مناخ التواصل الدولي الاقليمي يخيم على اجواء الداخل ويمهد للحلول

فرضت التطورات والتحولات الاقليمية والدولية المتصلة بأزمات المنطقة والملف النووي الايراني نفسها عنصرا ضاغطا على مجمل المشهد اللبناني الذي بدأت رياح التغييرات تلفحه وتوجب الانتقال من مرحلة الاتهامات والمواقف النارية الى حقبة الهدوء والتواصل تمهيدا للحوار والتسويات.

وفي انتظار التبديل الايجابي المأمول على مستوى الازمات الداخلية عموما في انعكاس لمشاريع الحلول الاقليمية الجاري العمل على انضاجها في دوائر القرار، ادرجت اوساط سياسية مراقبة مواقف الرئيس سعد الحريري الاخيرة المتضمنة انفتاحا على الحوار ومد اليد للطرف الآخر في خانة بدء تحريك ملف الانتخابات الرئاسية انطلاقا من المحادثات التي اجراها الحريري مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال لقائهما في روما بتحريك الملف الرئاسي مباشرة بعد التمديد للمجلس من خلال اجتماع قوى 14 اذار والاعلان عن مرشح توافقي. واشارت الى ان الرئيس الحريري عازم على تفعيل الخطوات في هذا الاتجاه غير ان السؤال يبقى مطروحا حول مدى جهوزية الفريق الآخر، وما اذا كان نضج المناخ الاقليمي الكفيل بنقل حزب الله وحلفائه من محور عرقلة الانتخابات الرئاسية عبر عدم تأمين نصاب الجلسات الى ضفة السير بها، بعدما كان رفض سلسلة دعوات مد اليد وخريطة طريق زعيم تيار المستقبل خلال شهر ومبادرة قوى 14 اذار الاخيرة.

لكن المصادر اشارت الى ان حزب الله يبدو متجها الى طريق التهدئة، بدليل ان مواقف الامين العام السيد حسن نصرالله وما سبقها وتلاها في المرحلة الاخيرة، اتسمت بالتهدئة والليونة، حتى بعد خطاب وزير الداخلية نهاد المشنوق الشهير في ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن، بما يؤشر وفق المصادر الى ان ارضية الحوار باتت ممهدة لاطلاقه عند اشارة الضوء الاخضر الاقليمي وانطلاق قطار التسويات.

وفي السياق، علمت “المركزية” ان عددا من قيادات تيار المستقبل توجه الى العاصمة الفرنسية للاجتماع بالرئيس الحريري والتشاور معه في تطورات المنطقة عموما، وانسحاب مفاعيلها على الداخل بعد التمديد للمجلس النيابي. وكان الحريري قبل اجتماعه بالراعي وعندما زار الاليزيه طلب من الرئيس فرنسوا هولاند بذل جهوده مع الجانب الايراني من اجل اقناعه بتسهيل الانتخابات الرئاسية وتلقى منه وعدا بسعي فرنسا لبلوغ هذه النقطة. وفي المعلومات المتصلة التي حصلت عليها “المركزية” ان مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو سيتوجه الى طهران قريبا حاملا مجموعة ملفات للتشاور فيها مع المسؤولين الايرانيين تتناول العلاقات الثنائية والملف النووي، اضافة الى الوضع اللبناني وازماته المتشعبة والدور الممكن ان تلعبه ايران من اجل تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية.

السابق
الموفد القطري في عرسال ينتظـر جواب الحكومة
التالي
الولايات المتحدة تقدم مساعدات جديدة إلى المدارس والمستشفيات اللبنانية