محمد همدر: من بلاد جبيل الى البيرو خدمة لولي الفقيه‏

واذ يغرق حزب الله في المستنقع السوري بناء على توصيات الاخ الاكبر الايرني من اجل منع محور الممانعه من السقوط، لا يبدو ان الحزب بوارد التخلي عن تلك المهمة التي ادمن عليها وجعلته الفتوة الايراني الاول المستخدم في المنطقة والعالم.

يتساءل اللبنانيون، والشيعة منهم خاصة عن السبب الذي يدفع بحزب الله للذهاب بعيداً فيجوب أقطار العالم في مهام أمنية عسكرية من شأنها تأكيد صفة الارهاب التي اطلقتها أميركا عليه، وأيدتها أوروبا التي منحت تلك الصفة البغيضة لـ”جناحه العسكري” قبل ثلاثة أعوام تقريبا.

فبعد اتهام حزب الله بتفجير”بورغاس “في بلغاريا قبل سنتين ونصف والتي استهدف حافلة إسرائيلية موقعا فيها قتلى وجرحى، ليتبين لاحقا حسبما أعلنت بلغاريا وفرنسا، ان واضع هذه المتفجرة لبناني شيعي منتسب لحزب الله اسمه محمد حسن الحسيني ويحمل الجنسية الفرنسية أيضا قتل في الانفجار، يأتي اليوم ما أعلنه جهاز مكافحة الإرهاب في البيرو على توقيف متعهم آخر من حزب الله وهو لبناني شيعي أيضا واسمه محمد همدر وعلم موقع جنوبية أنه من بلدة بشتليدا قضاء جبيل وعمره 28 عاما، وذلك بعد ان عثرت الشرطة التي راقبته منذ أربعة أشهر بالتعاون مع الموساد الاسرائيلي الذي كان يراقبه منذ سنوات حسبما ذكرت المعلومات.

هذه المعلومات أكدتها أيضا أهم صحف البلاد وأكثرها انتشاراً، وهي “لا ريبوبليكا” المقربة من الأجهزة الأمنية، وزادت عليها أن أمادار “مولود في 1986 بلبنان، وفق الوارد في جواز سفره” وعاد إلى البيرو ثانية في 8 تموز الفائت “قادماً من سان باولو في البرازيل” التي يبدو أنه جاءها من الولايات المتحدة.مؤكدة انه عثر على آثار مادة “TNT” الشديدة الانفجار بين نفايات منزل يقيم فيه اللبناني المذكور بعاصمة البلاد، ليما، فاقتحموا عليه البيت واعتقلوه، ونشروا معلومات بأنه “عضو في حزب الله” اسمه Muamad Amadar (محمد همدر) ، وكان تحت المراقبة قبل اعتقاله “بعد معلومات وصلت بشأنه من الموساد الإسرائيلي.”

وأمس أيضا أكدت وسائل الاعلام الاسرائيلية الخبر، وأبرزت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اعتقال السلطات في العاصمة البيروفية، ليما، لـ محمد همدر، بتهمة انتماءه إلى تنظيم “حزب الله” اللبناني، وتخطيطه لأعمال تفجيرية ضد السفارة الإسرائيلية وبعض التجمعات اليهودية الأخرى.

ونقلت “هآرتس” أنه تم العثور على مواد تفجيرية تستخدم في صناعة العبوات الناسفة، ولم يؤكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ما أوردته “لا ريبوبليكا” عن تعاون الموساد في نقل المعلومات.

لا يبدو ان حزب الله بوارد التخلي عن مهمته التي اوكلت اليه بعد تحرير الجنوب عام 2000، وهي اضطلاعه بدور أمني خارجي لصالح ايران التي تخوض صراعا اقليميا من أجل السيطرة على أكبر بقعة ممكنة في الشرق الاوسط العربي، والتي تقتضي مد أذرعة أمنية عسكرية في عدة بلدان منها العراق ومليشياته الشيعيه كمنظمة بدر وغيرها ،وسوريا ولبنان مع حزب الله، وغزة في فلسطين مع حماس، واليمن ومن تدعمهم من الحوثيين، اضافة الى صراع مخابراتي دخلته مع اسرائيل مع اغتيال عدد من علماء الذرة الايرانيين قبل عامين في طهران من قبل الموساد استوجب ردا ايرانيا برأي القيمين على سياستهم الامنية، ولكن طبعا عن طريق حزب الله اللبناني الجاهز لهذه الغاية، فكان تفجير بلغاريا ومحاولة التفجيرات في تايلند العام الفائت التي اعتقل فيها لبنانيون شيعة أيضا قبل تفجير كان مقررا ان يستهدف مصالح اسرائيلية، والان تبدو نسخة ثانية أيضا فاشلة مكررة عن تايلند مع نجاح للمخابرات الاسرائيلية مرة ثانية في الاطباق على احد المتهمين قبل قيامه بالعملية الامنية المزمع تنفيذها.

واذ يغرق حزب الله في المستنقع السوري بناء على توصيات الاخ الاكبر الايرني من اجل منع محور الممانعه من السقوط، لا يبدو ان الحزب بوارد التخلي عن تلك المهمة التي ادمن عليها وجعلته الفتوة الايراني الاول العامل في خدمة “ولي الفقيه” في منطقتنا العربية والعالم اجمع.

السابق
67 قتيلا في مجزرة جديدة لـ’داعش ‘بحق عشيرة ‘البو نمر’
التالي
مجلّة المهدي لأطفال حزب الله: دليل الناشئة الحربي