الديار: بعد الشمال هل تعود السيارات المفخخة؟

فان مفخخ يجري تفكيكه

على صعيد الوضع الامني، فقد ابدت مصادر واسعة الاطلاع على عمل القوى الارهابية خشيتها من ان تعود هذه القوى، وبعد الضربة التي تلقتها في طرابلس وصيدا وفرار المسؤولين عن الخلايا وتشتتهم، الى اسلوب السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة، لانه من المستحيل ان تلملم هذه القوى اوضاعها قبل سنتين واكثر، وبالتالي فان المشروع التكفيري سقط باقامة امارة في الشمال وتأمين منفذ بحري لـ”داعش”. كما ان الضربة العسكرية في طرابلس وصيدا ستصيب بالاحباط المسلحين في جرود عرسال وعنجر وبيروت ومخيماتها.
وبالتالي تخشى المصادر من عودة هذه القوى الى الاسلوب التقليدي في عملها عبر السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة، خصوصا ان هذا الاسلوب الارهابي طغى على المشهد اللبناني منذ 3 أشهر، واحدث قلقاً وارباكاً عند كل اللبنانيين، وشللاً وجموداً في مختلف المرافق، بالتزامن مع استنفار امني طوال الليل والنهار، وادى الى استنزاف الجيش واستنفار كامل لدى حزب الله، وبالتالي حقق مبتغاه نوعاً ما.
وتشير المعلومات الى ان ابو بكر البغدادي ارسل رسالة الى المسؤولين عن “داعش” في لبنان وصفهم فيها بغير “الكفوئين”، والانجرار الى اعمال “صبيانية” وجعل الجيش اللبناني يخوض حرباً استباقية ضدهم وجرهم الى المعركة بتوقيته، واشار البغدادي في رسالة نشرتها مواقع الكترونية تابعة لتنظيم الاسلام الى ان البغدادي كان يريد تأجيل المعركة واحتلال مناطق حتى استكمال العدة للمواجهة المفتوحة مع الجيش وحزب الله. وبالتالي كان على مسؤولي “داعش” في لبنان، الذين كان البغدادي قد اعطاهم حرية التصرف في تحركاتهم واعمالهم، ان يبقوا على اسلوب السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة حتى تأمين احتياجات المواجهة خلال الاشهر المقبلة.
ولذلك، فان المصادر المطلعة والعليمة تضع خيار العودة الى اسلوب السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة في اعتباراتها، وتتعامل معه على انه احتمال جدي.
ولذلك تؤكد المصادر، ان الاجراءات الامنية في الفترة الاخيرة مستندة الى معلومات مؤكدة عن تجهيز سيارات مفخخة وتدريب نساء على عمليات انتحارية. وتم اعتقال واحدة منهن خديجة حمد من عرسال التي اعترفت بالتحضير لعملية انتحارية. فيما وزعت وثيقة امنية عن احتمال قيام امرأة من “داعش” وتدعى نوال علي كامل من القلمون بارتداء حزام ناسف واستهداف مقام السيدة خولة في بعلبك.
كما نشرت الوثيقة لائحة بسيارات مشبوهة، من بينها اليات عسكرية، بالاضافة الى سيارة مرسيدس 230 لون اخضر ومرسيدي (300) لون بني، يقودها شخص متنكر بثياب امرأة وسيارات لـ”النصرة” من انواع لاندروفر، بيك اب، ناقلة جند M113 عدد 5، شاحنة، كاماز.
ولذلك تؤكد المصادر العليمة ان الاجراءات الامنية الاستثنائية تتصاعد وتصل الى ذروتها ايام التاسع والعاشر من عاشوراء، حيث اتخذ قرار بمنع سير الدراجات ليلا. وكذلك المواطنون السوريون خصوصا ان التحقيقات كشفت ان معظم العناصر الارهابية هم من الجنسية السورية. ويسكنون في تجمعات النازحين السوريين، وان التطورات العسكرية في طرابلس وعكار كشفت ان معظم المقاتلين الميدايين هم من السوريين، وهم اشخاص مدربون ويجيدون القتال بعكس اللبنانيين، وحتى ان قيادة المجموعات تعود الى سوريين. وتشير المصادر الى انه اذا كان عدد النازحين السوريين مليون ونصف نازح سوري، فليس مستغربا ومفاجئا ان يكون بينهم 50 او 60 الف مسلح على اقل تقدير. وهؤلاء ينتظرون اشارة ما للتحرك او اي تطور ايجابي لمصلحة المعارضة في سوريا، وتحديدا في دمشق وريفها.
وتكشف المصادر العليمة والواسعة الاطلاع، ان خلايا كانت ستتحرك في مجدل عنجر وجرود عرسال ومحيط مخيمات بيروت وشبعا، بالتزامن مع تفجير الاوضاع في طرابلس، لكن تحرك الجيش السريع والحسم العسكري هددا الخلايا واسقطا المخطط الارهابي وامارة الشمال، ولو تأخر الحسم لساعات فقط لكانت الامور ربما اخذت طريقا معاكسا.

السابق
السفير: بصمات المولوي ومنصور على عبوات التبانة
التالي
المستقبل: الراعي «يبقّ البحصة» معلناً رفض «المثالثة» و«التأسيسي»