ترقب لترجمة مبادرة الحريري الرئاسية

كتبت “الحياة” تقول : تكشفت نتائج المعارك التي تسببت بها المجموعات المسلحة المتطرفة في طرابلس عن كارثة حقيقية في الممتلكات والمباني في منطقة باب التبانة والأسواق القديمة للمدينة، كما وصفها رئيس الهيئة العليا للإغاثة المولجة ملف التعويضات عن الخسائر التي لحقت بالمواطنين وضمان عودتهم الى منازلهم، فيما واصل الجيش تعقب المسلحين الذين لاذوا بالفرار من التبانة يوم الأحد الماضي، والبحث عن خلايا نائمة في مناطق شمالية أخرى من المنية والضنية وعكار وأوقف المزيد من المشتبه بهم الذين وجدت في حوزتهم أسلحة وذخائر، كما سلّم آخرون أنفسهم.

وإذ شملت مداهمات الجيش مخيمات للنازحين السوريين بحثاً عمن يتعاطفون مع تنظيم “داعش” و “جبهة النصرة”، لا سيما في منطقة المنية، فأوقف 3 سوريين و5 لبنانيين، ومحيط مدينة صيدا حيث جرى توقيف مزيد من الفارين المتعاطفين مع الشيخ أحمد الأسير، فإن نائبي طرابلس سمير الجسر ومحمد كبارة أبلغا رئيس الحكومة تمام سلام أن معظم الموقوفين الـ 180 لا علاقة لهم بالأحداث التي حصلت وهم من سائقي الدراجات النارية. واعتبرا أن من أنجز التحقيق معه لا مبرر لبقائه موقوفاً.

وفيما عادت الحركة الى طرابلس وفتحت المدارس وكليات الجامعات أبوابها بعد توقف لثلاثة أيام، سعت الدوائر الرسمية الى تأمين تكاليف إيواء العائلات التي نزحت من باب التبانة والأسواق القديمة جراء المعارك والدمار الذي أصاب منازلها، فيما تعطل سوق الخضر فيها الذي يشكل مصدر رزق للكثيرين منها.

وأعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي أن “لا مساومة ولا مهادنة مع قتلة العسكريين ولا اتفاقات سرية على دم الشهداء وكل من اعتدى على عناصر الجيش هو إرهابي وسيلاحق أينما وجد حتى توقيفه وتسليمه للقضاء مهما طال الزمن”.
وجاء كلام قهوجي أثناء زيارته عائلتي الضابطين اللذين استشهدا في معارك بحنين في الشمال الرائد جهاد الهبر والنقيب فراس الحكيم.

ودعا السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري، بعد لقائه الرئيس سلام ورئيس حزب “الكتائب” الرئيس السابق أمين الجميل “كل الأطراف الى تغليب العقل وعدم استجلاب المشاكل الى لبنان”، وأثنى على “ما يقوم به الجيش لحفظ البلاد وأمنها وعلى وقوف القوى السياسية الى جانبه”. كما دعا الى “الإقلاع عن المواقف الفئوية”، مؤكداً أن “مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعبر عن حرصه على أن يجتاز لبنان هذه المرحلة التي تعيشها المنطقة بأقل الأضرار”.

وفي باريس قالت أوساط فرنسية لـ “الحياة” إنها تترقب إمكان توقيع اتفاقية الهبة السعودية للبنان بأسلحة فرنسية، مع السلطات الفرنسية، في غضون أسبوعين خصوصاً أن العقد بين الدولتين جاهز.

وقالت مصادر في تيار “المستقبل” لـ “الحياة” إن أبرز النتائج السياسية لمعركة الجيش في طرابلس هي أنها برهان، سطرته دماء العسكريين والمدنيين الذين استشهدوا وتضرروا، على أن اتهام بعض الفرقاء اللبنانيين “المستقبل” بأنه وجمهوره يحتضنان مجموعات إرهابية “هو مجرد هراء”، وهذا ما عكسه بيان زعيم التيار الرئيس سعد الحريري أول من أمس حين أشار الى أن “أهل السنة، كركن من أركان الصيغة والاعتدال والوحدة لن يتخلوا عن إرث وطني، مهما اشتدت عليهم ظروف الاستقواء بالسلاح الخارجي وأسلحة الخارجين على الدولة”.

وذكرت المصادر القيادية في “المستقبل” أن الحريري أراد التأكيد لمرة أخيرة أن لا أحد من السُنة يستجيب لدعوات الانشقاق عن الجيش مشدداً على أنها “لن تلقى صدى”، بدليل أن المجموعات المسلحة لم تجد حفنة من المواطنين في أسواق طرابلس والتبانة تتعاطف معها، بل إن المواطنين تعاطفوا مع الجيش وتعاونوا معه في إبلاغ وحداته بمكان تواجد هؤلاء المسلحين فضلاً عن أن أهالي بحنين في المنية تولوا إخراج المسلحين من البلدة.

واعتبرت المصادر نفسها أن الحريري أراد القول لمن يوزعون الاتهامات والذين قال إنهم مناصرون للنظام السوري، إن تبرير استباحة الساحة اللبنانية لدعم النظام من قبل أنصاره و “حزب الله” بهذه الاتهامات “لا أساس له في الساحة اللبنانية وبات ممجوجاً”.

وتترقب الأوساط السياسية الخطوات التي سيقوم بها الحريري وفريقه من أجل بلورة تجديده لمبادرته بالدعوة الى إطلاق مشاورات وطنية لاتفاق على رئيس جديد للجمهورية، “في ظل شكوك في إمكان ملاقاته حيال ما طرحه، لا سيما من “حزب الله”، في سعيه للتمهيد للتفاهم على رئيس توافقي”.

السابق
استراليا تمنع السفر الى الدول التي تضم بؤر ارهاب
التالي
سقطت قناعات ولم يسقط الأسد