عريجي ممثلا سلام في افتتاح معرض الكتاب الفرنسي

افتتح رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ممثلا بوزير الثقافة روني عريجي والسفير الفرنسي باتريس باولي، بالتعاون مع نقابة مستوردي الكتب، معرض “الكتاب الفرنسي”، في دورته ال21، بعنوان: “كلمات وحكايات”، في “مركز بيروت للمعارض – بيال”، والذي يستمر حتى 9 تشرين الثاني.

حضر الافتتاح وزير الإعلام رمزي جريج، سفراء: الاتحاد الاوروبي أنجلينا إيخهورست، كندا هيلاري تشيلدز آدامز، بلجيكا ألكس لينارت، سويسرا فرنسوا باراس، إيطاليا جيوسيبي مورابيتو، ألمانيا كريستيان كلاجس، ورومانيا فيكتور مرسيا، النائبان عاطف مجدلاني وفؤاد السعد، رئيس المجلس الاقتصادي – الاجتماعي روجيه نسناس، النائب السابق سمير عازار، ممثلة الأمين العام للمنظمة الفرنكوفونية عبدو ضيوف ريجين لافوا، السيناتور الفرنسية كريستيان كمرمان، نقيب الاطباء أنطوان البستاني، المدير العام لشركة “سوليدير” منير دويدي، عضو لجنة الحوار الاسلامي – المسيحي محمد السماك، مستشار الرئيس الحريري داود الصايغ، المستشار السابق لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا، مديرة معهد “باسل فليحان المالي” لميا مبيض، مدير المعهد العالي للأعمال ستيفان أتالي، ورئيس مؤسسة “عامل” كامل مهنا وحشد من الهيئات الاجتماعية والثقافية والتربوية.

نوفل
بعد النشيد الوطني، وكلمة تقديم لمدير المركز الفرنسي هنري لوبروتون، ألقى رئيس نقابة الناشرين سامي نوفل كلمة تحدث فيها عن “أهمية الكتاب”، وقال: “يجمعنا الكتاب في كل سنة للتفكير والتأمل والترفيه، وهو لا يتركنا غير مبالين، لأنه رفيقنا المميز ويخرجنا من الوحدة. ونحن في مهنتنا فخورون بنشر الكتب، وبالمحافظة على الفرنكوفونية، وهذا المعرض عني بالمحاضرات والندوات”.

لافوا
ونقلت لافوا تحيات عبدو ضيوف الذي أشار إلى أن “هذا المعرض، هو المكان المميز الذي يشكل احتفالا كبيرا بالكتاب الفرنكوفوني في لبنان”، وشدد على المكانة المميزة للبنان في قلب الفرنكوفونية، والاصدارات المهمة باللغة الفرنسية التي تعبر عن حيوية هذه اللغة”.

وقالت: “يشكل الأدب استراتيجيات المنظمة التي تدعم الثقافة وقطاعات السينما والتلفزيون. وإن جائزة القارات الخمس التي انطلقت منذ أكثر عشر سنوات، تعكس غنى اللغة الفرنسية وتنوعها. وهذه الجائزة منحت في لبنان عام 2009 في معرض الكتاب الفرنسي في بيروت، وستمنح في الأسابيع المقبلة على هامش القمة الفرنكوفونية في داكار إلى كامل داود، وهي مرشحة لجائزة “غونكور و”رونودو”.

واشارت الى ان “التعاون الفرنكوفوني مع لبنان لم يتوقف أبدا في لبنان، فمنذ عام 2010، يتمحور التعاون حول الاتفاق اللغوي الذي وقعه رئيس الجمهورية اللبناني والأمين العام عبدو ضيوف”.

باولي
من جهته، أعرب السفير الفرنسي عن سعادته بافتتاح هذا المعرض، وقال: “إنه موعد ينتظره الجمهور اللبناني وعشاق الكتاب والكلمات والصور”.

وأشار إلى أن المعرض “سيتضمن هذه السنة مجموعة من اللقاءات، وأكثر من 200 توقيع كتاب و100 طاولة مستديرة سيتحدث فيها مهنيون وناشرون وناقدون”، وقال: “إن المعرض يستضيف أيضا طلابا من اليمن والعراق والسودان وسوريا وفلسطين وجيبوتي ومصر والإمارات العربية المتحدة ولبنان، وهم سيقدمون جوائز، منها جائزة “لائحة غونكور – خيار الشرق”، وهذا يشكل مناسبة للتعبير كم أن هذا المعرض هو مكان للحوار تماما كمدينة بيروت التي هي جسر يربط بين الثقافات واللغات”.

ولفت الى ان “الفرنكوفونية ليست مساحة لغوية فقط، بل هي جماعة تربطها قيم مشتركة. وفي وقت تجتاح فيه الحروب المنطقة، مهددة بخنق صوت الكتاب، وفي وقت يواجه فيه لبنان التحديات، من المهم إعادة تأكيد قيم التسامح والحوار والتنوع، فهذه القيم بني عليها لبنان، وهي مصدر قوته”.

عريجي
والقى عريجي كلمة قال فيها: “يفتخر لبنان باستضافة معرض الكتاب الفرنكوفوني بدورته الواحدة والعشرين في العاصمة بيروت برعاية دولة رئيس مجس الوزراء السيد تمام سلام.
إنها مناسبة أخرى لتوطيد أواصر الصداقة بين لبنان والفرنكوفونية والتأكيد على القيم التي نتشاركها بكل قناعة وفخر.
يسرني أن أقوم شخصيا بافتتاح هذا المعرض الذي أصبح ملتقى لعشاق الكتب، وعلى نطاق أوسع، ملتقى لجميع اللبنانيين كبارا وصغارا”.

