ندوة عن الإمام الحسين في يارين

قامت جمعية مجلس أعيان إئتلاف الخير (يارين، مروحين، البستان، الظهيرة، الزلوطية، أم التوت) ندوة فكرية تحت عنوان “الإمام الحسين في الفكر الإنساني”، وذلك في قاعة مسجد صلاح الدين في بلدة يارين الحدودية بحضور مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال ممثلا بالشيخ عصام كساب، مفتي صور الجعفري القاضي الشيخ حسن عبد الله، عضو قيادة منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الشيخ علي خشاب، رئيس أبرشية صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج بالإضافة إلى عدد من علماء الدين من مختلف الطوائف الدينية وفاعليات وشخصيات وحشد من المهتمين.

وقد ألقى الشيخ عصام كساب كلمة بإسم المفتي الحبال، اعتبر فيها “أن الناس في زمن الإمام الحسين كانوا ينتظرون منه الموقف الذي يوضح المسلك الرشيد لأنه كان سيد عصره وكانت أنظار الناس إليه وهو الممثل الأول والأهم للمنهج النبوي، فكان لا بد لهم من قائد يقودهم إلى الإصلاح والتجديد للمحافظة على الإرتقاء، وكان أفضل من يقوم بذلك هو الإمام الحسين، وإما أن يكون الخيار الآخر وهو الشهادة في سبيل الله وفي سبيل حفظ المنهج وهي التي تسببت بهزة عنيفة أيقظت الأمة من الغفلة التي وصلت اليها وهنا يكمن سر ثورة الإمام الحسين”.

بدوره مفتي صور الجعفري القاضي الشيخ حسن عبد الله ألقى كلمة أكد فيها “أن الإمام الحسين هو منهاج بحد ذاته سار عليه هو وسار عليه من تبعه من المسلمين بعده، فلا يجوز احتكار منهج الإمام الحسين حيث يعتبر البعض أنه له حصرية الإنتماء إلى الإمام الحسين وهذا أمر يمكن أن نسميه الحب السلبي وهذا من الأمور التي أساءت لسيد الشهداء بحيث أنه يطرح بما يملك من مشاريع ورؤى للأمة على صعيد ضيق فيما الأمة جميعها بحاجة إلى نقاط إصلاح.

وألقى رئيس أبرشية صور للموارنة سيادة المطران شكر الله نبيل الحاج كلمة قال فيها :”إننا عندما نأتي لزيارة الإمام الحسين الذي افتدى أمته ودفع في سبيل عزتها وكرامتها واصلاحها دماءه الزكية فنحن كطائفة مسيحية لا نأتي فقط لنبكي مظلوميته بل لنستنير من سيرته ونكرّم قربان شهادته التي قدمها فداء عن الجميع، معتبرا “أن كربلاء هي مساحة فسيحة للتلاقي بين جميع اللبنانيين”، مؤكدا “أن ما من أحد من أهل الإيمان والوجدان الصادق إلا ويقف إلى جانب الإمام الحسين لأنه يمثل الحق والخير والصلاح والإصلاح ويبغي تعديل المسارات لتصبح أكثر عدلا وعدالة وينادي بالمعروف وينهى عن المنكر”.

ورأى الشيخ خشاب “أن المرتكزات والضوابط والوسائل التي تستخدم اليوم مشابهة لتلك التي كانت ما قبل 1375 سنة وقت حدوث الواقعة الفاجعة لكربلاء أبي عبد الله الحسين وهذا يدل على أننا جميعا مدعوون لصهر الطاقات والقدرات في سبيل التوحد ورص الصفوف، وهو الأمر الذي يمثل الحسين مدعاة له”، مشيرا إلى “أن هذا التنوع الوطني اللبناني الإسلامي المسيحي وهذا الاختلاف بين المذاهب والطوائف على صعيد الوطن هو أمر طبيعي ويجب المحافظة عليه لأن الاختلاف على صعيد الإنسانية هو نتاج تنوع القدرات والإمكانيات والطاقات التي إن تجمعت أنتجت ناتجا إنسانيا هاما وهو بناء الإنسان”.

السابق
باسيل رئيساً أو عون ممراً إجبارياً؟
التالي
العرب وأميركا: من سلاح النفط إلى سلاح داعش