عون يرضخ للتمديد والجيش يحكم قبضته شمالاً

كتبت”البلد” تقول : سكت أزيز الرصاص في أزقة طرابلس، ليعود الصخب السياسي الى أرجاء مراكز القرار بدءا من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الرابعة عشرة اليوم والتي ستلقى مصير سابقاتها. فلا حلول رئاسية تلوح بالافق في حين يتقدم التمديد لمجلس النواب على حساب باقي الاستحقاقات. الامر الذي حسمته اللهجة التي خرج بها رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون من الغداء الذي جمعه بالرئيس نبيه بري، معلناً حتمية التمديد وان الظروف غير مؤاتية لانتخاب رئيس للجمهورية، فيما اكد رئيس المجلس نبيه بري كما نقل عضو كتلة القوات اللبنانية النائب جورج عدوان عنه ان الخيار بات بين الفراغ او التمديد وليس بين الانتخاب والتمديد.

وفي هذا السياق، يبدو من المعلومات التي رشحت حتى اللحظة، ان التمديد سيمرّ من دون ضجيج يُذكَر. واشارت مصادر مطلعة لـ “البلد” الى ان التيار الوطني الحر وهو من أشد معارضيه لن يقدم على اي خطوات تصعيدية وسيكتفي بالتصويت ضده. وأكثر من ذلك، اعلن النائب فريد الخازن “اننا قد لا نقدم طعنا امام المجلس الدستوري لان الطعن بالتمديد السابق لم يؤد الى نتيجة”.

في غضون ذلك، بدأت الحياة تعود تدريجياً الى طرابلس بعد اشتباكات عنيفة على مدار ثلاثة ايام، كما عاد بعض الاهالي لتفقد ممتلكاتهم وسجّل الدمار الاكبر في شارع الأهرام المؤدي الى المربع الأمني حيث كان يتواجد اسامة منصور وشادي المولوي. في موازاة ذلك، واصل الجيش انتشاره في الاحياء وقام بعمليات تمشيط ودهم في باب التبانة التي خلت من اي مظاهر مسلحة. وفي السياق، أكدت مصادر عسكرية ان انسحاب الجيش من باب التبانة ليس واردا في هذه المرحلة والحرب لن تنتهي الا بتوقيف المطلوبين كافة. واشارت مصادر عسكرية الى ان “الوضع جيّد في طرابلس، لكن الأمر لم ينتهِ هنا”.

من جهته، شدد الرئيس سعد الحريري على أن كل الدعوات التي توجه للانشقاق عن الجيش، وتحريض الشباب السني تحديدا على ترك مواقعهم والالتحاق بتنظيمات مسلحة في لبنان او خارجه، هي دعوات مدانة ومرفوضة، مشيرا الى أن “الدعوة الى ثورة سنية في لبنان، هي دعوة لا تنتمي الى تطلعات واهداف وحقيقة السنة في شيء، بل هي دعوة تتساوى مع المشاريع المشبوهة لإنهاء الصيغة اللبنانية واستبدالها بدويلات ناقصة”.

وفي هذا الاطار، تم تسجيل اهتمام اميركي لافت على خط الاحداث الامنية، بحيث قام قائد العمليات الخاصة الاميركية ريموند توماس بزيارة خاطفة الى لبنان استمرت بضع ساعات مع وفد عسكري.

على صعيد آخر، ينتظر اهالي العسكريين المخطوفين وصول الموفد القطري الى لبنان، وتوجهه الى جرود عرسال لمواصلة مفاوضاته. واعلن وزير الصحة وائل ابو فاعور ان لبنان يتفاوض مع المسلحين لوقف اعدام جنديين لبنانيين، مؤكدا ان المحادثات ايجابية.

بموازاة ذلك، القى الرئيس تمام سلام كلمة لبنان في اجتماع مجموعة الدعم الدولية المنعقد في برلين، فدق ناقوس الخطر منبها الى تداعيات ازمة النزوح السوري على لبنان امنيا واقتصاديا واجتماعيا، داعيا لزيادة التمويل للبنان وتقاسم اعباء الذين يشكلون منافسة غير مشروعة وعامل عدم استقرار في البلاد.

السابق
الجيش ينفذ مداهمات واسعة في وادي هاب
التالي
«طائرات دون نوافذ» ستغزو العالم