السيد نصر الله وظهور الامام المهدي: تصويب وتصحيح لمفاهيم خاطئة

قاسم قصير

خصّص امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ثلاثة خطب من خطب عاشوراء للحديث عن موضوع الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ،وتحدث السيد نصر الله بشكل مركّز حول علامات الظهور وما ينتشر في بعض الاوساط الاسلامية عامة والاوساط الشيعية خاصة من مفاهيم ومعتقدات  تحاول ان تربط بين الاحداث السياسية الانية والامام المهدي ، او تحاول الربط بين بعض القيادات الدينية والسياسية والشخصيات التي يجري الحديث عنها من ضمن علامات الظهور كالسفياني او اليماني او الخراساني.

وللمرة الاولى يتحدث فيها السيد حسن نصر الله بهذا الوضوح والصراحة وبشكل مفصل وبشكل علني، مع ان السيد نصر الله ومن قبله الامام الخامينيء قد تحدثا عن هذا الموضوع في بعض الجلسات الخاصة او عبر اطلالات اعلامية محدودة.

وقد حرص السيد نصر الله في خطاباته العاشورائية الثلاثة على الرد على كل من يحاول ربط الاحداث السياسية الانية بموضوع ظهور الامام او ربط دور حزب الله وقتاله في سوريا بهذا الموضوع ،كما ندّد بشكل غير قاسي بكل الذين يجلسون فقط للبحث في علامات الظهور دون ان يلتفتوا لما يجري من تطورات واحداث ولا يعملون بشكل صحيح لمواجهة هذه التطورات.

هذه الاطلالة للسيد نصر الله اضافة لحديثه العاشورائي السابق عن ملف المجموعات الاسلامية المتشددة وضرورة الحوار معها وعدم الاكتفاء بقتالها او مواجهتها امنيا وعسكريا، اضافة لما نقل عن السيد نصر الله في لقائه بالعلماء والمبلغين قبل بدء احياء عاشوراء والتي دعا فيها للابتعاد عن كل ما يثير الفتنة المذهبية، كل ذلك يؤشر لوجود رؤية جديدة لدى الحزب وقيادته حول كيفية مواجهة التحديات الفكرية والسياسية والاستراتيجية التي يواجهها الحزب اليوم، وهذه الرؤية تركز على ضرورة دراسة الاوضاع بعمق بعيدا عن المواقف المسبقة والابتعاد عن كل ما يثير الخافات المذهبية.

طبعا لا يمكن الاكتفاء بمواقف السيد نصر الله وما طرحه من افكار مهمة ان حول الامام المهدي او مواجهة التيارات الاسلامية المتشددة للقول اننا امام متغيرات غير تقليدية على صعيد مقاربة الحزب للاوضاع في لبنان والمنطقة ، لان المطلوب ايضا اعادة النظر برؤية الحزب بشأن كل الاوضاع في المنطقة والدعوة الى تسويات سياسية شاملة تنهي كل الصراعات في المنطقة وخصوصا في سوريا.

لكن في الوقت نفسه يجب توجيه التحية للسيد حسن نصر الله على جرأته ودقته في مقاربة هذه الموضوعات ويجب دعوة مؤسسات الحزب لتعميم هذه الثقافة بكل الوسائل والعمل وفقا لهذه الرؤية السليمة وقد يكون ذلك مدخلا لتصحيح العديد من المفاهيم والمعتقدات السائدة في الاوساط الشعبية والتي تتعارض مع الفكر الاسلامي الصحيح.

انها دعوة صريحة للمراجعة والنقد وقد بدأها السيد نصر الله شخصيا.

السابق
فضائيّة «السوري الحرّ» صارت… «منارة الخلافة»
التالي
«بطل لبنان يوسف بك كرم» طابع بريدي جديد