الجيش يستكمل العملية الاستباقية بالدهم وحملة «تدوير زوايا» تمهّد للتمديد

مجلس النواب

كتبت صحيفة “النهار” تقول : اذا كانت المحركات السياسية والنيابية قد بدأت مرحلة التحمية على نار الاستعدادات لاخراج التمديد لمجلس النواب في جلسة يرجح ان يدعو اليها رئيس المجلس نبيه بري قريبا وتعقد الاربعاء في الخامس من تشرين الثاني المقبل، فإن هذه الاستعدادات لم تحجب التطورات الامنية اللافتة التي سجلت امس وتمثلت في ما يمكن اعتباره أوسع حملة دهم قامت بها وحدات الجيش في مناطق الشمال وصيدا منذ حسم الجيش الاشتباكات في طرابلس قبل ايام. واتخذت هذه الحملة دلالات أمنية بالغة الاهمية، إذ شكلت كما اكدت ذلك مصادر معنية بها لـ”النهار” ترجمة لقرار القيادة العسكرية المدعوم دعما لا لبس فيه من الحكومة بالمضي من دون هوادة في استكمال العمليات العسكرية في دهم كل المناطق وتعقب المسلحين والارهابيين والمشتبه فيهم في كل مكان يحتمل ان يلوذوا به بما يقطع دابر كل كلام او اجتهاد حول ما سمي تسوية انتهت اليها معركة طرابلس. وقالت المصادر انه من الناحية الامنية والعسكرية، يشير اتساع حملة الدهم والتوقيفات التي قد تكون حصيلتها في الساعات الـ 24 الاخيرة قد بلغت العشرات من الارهابيين والمتهمين بالتورط في اعمال الاعتداء على الجيش والاعداد لتفجيرات ارهابية في مناطق عدة، الى ان الوجه العملاني للعمليات الجارية هو استكمال للضربة القاسية التي وجهها الجيش الى المجموعات الارهابية ورسالة حاسمة في شأن المضي في العمليات الاستباقية بلا توقف.

وقد عكس قائد الجيش العماد جان قهوجي امس هذا القرار اذ قال خلال زيارتي التعزية اللتين قام بهما لعائلتي الرائد الشهيد جهاد الهبر والنقيب الشهيد فراس الحكيم ان “دماء الشهيدين ودماء رفاقهما العسكريين الشهداء والجرحى كافة لن تذهب هدرا”، مضيفاً “لا مساومة ولا مهادنة مع قتلة العسكريين ولا اتفاقات سرية على دم الشهداء وان كل من اعتدى على عناصر الجيش هو ارهابي وسيلاحق اينما وجد حتى توقيفه وتسليمه الى القضاء مهما طال الزمن”.

أما يوم الدهم والتوقيفات الطويل الذي نفذته وحدات الجيش امس فتميز باتساع نطاقها في مناطق الشمال كما تمدد الى منطقة صيدا. وقد أوقف الجيش عدداً كبيراً من الارهابيين والمطلوبين في المنية حيث سلم ثلاثة منهم أنفسهم اليه وكذلك في بعض مناطق عكار ووادي الزينة وشرق صيدا وصيدا حيث تركزت عمليات الدهم على تعقب بعض انصار الشيخ الفار احمد الاسير. الى ذلك، تمكن مكتب القبيات في المديرية الاقليمية لأمن الدولة في عكار من توقيف السوري سليم م. خ. وهو من سكان احد تجمعات اللاجئين السوريين في بلدة خربة داود. وهو مساعد اول منشق عن الجيش السوري من مدينة القصير مشتبه في انتمائه الى مجموعة الموقوف عماد جمعة ومؤسس لكتيبة “اعصار الحق” في القلمون. وقد أحيل على الجهات المختصة للتوسع في التحقيق.

في غضون ذلك، أثار كلام للسفير السابق جوني عبده لمحطة تلفزيون “المستقبل” مساء امس لغطا واسعا اذ تحدث للمرة الاولى عن انه “تم اتخاذ اجراءات داخل الجيش بحق اشخاص وعناصر يرفعون اعلاماً حزبية من داخل الجيش وتم طرد هؤلاء العناصر وهم من غير “داعش” وخارج الطائفة السنية بل متعاطفون مع “حزب الله”.

العد العكسي
في المقلب السياسي، بدأ امس عمليا الاعداد للمخرج النهائي للتمديد لمجلس النواب الذي يفترض ان تكتمل فصوله قبل ذكرى عاشوراء الثلثاء المقبل اذ علمت “النهار” ان بري يتجه الى تحديد موعد جلسة التمديد الاربعاء المقبل. وتوقعت مصادر نيابية معنية بالمشاورات الجارية في هذا الشأن ان تنشط في الايام القريبة المحاولات الجارية لتظهير موقف مسيحي مرن من التمديد انطلاقا من اقرار سائر الكتل المسيحية الكبيرة بتعذر اجراء الانتخابات النيابية وحتمية اعتماد التمديد تفاديا لفراغ مجلسي في موازاة الفراغ الرئاسي، وقالت ان ثمة مؤشرات لتطورات مهمة على هذا الصعيد ستبرز عشية جلسة التمديد بما يوفر الطابع الميثاقي لهذه الخطوة.

ولعل ما استوقف المراقبين امس في هذا السياق الموقف الحاد الذي اتخذه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال جولته في اوستراليا اذ علق على عدم تمكن مجلس النواب في جلسته الرابعة عشرة امس من انتخاب رئيس للجمهورية بقوله: “ان نوابنا الكرام لم ينتخبوا رئيسا، وأصبحنا في الشهر السادس من دون انتخاب رئيس للجمهورية لأن كل فريق من الفريقين السياسيين ينتظر من سينتصر السنة أم الشيعة، السعودية أم ايران، النظام في سوريا ام المعارضة. لذلك، فإن نوابنا في الجلسة رقم 14 لم ينتخبوا رئيسا للجمهورية ولم يكملوا النصاب. يحتاج الأمر الى عصا… نعم حان الوقت”.

وأضاف: “لا يمكن ان اقبل باسم كل شعبنا، اينما كان، هذه النيات المستترة بعدم انتخاب رئيس، ولا اريد الشك بأحد، فهو يعرف نفسه”.
وختم: “يتم الحديث اليوم عن مؤتمر تأسيسي، نرفض منذ الآن اي بحث في المثالثة، كما نرفض اي كلام على مؤتمر تأسيسي، لأن معنى ذلك التعرض للميثاق. الحديث عن المثالثة يعني طائرة بثلاثة أجنحة: سني وشيعي ومسيحي، وهذا ضد 94 سنة من حياة لبنان الميثاقية”.

عون والجميل
الى ذلك، علمت “النهار” ان زيارة النائب سامي الجميل للعماد ميشال عون امس في الرابية تناولت ثلاثة عناوين اساسية هي الارهاب والنازحون ورئاسة الجمهورية. وبرز في الموضوعين الاولين تقارب في وجهات النظر، فيما لم يحصل أي تقارب في الموضوع الرئاسي. وفهم ان الجميل حمل تصورا يقول بايجاد دينامية داخلية لاقامة شبكة امان وتواصل لمعالجة الأمور تحت سقف الدولة والجيش لمنع اي خرق امني ضد المسيحيين، وكان تلاق على هذا الموضوع في وجهتي نظر الفريقين. وسيستكمل الجميل جولته بلقاء النائب سليمان فرنجية.

السابق
النواب يطوّبون أنفسهم الأربعاء وتفاصيل «خروج»المولوي ومنصور من التبانة
التالي
   هل خسر حزب الله في طرابلس؟