اضاف: “أود بداية أن أتوجه بخالص عبارات الشكر للمعهد الثقافي الفرنسي في لبنان ولنقابة مستوردي الكتب لتعاونهما بهدف تقديم برنامج غني كما في كل سنة يحاكي اهتمامات متعددة ويحقق توقعات زائرية.
والشكر أيضا لوسائل الاعلام التي تؤمن التغطية الاعلامية لورش العمل، والمحاضرات، وحلقات الحوار، وحفلات توقيع الكتاب وبالطبع لتقديم الجائزة الأدبية الفرنسية الاقليمية المرموقة “اختيار الشرق: لائحة أكاديمية غونكور”.

وتابع: “كلمات وحكايات” هو عنوان هذه الدورة الواحدة والعشرين يشدني يثير خواطري. هي قصص الأطفال تقرأها الأمهات للأولاد قبل النوم وتنسج الذكريات بموسيقى الكلمات، هي الروايات التي تنقلنا الى عالمها الساحر تسكنه مخلوقات عجيبة، هي أولى المداخل الى عالمي الخيال اللاوعي، هي أولى أمثولات تخطي الخوف وقبول اختلاف الآخر.

هي كلمات توالي أصغر القوم والأقل شأنا، كلمات أولئك الذين، كما قال الكاتب البير كامو، لا يصنعون التاريخ بل يعانون من صنعه، كلمات توالي تلك الطفلة الأفغانية التي عانت من حرمانها الحق في التعليم أو ذاك المجهول المنسي في خضم التاريخ. ان الكلمات والكتابات تشهد على وجودهم وتؤكد على تناغم كيانهم فتعان لهم انسانيتهم.
الكلمة والقلم… لمقاومة الظلم والتنديد بالظالمين. الكلمة والقلم…لاستعادة حق أساسي من حقوق الانسان، الحق في التفكير والحق في الحياة”.

واردف:”من المؤسف أن نشهد في أيامنا هذه واقعا مريرا تتفجر فيه قوة العنف ويتفشي رفض الآخر، فيتعرضان سوية للحريات الأساسية تحت عنوان “ضد الالوهية” ويشرعان بحرق الكتب حيث تكمن حرية التفكير.
وبينما تتضافر جهودنا الفكرية لمقاومة جحافل الظلام، يبذل جنودنا دماءهم لحماية هذه الحرية الأساسية. ونؤكد من على هذا المنبر تماسك الدولة حكومة وشعبا والتفافهما حول الجيش اللبناني رافعين الصلاة والدعاء عن أرواح شهدائنا. وإذا غدت في بعض الأحيان إراقة الدماء أمرا لا مفر منه كما الحال اليوم، فلا يمكن المحافظة على السلام وكرامة الانسان إلا من خلال نضال الكلمات وكتابة التاريخ، نضال طويل يتسم بالصبر”.

واعتبر ان “الكتابة لا تقتصر على سرد الأحداث بل تشمل احتضان الآتي وتقبل المسؤولية. والقراءة ليست مجرد هواية، بل هي خوض تجربة تبادل حقيقية. هي التفاعل بين الكاتب والقارىء، تفاعل من شأنه أن يؤدي الى التعاطق وبالتالي إدراك حقيقة الآخر. هذا هو سبب تشجيعي مرارا وتكرارا الصغار والكبار على القراءة من أجل إبقاء وعيهم يقظا ومخيلتهم نشطة وخلاقة وحواسهم مشدودة”.

واشار الى ان “وزارة الثقافة حاضرة لدعم وتشجيع المواهب، لتوفير الفرص ودعم المبادرات الفردية والجماعية التي تعزز الروابط الاجتماعية وترسم وجه لبنان الحديث والمتجدد. كما تحرص الوزارة على بناء جيل مستنير وحكيم الرأي تلتقي طاقاته حول مثال أعلى للانسانية، مثال يتجسد بالصدق والحرية والتنوع ويشكل ركيزة أساسية لبنان الغد.

وقبل أن أختم، أود أن أثني على جميع الذين شاركوا في رابطة الكتاب من مؤلفين ومترجمين ورسامين وناشرين وموزعين، فيلبون كما عهدناهم نداء معرض الكتاب، على الرغم من الصعوبات الاقتصادية والمشاكل النابعة من تحديات الكتب الرقيمة والقرصنة، فهم على إدراك كامل لمسؤولياتهم ودورهم الأساسي في مجتمعنا”.

وتوجه ب”تحية تقدير للسيد الرئيس عبدو ضيوف، الذي يكمل هذا العام ولايته كالأمين العام للمنظمة الدولية الفرانكوفونية، ممثلا الليلة بشخص السيدة ريجين لافوا، المستشارة المسؤول عن اللغة والتنوع الثقافي. تحية إكبار لرجل تخطت بصماته الانسانية حدود بلاده السنغال، وعمل دون كلل لتعزيز التبادل والاختلاط بين الشعوب والقارات”.

وختم: “أخيرا وليس آخرا، لا يمكن أن أختم كلمتي دون شكر فرنسا، ممثلة هذه الليلة بسعادة السفير باتريس باولي. فرنسا، التي بكرمها المميز، تشارك العالم عصارة أعمال مفكريها، وشغف وعواطف مؤلفيها، والعبر المكتسبة من نجاحاتها وتجاربها، تحافظ مع لبنان على صداقة لا تتزعزع وروابط راسخة، روابط حاكتها كلمات لغة رائعة: اللغة الفرنسية”.

السابق
تحطم مركبة الفضاء “سبايس شيب 2” فوق كاليفورنيا ومصير الرواد غير معروف
التالي
المشنوق: مبادرة الحريري لانتخابات الرئاسة منفتحة على الحوار مع حزب الله