.
لكن أهالي المدينة تداولوا معلومات أخرى عن الموضوع تناقض المعلومات التي نشرتها بعض وسائل الإعلام. فمستودع الأسلحة المكتشف ليس إلا بندقية واحدة يمكن ايجادها في أي منزل لبناني أو فلسطيني مقيم في لبنان. ويضيف بعض الأهالي ان الشاب المحتجز ملتزم دينيا وكان من أتباع الشيخ الهارب من وجه العدالة والمحكوم بالإعدام أحمد الأسير. لكنه ليس في وضع يؤهله لأن يترأس خلية إرهابية كما قالت بعض وسائل الإعلام. فما هو حقيقة الوضع في البلد القديمة؟ والبلد القديمة هي جزء من مدينة صيدا تطل على شاطئ البحر يعود معظم مبانيها إلى القرنين السادس والسابع عشر. يسكنها حالياً نحو 12 ألف شخص، نحو 55 % منهم فلسطينيون. لكنّ نسيجها الاجتماعي يشهد اندماجاً بين اللبناني والفلسطيني، بعد الأزمة السورية لجأت إليها عدد من العائلات السورية. لكن لا وجود أمني رسمي علني فيها، لا يوجد مخفر مسؤول عنها بشكل مباشر.
يقول أحد الأساتذة، وهو يعيش في البلد القديمة منذ ولادته: “الوضع في البلد القديمة لا يحتمل، السلطة تدير ظهرها عنها، لا اهتمام بها ولا بأهاليها توجد مدرسة لبنانية واحدة وأخرى فلسطينية، تتصرف السلطة وكأنها منطقة خارج السيطرة الرسمية، تتعاطى معها أمنياً، وتتبارى الأجهزة الأمنية في تجنيد الشباب للعمل كمخبرين لديها من دون تكليف النفس بوضع خطط تنموية لها”.
ويضيف: «تنقل وسائل الإعلام أن صيدا القديمة باتت مركزاً لتجارة المخدرات وتوزيعها وأنّ عدداً كبيراً من الشباب يتعاطى المخدرات على أنواعها، ونعرف أن جهاز مكافحة المخدرات يدقق دورياً مع المتعاطين. لكن أحداً لا يشغل باله كيف تصل المخدرات إلى البلد القديمة وهي محددة المداخل والمخارج، وكيف يلقي القبض على المتعاطين، ويفر الموزعون والتجار؟». ويزيد: «البعض يطرح في غرف مغلقة أفكاراً تتعلق بإمكانية إيجاد شركة عقارية على شاكلة سوليدير لتنمية البلد القديمة. ويبدو أن عدداً من سماسرة العقارات ينشط في هذا المجال، وتطرح على عدد من المالكين بيع عقاراتهم خصوصاً تلك المطلة على الواجهة البحرية».
يتدخل (م.ظ) قائلاً إنّ “بعض السماسرة اشترى عقار لأحد الجيران، لكني لن أبيع الآن، سأنتظر ارتفاع الأسعار المعروضة”. فيعود الأستاذ ليوضح: «السلطة ليست مهتمة، وأصحاب الأموال يسعون إلى صفقات عقارية، أما منظمات المجتمع الأهلي والمدني، فهي تنشط ضمن خطط الزعامات السياسية وآخر همها أهالي البلد». ويختم: «أما الأحزاب فقد تبخرت في الوسط اللبناني وحتى تأثير “فتح” في الوسط الفلسطيني قد تضاءل، أما أتباع حزب الله الذين يلتحقون بسرايا المقاومة فهم عناصر يمكن أن تنقل البندقية من كتف إلى آخر تبعاً للمبالغ المدفوعة ولا علاقة بها بالمقاومة أو بخيار المقاومة أصلاً».
ويرى الأستاذ: «يبقى الجامع هو المكان التي بات أكثرية الناس تلجأ له، لكن للأسف فإن رجال الدين الموجودين، يروجون لنفس الثقافة الدينية الشعبية السائدة، ولم يقدموا إلا خطاباً مذهبياً يرون فيه رداً على خطاب تعصبي آخر». ويقول «لكنهم يجهلون أن الرد على الخطاب التعصبوي هو الخطاب الوطني الجامع الآن في صيدا القديمة، الخلاف من بدأ خطابه التعصبوي قبل الآخر». ويضيف «يشعر أهالي البلد القديمة بمظلومية زادتها ما قبل عن اعتقال مئات الشباب في الشمال للشبهة، هناك مظلومية لا تزيلها سوى دولة وطنية تكون للجميع. يسأل: «هل تريد أن تسمع آخر خبرية: أن سبب محاولة اعتقال (أ.ن) لأنه انتقد سياسة الأجهزة الأمنية وممارستها في الشمال وبشكل علني أمام عدد من الأشخاص يبدو أن بينهم من يملك خط هاتف “مجاني”.

السابق
بالفيديو: هكذا يبيع داعش الإيزيديات في سوق السبايا
التالي
نهاية الثورة في إيران تنذر بانفراجات في المفاوضات النووية